ما بين فردتي حذاء … هدف

بقلم: محمد قاعود
أقسم أحدهم بأنه – هدف – هذا هو معيارٌ لتحديد الأهداف في ملعب بلا حدود منظمة أو حواجز دقيقة ، فالمرمى يتكون من علبتين للعصر أو فردتي حذاء أحد المشاركين ، تجد فريقاً مكوناً من ثلاثة لاعبين وآخر مكون من أضعاف الأول نظراً لأن أعمار الفريق الأول ومهاراته تفوق الآخر ، و عند أول خلاف يقع بين الفريقين تنتهي المباراة .
مشهد يومي متكرر لمباراة دائمة في حارات المدينة بقواعد مؤقتة يتفق عليها الفريقين في كل مرة يقررون فيها عقد مباراة جديدة ، ويكون صاحب السلطة وواضع القوانين هو مالك الكرة .
ليس لأنهم يجهلون قوانين كرة القدم أو لا يعرفون أسسها ، إلا أنهم وجدوا أنفسهم في واقع لا يستطيع توفير أدنى متطلبات الحياة الرياضية الواقعية والسليمة أو حتى وجود ملاعب مناسبة تفي بهذا الغرض ، عدا عن حرمانهم من درس الرياضة المخصص لهم في المدارس ، فتجد المدرسين يتهافتون إلى استغلالها بكافة الطرق لأسباب متعددة منها الإيجابي وآخر سلبي، وإن حصل الطلاب على مبتغاهم في حصة رياضية تجد المشهد الذي تم ذكره سابقاً يتكرر في أروقة ملعب المدرسة يكون صاحب السلطة فيها مدرسٌ يغيب طوال الوقت عنهم ولا سلطة لمالك الكرة ” الديكتاتوري ” هذه المرة لأن الكرة ملكٌ للمدرسة وليس له .
من البديهي أن رياضة كرة القدم هي الرياضة المفضلة لدى الذكور ولها من عشق قلوبهم نصيبٌ كبير ، ومتنفسٌ يتخذه الجميع في كل وقتٍ يشاؤون ، فلا يستطيع أحدٌ منعهم من اللعب في الطرقات الخاصة بالمركبات أو بشوارع الحارات الضيقة بالرغم من الصراخ التي ينالونه من أحد الجيران أو صاحب سيارة أو مارة تخشى من اصطدام الكرة فيها .
وهنا همسة واجبة لا بد منها من أجل التنبيه والتحذير في آن واحد لأصحاب القرار والشخصيات المعنية بأن يولوا اهتماماً خاصاً في الاهتمام بحصص الرياضة المقررة في المراحل التعليمية عبر منهج متكامل ومنظم ، إضافة إلى توفير ملاعب تتوفر فيها أدنى المقومات على الأقل من أجل استغلال أوقات الأطفال بشكل جيد واستثمار طاقتهم في هذا المجال واحتوائها والسعي لتطوير أدائهم والارتقاء بهم بشكل منظم .