غير مصنف

التخلف عن الحضور في الموعد المحدد!

تقرير: محمد هنية
التخلف عن الحضور في الموعد أسوأ ما قد يواجهه الفرد في حياته (فالتخلف في المواعيد المقررة)  يسبب للذين ينتظرون تورتا و قلقا ، مثلما يحدث إذا غاب الابن أو الابنة عن موعد عودتهما من المدرسة. كما يسبب التخلف في ضياع كثير من الوقت في غير فائدة أو إنتاج، فقد يترتب على ذلك خلخلة في كل المواعيد. وانتظام شئون الحياة لا يكون إلا بضبط الوقت كما هو الحال في دقة ضبط مواقيت الصلاة.

في لقاء الثريا مع فاطمة حمد تقول :” الوفاء بالمواعيد شيء مهم في حياة كل شخص فأحاول الالتزام بها قدر المستطاع. وفي رأيي أن الالتزام بالمواعيد يدل على احترام الشخص لنفسه وللآخرين ولوقتهم, وأيضاً يدل على تنظيم الشخص لحياته الشخصية والمهنية، وهذا مما يساعد على نجاحه في مجالات كثيرة, أما الشخص الذي لا يلتزم بالمواعيد يدل على عدم احترامه لقيمة والوقت وقد لا يساعده هذا الشيء على تنظيم حياته وأوقاته.

ويشاركها الرأي وائل حمدونة حيث يقول:” أحاول قدر المستطاع الالتزام بالوقت والمواعيد, والتقيد بالمواعيد والالتزام بها من الأولويات التي أحاول المحافظة عليها في حياتي. الالتزام بالمواعيد صفة إيجابية فالشخص الذي يلتزم بالمواعيد تكون حياته منظمة, على عكس الشخص غير الملتزم قد تحدث له مشاكل في حياته العلمية والعملية”.
بينما تقول عبير أسعد:” مشكلتي في الحياة هي عدم الالتزام بالمواعيد، “رغم أنني أحاول ذلك قدر الامكان، لكن غالبا لا ألتزم خصوصا في المحاضرات، وليس ذلك بدافع قلة الاحترام أو ما شابه  ذلك إنما هو بسبب برود نوعا ما”.

احترام المواعيد

 في استضافة الثريا يقول د. داوود حلس :” أياً كانت في الوظائف أو المحاضرات, أو تلك التي تكون بين الأفراد هي عنوان على الاحترام الشديد للذات أولاً وللآخر ثانياً. كما أن احترام المواعيد يحمل دلالة على علو الهمة والثقة بالنفس إلى جانب الرغبة في إشاعة هذه الثقة لدى الآخرين.
ويضيف د. حلس :” لقد جعل النبي الكريم عليه الصلاة والسلام الخِلْف في المواعيد أو عدم الالتزام بها علامة من علامات النفاق. وقد جاء تعداد هذه العلامات في أكثر من حديث شريف ومنها قوله عليه الصلاة والسلام: (آية المنافقون ثلاث: إذا حدث كذب, وإذا وعد أخلف, وإذا أؤتمن خان). وفي حديث آخر: (وإذا عاهد غدر, وإذا خاصم فجَر)، أي تجاوز في الحد من الخصومة و الادعاء.

وينبه د. حلس إلى أنه يمكن تلخيص هذه الصفات أو جمعها في صفة واحدة هي الكذب. وقد يسبب الكذب ضعفاً شديداً في النفس وخبثاً في الفكر والاعتقاد. وهذا ما يمكن أن يُفهَم أو يلاحَظ في الشخصية التي تتصف بواحدة من هذه الصفات, ومنها: خِلف المواعيد أو عدم الالتزام بها استخفافاً, أو عن سابق قصد أو تصميم, وهذا كله لا يليق أن يقع فيه المؤمن الحقيقي, والله أعلم .

ويتابع د. حلس:” إن احترامنا للمواعيد من أهم عوامل النجاح، فالانضباطُ فيها وتنظيم أوقاتنا يؤدِّيان بالضرورة إلى الرُّقي والسُّمو بأخلاقنا واحترام الآخرين لنا, فالبعض يظن أن التَّأخر عن الموعد ربما يعطيه أهمية أو يكون مظهراً ودلالةً على مكانةٍ اجتماعيةٍ خاصة. لنتحلَّ بالانْضباط والدِّقة في مواعيد اتَّخذناها لأن التَّحلِّي بها يُعَدُّ من الصِّدق وعلامةً من علامات تقدُّم الشُّعوب لنرتقي بتعاملاتنا ونحترمَ مواعيدنا”.

مسببات و حلول

وأرجع أستاذ علم الاجتماع حسن البنا أسباب الاخلال في المواعيد وعدم الانتظام في الحضور في الموعد المحدد إما لأسباب طارئة خارجة عن الارادة والسيطرة او لأسباب غير طارئة ولكن لأسباب تتعلق في شخصية الانسان.
ويشير البنا إلى  أن الاسباب الطارئة دائما لا يتوقف عندها الاصدقاء ويتجاوزها من منطلق « التمس لأخيك عذرا « وتتمثل في الظروف الطارئة التي ادت الى التأخير عن الموعد والتي تتمحور في زحمة السير او حدوث حادث سير يعرقل المرور او ظرف عائلي او اسباب تتعلق في العمل والمهنة والبيئة”.
ويضيف البنا :” لكن في جميع الاحوال يجب على افراد المجتمع في حال تعرضهم للتأخير عن الموعد الاتصال للاعتذار عن التأخير خوفا من قلق وتوتر الذين ينتظرونهم للقدوم للموعد، فالظرف الطارئ يحترمه الجميع شريطه تقديم الاعتذار عن التأخير او عدم القدوم وهذا يعتبر في العرف الاجتماعي سلوكا حضاريا ومنطقيا ومقبولا اذ ان الجميع معرضون لظروف طارئة والاعتذار ويدل على شخصية الانسان المنظمة والدقيقة والناجحة التي تهتم بالمواعيد وتحترمها وتحترم وقت الاخرين ،وفي هذا الصدد يقول الدكتور الخزاعي الامم والشعوب الناجحة هي التي تقدر الوقت وتحترم الدقة والنظام وهذا هو سبب ابداع الدول المتقدمة في كافة المجالات.

ويبين البنا أن  هناك فئة في المجتمع لا تحترم الوقت ولا الموعد وتأتي متأخرة عن المواعيد، وهذا سلوك منفر ومنبوذ في المجتمع اذ ان وقت كل انسان غال عليه ولا يقدر بثمن ، والانتظار ممل ومزعج وفيه عدم احترام للذين ينتظرونه ، وخاصة اذا لم يعتذر عن التأخر، واليوم لا يوجد مبرر مقنع لعدم الاتصال والاعتذار فوسائل الاتصال متوفرة وفي متناول الجميع، ولكن «الطبع غلب التطبع» والنشأة الاجتماعية والتربية على عدم التنظيم والدقة والحرص على الاستفادة من الوقت هو السبب الرئيس في عدم الاحترام للوقت والحضور للموعد المحدد.

ويؤكد البنا على ضرورة  لفت هؤلاء الذين لا يحترمون وقت الاخرين الى هذا السلوك الخاطئ وعدم السكوت عنه لأنه قد يترتب على عدم الحضور اضرار اقتصادية او اجتماعية مهمة للموعد الذي لم يلتزموا بالحضور اليه، وعدم المداراة لان السكوت لا يصحح الاخطاء السلوكية وخاصة للذين يكررون نفس الاخطاء ، فتعديل السلوك يبدأ من خلال التوجيه والارشاد لتجاوز السلبيات وعدم الوقوع في الاخطاء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى