غير مصنف

معبر رفح وجع جديد في خاصرة الطلبة العالقين

تقرير : محمد قاعود

معبر رفحتختنق بكَ معالم الحيَـاة ، وتتجلى المعـاناة بشتى صورها ، ملقيةً عبئها على كاهلٍ لطـالما أرهقته طقوس الزمان وظلم الاحتلال ، لتضيفَ عليكَ وجعاً من جديد عندما تغلق أمامك بوابةٌ هي لاستكمال الحياة لك أملاً أوحد ، ويشتد ظلم ذوي القربي عليك في ازديادٍ مبهم المعالم والأسباب ليزداد الألم أضعاف .

معبر رفح البري يعتبر منفذاً وحيداً لسكان قطاع غزة للتواصل مع العالم الخارجي ، فهذا يكمل دراسته بالخارج وآخر مرتبطٌ في عمله وثالثٌ قد أتى لغزة عله يطفأ من نيران الغربة المشتعلة في كيانه ، ليتوقف بهم مصير الحياة بين فتحٍ للمعبر وإغلاق لها، “الثريا” تسلط الضوء على معاناة الطلبة من ظلم الحصار  .

الشاب عز الدين وائل شاهين طالب مستوى ثاني  في كلية الطب بجامعة بحري في مدينة الخرطوم وهو أحد الطلبة العالقين على معبر رفح بسبب الحصار المفروض على غزة يقول والمرارة تعتصر قلبه :”  نحن كطلاب مغتربين نقوم بزيارة أهلينا في كل اجازة صيفية لقضاء العطلة برفقتهم والتخفيف من شعورنا بالاغتراب ، إلا أننا في هذا العام منعنا من ذلك بسبب أزمة المعابر وتضييق الخناق في حصار غزة  ، علماً أن عطلتنا ستنتهي في الخامس عشر من نوفمبر ونحن لم نتمكن من رؤية ذوينا “

الحصاروعبر شاهين عن بالغ حزنه الشديد لعدم قدرته وحرمانه من المشاركة في أفراح العائلة وخاصةً أن هذا العام ستحتفل العائلة بزواج شقيقه ، والحصار منعنه من مشاركته في أسعد لحظاته ، وكذلك جميع المناسبات الأخرى ، وأن هذا الحال هو ينطق بلسان حال الكثيرين من آلاف الطلبة المغتربين خارج قطاع غزة وغير قادرين للعودة هنا .

شبح الإغلاق

وليس ببعيد من معاناة شاهين وعلى الجانب الآخر من معبر رفح  عبدالله عاشور طالبٌ في كلية الطب بأحد الجامعات اليمنية قد تمكن من زيارة غزة رغم الحصار ومشاركة أهله في إجازته الصيفية ، إلا أن سعادته لم تُكمل دروبها في ظل انشغاله الدائم وترقبه اللحظي لحركة المعابر ، وتعكر صفو مزاجه عند زيارة أهله وإخبارهم له بإغلاق المعبر بين الفينة والأخرى ، ليطارده شبح فقدان مقعده في الدارسة إن تأخر عن موعده المطلوب، عدا عن فقدانه لحجز الطائرة الذي يوافق الثلاثين من الشهر الماضي مما سيثقل كاهله بمبالغ مالية إضافية ومضاعفة عن السابق .

المعبر وتابع عاشور متسائلاً :”ما ذنب غزة في كل ما يحدث ليتم اغلاق المعبر الوحيد الذي يربطها بالعالم الخارجي في أي اضطراب داخلي في مصر ، مشيراً إلى أنه في حال  عدم سفره إلى اليمن قبل نهاية الشهر الحالي فإن ذلك سيرجعه لنقطة الصفر من تجديد للإقامات والتأشيرات والمعاملات الورقية وهذا سيؤدي لخسائر مادية ومعنوية كبيرة .

ويبقي معبر رفح عنواناً لأشد المعاناة التي يعيشها أهل قطاع غزة ، واشتداد الحصار على غزة متعدد الأبعاد وهو مشكلة لا تملك الحكومة الفلسطينية في غزة حلها بمفردها مع سعيها الدائم لإيجاد حلٍ مناسب للتخفيف من مشكلة العالقين وخاصة الطلاب المغتربين وهذا ما أكده وكيل وزارة الخارجية غازي حمد مضيفاً إلى أن حكومته لم تدخر جهدا من أجل فتح معبر رفح وأنها أرسلت العديد من الشخصيات المستقلة لحل قضية معبر رفح ، لكن في كل مرة تكون استجابة الجانب المصري ضعيفة .

ويبقى ” معبر رفح ” مشكلة عالقة تخاطب كل ضمير حي وصاحب شأن في التدخل العاجل من أجل إنهاء هذه الأزمة المتصاعدة .

العالقين

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى