ما يجب أن تعرفه عن الحول

د/محمد عبد العزيز الطرشاوي- استشاري جراحة وطب العيون- رئيس قسم البصريات الطبية –الجامعة الاسلامية غزة
تعريف الحول:
تعريفه ببساطة هو عدم توازن حركة العينين حيث يستخدم الشخص المريض العين السليمة للتركيز على الشيء المراد رؤيته بينما تنحرف العين المصابة بالحول إلى الداخل أو الخارج أو لأعلى أو لأسفل.
وتبلغ نسبة إصابة الأطفال بالحول حوالي أربعة بالمائة.
أسباب الحول:
للحول أسباب عديدة منها ما يظهر بعد الولادة مباشرة أو خلال الستة شهور الأولى من العمر ويسمى هذا النوع (الحول الخلقي)، حيث يقال أن العامل الوراثي ذو أهمية في مثل هذه الحالات ويرث فيها الطفل الحول من أحد الوالدين أو الأقارب. وهناك أنواع من الحول قد تظهر بعد السنة الأولى من عمر الطفل وهذه الحالات يكون سببها أحيانا الإصابة بمد البصر في إحدى العينين أو كلتيهما.
أعراض الحول:
يلاحظها أهل الطفل أو المريض البالغ وهي عبارة عن عدم انتظام حركة العينين سويا.
وبالنسبة للأطفال صغار السن (تحت سن عشر سنوات) فإن عدم توازن العينين هو العرض الوحيد الواضح للإصابة بالحول. أما بالنسبة للبالغين فإن إصابتهم بالحول من الممكن أن تؤدي إلى ازدواج في الرؤية لديهم.
ومن المهم هنا أن نوضح جيدا أن ازدواج الرؤية أو عدم وضوح الرؤية باحدى العينين. قد يصيب الأطفال المصابين بالحول كذلك. ولكن الدماغ يرفض الصورة المرسلة من العين المصابة بالحول لعدم وضوحها فيتم تجاهلها وسرعان ما يتوقف الطفل عن استخدام تلك العين بطريقة لاشعورية ويصاب نتيجة لذلك بكسل العين أو ما نسميه بالغطش الذي يتطور بدوره شيئا فشيئا تاركاً الطفل ضعيف البصر بهذه العين مدى الحياة إذا ما بقيت الحالة بدون علاج، ويطلق على هذه الحالة تسمية العين الكسولة وهي تعني أن العين تعاني ضعفا شديدا بالإبصار نتيجة اهمال الدماغ للصورة التي ترسلها تلك العين المصابة بالحول له رغم عدم وجود سبب عضوي لضعف النظر.
ومن الأعراض الشائعة كذلك لدى الأطفال المصابين بالحول هو اتخاذ الطفل لوضعيات مختلفة برأسه في اتجاه معين لكي يستطيع توجيه العين المصابة بالحول في الاتجاه المعاكس، فيتمكن بذلك من رؤية الأشياء بصورة متطابقة ويتخلص من رؤية الأشياء مزدوجة، وخطورة ذلك أنها تؤدي على المدى الطويل إلى تشنج في عضلات الرقبة ويكون العلاج عسيرا إذا أهملت الحالة.
تشخيص الحول
يمكن تشخيص الحول من خلال فحص العين؛ لذلك يجب فحص عيني الأطفال بواسطة طبيب العيون قبل أو عند سن الرابعة، فى حالة ظهور حالات سابقة من الحول أو كسل العين فى عائلة الطفل يجب فحصه قبل سن الثالثة، ومن الطبيعي أن تظهر عيون الأطفال حديثي الولادة بشكل متقاطع (يشبه الحول) كما أنه من الطبيعي أن تكون أنوف الصغار عريضة ومسطحة مع وجود ثنية من الجلد عند الجزء الداخلي من جفن العين مما يعطى العينين شكل الحول . وهذا الشكل الكاذب للحول يختفى مع تقدم الطفل للسن ويستطيع طبيب العيون التمييز بين الحول الحقيقي والحول الكاذب.
ما هى أنواح الحول ؟ وكيف يتم علاجها؟
الحول الكاذب :-
هناك حالات كثيرة يلاحظ فيها أهل الطفل أن لديه حول بينما الطبيب يقرر أن الطفل طبيعي وهذا الحول الكاذب له أسباب كثيرة منها ضيق المسافة بين العينين أو اتساع المسافة بين العينين، أحياناً وجود ثنية جلدية تغطي الزاوية الداخلية وتغطي جزءاً من الصلبة من الناحية الأنفية وهذا النوع من الحول ليس حقيقيا، والذي يقرر هذا هو الطبيب وحده ولا يستلزم علاجاً .
الحول الحقيقي :-
ينقسم إلى نوعين أساسيين :-
•الحول المترافق :
الذى يحدث فيه انحرافا متساويا عند نظر العين لأى جهة من الجهات, لأن العين المنحرفة تتبع فى حركتها العين السليمة أى أنها ترافقها فى حركتها .
•الحول الشللي :
وسوف نتحدث عنه في مجال آخر .
الحول المترافق : أسبابه وأنواعه :-
•الحول الخلقي : وهو الذي يظهر خلال الستة أشهر الأولى بعد الولادة .
•الحول التكيفى : المرتبط بعيوب الانكسار في العين
•الحول الحسي : بسبب نقص وصول الشعاع الضوئي إلى الشبكية بسبب عتامات في الوسط مثل عتامة بالقرنية ، كتاركتا خلقية أو إصابية بإحدى العينين ،عتامة أو نزيف بالجسم الزجاجي
•الحول التلوى : الذي ينشأ بعد عمليات إصلاح الحول ويظهر في اتجاه جديد مثل الحول الوحشي الذي ينتج أحياناً بعد عمليات إصلاح الحول الأنسي وهذا يمكن تداركه بطرق عدة يحددها الطبيب المعالج .
الحول الخلقي :-
هو الحول الذي يظهر في خلال الستة أشهر الأولى بعد الولادة ويتميز اكلينكياً بعدة مظاهر فهذا الحول يكون أنسياً في أغلب الأحيان أي أن العين تتجه إلى الداخل ، وزاوية الحول تكون عادة كبيرة ، يكون هذا الحول إما تبادليا أي أن كل عين تحول بالتبادل مع العين الأخرى وإما أن يكون الحول دائماً في عين واحدة
وهذا النوع يحدث منه مشاكل كثيرة بسبب عدم استعمال العين الحولاء نذكرها فيما بعد
أيضاً هذا النوع من الحول قد تظهر به أعراض جديدة غالباً بعد انقضاء السنة الأولى مثل أنواع من الحول الرأسي وزيادة عمل العضلة المائلة السفلية . وظهور هذه الأعراض الجديدة غير مرتبط بإصلاح الحول الخلقي أو عدمه .
إصلاح الحول الخلقي ينصح بأن يكون مبكراً ولا ينتظر حتى بلوغ سن معين والإصلاح يؤدي إلى إصلاح عيوب النظر وإصلاح الشكل .
الحول التكيفي المرتبط بعيوب انكسار العين :-
وهو الحول الذي يظهر فيما بعد ، أي بعد الستة أشهر الأولى من ولادة الطفل ومعظم هذه الأنواع يظهر فيما بين السنة الأولى والثالثة ويكون مرتبطاً بعيوب انكسار العين وخاصة طول النظر ويلاحظ في هذا النوع من الحول أن الزاوية تزداد عند النظر للأشياء القريبة وهذا النوع من الحول يمكن أن يكون متبادلا بين العينين أو يكون ثابتاً في عين واحدة .
علاج الحول المتسبب عن طول النظر يعتمد أساساً على إصلاح طول النظر عن طريق لبس النظارة الطبية المناسبة ويمكن أن يحتاج إلى وسائل علاج إضافية
يقسم الحول أيضاً حسب اتجاه العين:
وهو الحول الذي تتجه فيه إحدى العينين أو بالتبادل إلى الداخل، أي ناحية الأنف، ويندرج هذا ضمن حالات الحول الخلقي الإنسي، والحول المرتبط بطول النظر، وغيرها..
الحول الوحشي:
وهو الحول الذي تتجه فيه إحدى العينين أو بالتبادل إلى ناحية الخارج، أي إلى ناحية الأذن، وهذا النوع من الحول غالباً ما يبدأ في الظهور في بعض الأوقات فقط، ويسمى الحول الوحشي المتقطع
وتزداد فترة ظهوره في العين مع مرور الوقت وهذا النوع يحتاج إلى المتابعة بواسطة الطبيب ليقرر التوقيت اللازم للتدخل والإصلاح.
الحول الرأسي:
وهو الحول الذي تتجه فيه إحدى العينين إلى أعلى أو إلى أسفل بالنسبة للعين الأخرى، ويشمل عدة أسباب بعضها أسباب خلقية، وبعضها أسباب شللية مثل:
– زيادة عمل العضلة المائلة السفلية المصاحب لكثير من حالات الحول الخل.
– شلل العضلات الرافعة للعين
– شلل العضلة المائلة العلوية
– بعض حالات الحول الخلقية النادرة مثل متلازمة ديوان
الحول الكامن:
في هذه الحالة يوجد حول حقيقي، ولكنه غير ظاهر، بسبب بذل العينين جهداً عصبياً وعضلياً لتجنب ظهوره والمحافظة على توازي العينين من أجل الحفاظ على النظر الموحد، وأعراضه هي مظاهر إجهاد العين مثل الاحمرار والصداع، ويظهر هذا الحول في حالات إجهاد العينين أو الضعف العام أو بواسطة اختبارات يجريها طبيب العيون.
وعلاج الحول الكامن غالباً ما يكون نظارة طبية ونادراً ما يكون جراحياً.
كيف يتم علاج الحول؟
الغرض الرئيسي من العلاج هو الحفاظ على قوة الابصار تصحيح وضع واستقامة العينين
استعادة الرؤية السليمة لكلا العينين ويقرر طبيب العيون اسلوب العلاج بعد فحص شامل للعين أما بارتداء نظارة طبية او بالجراحة بتصحيح الاتزان فى عضلات العين أو بإزالة المياه البيضاء في حالة وجودها وبتغطية العين السليمة لعلاج كسل العين فى العين الضعيفة