كيف تعين نفسك على التخلص من”العادة السرية”؟

تقرير: “الثريا”
تُواجَهُ القضَايا الجِنسية فِي مُختلفِ الأوساطِ بستارٍ ثقيلٍ من الكِتمان أو الإِحراجِ أو الجهلِ أو بمزيج من ذلك جميعاً, وهناك درجة من الحرجِ قد تكونُ مصاحبةً لعمليةِ التثقيفِ الجنسِي الصِّحي, نظراً لحساسيةِ المَوضوع ودقَّتِه ونظراً لثقافة العيب السائدة، ولكن ذلك يستدعي مواجهة الموضوع بنضج, ومسؤولية وثقافة علمية صحيحة, كما يستدعي البحث عن اللغة والمعلومة, والظرف المناسبين, دون إفراط أو تفريط.
العادة السرية أو (الاستمناء)عند الشباب, يمكن وصفها أنها العبث بالأعضاء التناسلية بطريقة مستمرة بغية الوصول إلى النشوة الجنسية عند البالغين, وبالاستمتاع فقط لدى الصغار. وهذه الممارسات الخاطئة تفتح للثريا أبواب التعمق بهذه الظاهرة والحديث مع من مروا بهذه التجربة لمحاولة الحد منها.
الشاب (ق.خ) (24) عاماً, يعترف “للثريا” بقوله: “لا أعرف ما الذي دفعني لممارستها لكن كل ما أعلمه أنني عرفتها بطريق الخطأ”، موضحاً أنه كان يشعر بالذنب في كل مرة يكرر فيها فعلته, لافتاً إلى أنه يحاول الإقلاع عنها وينجح في ذلك مدة لكنه يعود إليها مرة أخرى.
ويضيف: “أعرف أنها مضرة جدا و قرأت عنها لكنها تخفف عن الشاب الضغوطات التي يراها يوميا سواء في الشارع أو عبر التلفاز”.
وبرغم الممارسات, ومحصلة الشعور بالذنب يكون الوازع الديني في قلب الشاب أقوى من لذاته وشهواته فالتقت الثريا بالشاب (ص.م) (26) عاماً الذي قال: “رغم كل القصص التي قالها لي زملائي ، إلا أنني كنت عنيداً, لكن عنادي لم يدم فلم أستطع الامتناع عنها, رغم أنني كنت أعرف أنها خطأً كبيرًا، إلى أن تمكنت ولله الحمد من التخلص منها، وذلك بالابتعاد عن كل ما يثير الرغبة, وبهجر أصدقاء السوء، فالأصدقاء من أهم الأسلحة التي تؤثر في المرء، وقد قالوا قديماً: إن الصاحب ساحب, ومن صاحب المصلين صلّى، ومن صاحب المغنين غنّى، فالتزمت بالصلاة جماعة في توقيتها لأنها تبقي النفس والجسد طاهرين، وتبعد الإنسان عن التفكير بالأمور السيئة”.
مشاكل وحلول
ولنتعرف أكثر حول هذه القضية التقت “الثريا” الأخصائي النفسي د.درداح الشاعر متحدثاً عن الأسباب التي تدفع بالشباب لممارسة هذه العادة فيقول: “هناك عوامل بيولوجية خاصة بظاهرة البلوغ, تدفع الشباب لممارسة هذه العادة”, موضحاً أن الشاب عندما يتحول من مرحلة اللاجنس إلى مرحلة الجنس تكون لديه رغبة في الممارسة فحينها يشعر باللذة, مبيناً أن هناك أسبابا نفسية تدفعه للممارسة, فيكون لدى الشاب رغبة في حب الاستطلاع, مؤكداً أن رفقاء السوء لهم دور كبير في التأثير على أصدقائهم من خلال دعوتهم إلى العالم المجهول لديهم.
ويضيف:”قد تكون هناك أسباب أخرى منها ضعف الإيمان والعقيدة, فيكون الشاب بعيداً عن ربه ودينه, بالإضافة إلى غياب رقابة الأهل”.
وبين د.الشاعر أن هناك سلبيات وأضرار كبيرة تلاحق ممارسي العادة السرية, فكثيراً ما يشعر الشاب بالذنب خاصة إن كان متديناً, وذا خلق الأمر الذي يؤدي إلى اختلاط في فكره وسلوكه.
ويتابع الأخصائي النفسي: “هذا يؤدي إلى انحراف سلوكي لدى الشباب, فيصبح الشاب بعيداً عن المجتمع لا يختلط فيه, قليل الإنجاز, عالة على المجتمع الذي يعيش فيه”.
وعن الفترة التي يقوم فيها الشاب بممارسة هذه العادة, أجاب د. الشاعر: “الممارسة تصاحب مرحلة البلوغ من سن (14) عاماً إلى نهاية “مرحلة المراهقة, موضحاً أن فترة الممارسة تمتد إلى ما بعد المراهقة في كثير من الأحيان, وتستمر إلى ما بعد الزواج, مشيراً إلى أن هذا يرتبط بطبيعة الشاب, وقوة تأثره بالإغراءات الموجودة.
ولكل مشكلة حل كما يقولون، وعلاج هذه المشكلة يتطلب إرادة وعزيمة ونية خالصة ومجموعة من الخطوات على الشاب اتباعها للحفاظ على دينه وخلقه يبينها د. الشاعر حيث يقول: “يجب أن يكون الإنسان مرتبطاً بدينه, ويشعر بمراقبة الله له”, وعلى الشاب الابتعاد عن العزلة, والذهاب إلى الأندية وممارسة الرياضة, حتى لا يسيطر الشيطان على عاطفته, بالإضافة إلى الكف عن الأحاديث التي تثير الشهوة, وغض البصر وعدم تتبع عورات الآخرين, والابتعاد عن الغذاء الذي فيه نسبة من الحرارة. ويدعو د. الشاعر الشاب إلى الصوم اقتداءً بسنة رسول الله( صلى الله عليه وسلم).
ويضيف د. الشاعر: “لا ننسى أقوال بعض المتخصصين بالمسائل الجنسية حيث قالوا:” إن ممارسة هذا العمل “الاستمناء” يؤدي بالمصابين إلى ضعف القدرات الجنسية, ويسبب لهم الخمول والكسل، ويسلب منهم الغيرة والشهامة والحيوية, فما أكثر الذين يعانون في عنفوان شبابهم من الضعف النفسي والجسدي بشكل مفرط”.
ويتابع: “نظراً للعلاقة القريبة لهذا العمل غير الطبيعي بالحواس الخمس، فإنه يؤثر بالدرجة الأولى على البصر والسمع، وفضلاً عن ذلك فإن من الأضرار الأخرى التي يورثها هذا العمل فإنه يؤدي إلى انحلال القوى الجسمية والنفسية, وفقر الدم, واصفرار الوجه, وانسداد الشهية، وضعف الذاكرة, والنحافة, وتراخي الأعصاب, وحدة المزاج والعصبية والدوران”.
منظور شرعي
ولكي تكتمل حلقة النقاش نرى أن نتوجها بوجهة نظر الشريعة الإسلامية من قضية الاستمناء، فحاورت “الثريا” الأستاذ المساعد في كلية الشريعة والقانون د. ماهر السوسي الذي استفتح حديثه مستشهداً بقول الله عز وجل: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ …وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ) قائلاً: “إن ممارسة الاستمناء محرم شرعاً, وممارستها تعد هتكا بالعورة”, نافياً دخول هذه الممارسة في عموم الزنا, مبيناً أن الاستمناء يدخل في الزنا الخفي من باب النشاز.
[divide style=”2″]
د. ماهر السوسي
ممارسة الاستمناء محرم شرعاً وتعد هتكا بالعورة
والاستمناء يدخل في الزنا الخفي من باب النشاز.
[divide style=”2″]
ويوضح د. السوسي أن العادة السرية تشترك مع الزنا في التحريم فقط, وتكون كفارتها بالتوبة, والاستغفار, والندم على ما فعل, لافتاً إلى أن الممارس للاستمناء يشعر بالندم على فعلته لعلمه أنها غير مباحة شرعاً, ولكنه يكرر فعلته نتيجة لضغوطات الشهوة لديه, وانسياق الشخص وراء هوى نفسه, ناصحاً الجيل الشاب بأن يتقى الله, ويدين نفسه قبل أن يدان, ليلاقي ربه بقلبٍ سليم.
وفي نهاية حديثنا آثرت الثريا تقديم المعلومة الصحيحة والآمنة عبر مساحتها لكل شاب يريد التخلص من هذه الآفة المدمرة، ومن صدق عهده مع الله فإن الله ييسر له أسباب الخير.