ياسين حمود: نخشى من أوسلو جديد يقضي حق الفلسطينيين بالقدس

الثريا: محمد هنية
اعتبر ياسين حمود مدير عام مؤسسة القدس الدولية أن نهج التسوية والمفاوضات سيقضي على ما تبقى من حقٍّ فلسطيني في القدس بالنظر إلى تراجع وتآكل موقف المفاوض الفلسطيني الذي بات يُختزَل بالحديث عن الأحياء العربية في القدس أو الأحياء الفلسطينية خارج الجدار كأبو ديس والعيزرية…
وفي تصريحات خاصة في الذكرى العشرين لاتفاقية أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، رأى حمّود أن “اتفاقية أوسلو تركت القدس بلا مرجعية بعدما وافقت السلطة على تأجيل البتّ بأمرها لما سُمِّي بقضايا الحلّ النهائي من دون أي ضوابط أو قيود تمنع الاحتلال من تغيير وضع المدينة”.
وأكد حمود أن القدس كانت العاصمة السياسية والاقتصادية للفلسطينيين قبل أوسلو ولكن هذا الأمر تغيّر بعدما قبلت السلطة أن تكون القدس بمقدساتها ورقة على طاولة المفاوضات. وقال حمّود “إننا نلاحظ التراجع في المواقف الدولية تجاه القدس وكلّ ذلك سببه أن السلطة الفلسطينية بسقفها السياسيّ المنخفض والراضخ للاحتلال شجع الأطراف المختلفة على اتخاذ مواقف منحازة للاحتلال في ما يتعلق بالقدس”.
وتساءل حمود عن سرّ التكتّم على مسار المفاوضات التي تخوضها السلطة في هذه الأيام مع الاحتلال تحت جنح الظلام بعيدًا عن الإعلام واطلاع الشعب الفلسطيني الذي من حقه أن يعرف على ماذا يتفاوض من يتصدر ليتحدث باسمه، وأبدى تخوفه من “أن يفاجَأ الشعب الفلسطيني “بأوسلو جديد” بنسخة معدلة تشمل التنازل عن القدس أو بعض منها بحجة تبادل الأراضي الذي نرفضه جملة وتفصيلاً”.
ورفض حمّود المقترحات التي تمّ تسريبها من أروقة المفاوضات الجارية بأن تكون القدس تحت إشراف إسرائيلي فلسطيني أردني دولي، مؤكدًا الحقّ العربي والإسلامي والفلسطيني الحصري بكامل المدينة.
وانتقد حمّود مواقف السلطة تجاه الاقتحامات الخطيرة للمسجد الأقصى والاعتداءات المتكررة والمتصاعدة بحقّ القدس والمقدسيين مطالبًا إياها باستخدام ورقة اعتراف الأمم المتحدة بها كدولة غير عضو بصفة مراقب، وبإطلاق يد المقاومة والشعب الفلسطيني في الضفة الغربية.
واعتبر أن مواقف الشجب والاستنكار لا تعفي السلطة من مسؤولياتها في وقت بات فيه التقسيم الزمانيّ والمكاني للأقصى أمرًا شبه واقع.
وختم بمطالبته السلطة الفلسطينية بالتراجع عن مسارها التفاوضي وتبني استراتيجية دعم للقدس والمقدسيين تقوم على قاعدة مواجهة الاحتلال والتصدي لمخططاته لا التأقلم معه، كما طالب الدول العربية والإسلامية بأن لا تكون شاهد زور على تضييع القدس وتشكل غطاء للسلطة في مسارها التفاوضي.