أطفال المسلمين كيف رباهم رسولنا الكريم ؟

تقرير : عبد الرحمن الشيخ
إن الأطفال نعمة من اللَّه سبحانه وتعالى، والذي يعيش مع هذه النعمة ويحس بها ويرى أثرها يجد نفسه في لهفة لرؤية الأطفال ومداعبتهم، والبحث عنهم عند فقدهم، لذلك يجب علينا تنشئتهم تنشئة سليمة تقودهم إلى مستقبل مشرق يساهم في رقي المجتمع و نهضته ، نتحدث عن تربية الرسل صلى الله عليه وسلم مع أ. عزيزة الحمامي ماجستير تربية .
تقول التربوية عزيزة الحمامي :”لقد كان رسولنا الكريم خير معلم للبشرية ولم يترك شاردة ولا واردة إلا وعلمنا إياها في التعامل مع الأبناء فقد كان صلى الله عليه وسلم يعلمهم أدب اللباس، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال رأى النبي صلى الله عليه وسلم عليَّ ثوبين معصفرين – أي مصبوغين لون أصفر – فقال : ( أمك أمرتك بهذا ؟ ) قلت أغسلهما ؟ قال : ( إن هذه من ثياب الكفار فلا تلبسها ) رواه مسلم
و تضيف الحمامي :” وكان صلى الله عليه و سلم ويرحمهم بالبشاشة والقبلة ويرغب الآباء في رحمتهم ، عن أبي هريرة قال : قَبَّل النبي صلى الله عليه وسلم الحسن والحسين وعنده الأقرع بن حابس فقال : إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحداً ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من لا يرحم لا يرحم ) رواه البخاري، متابعة :” وكان يؤكد على الصدق معهم وعدم الكذب عليهم: عن عبد اللَّه بن عامر قال: دعتني أمي، ورسول اللَّه صلي الله عليه وسلم قاعد في بيتنا، فقالت: ها، تعال أعطيك، فقال صلي الله عليه وسلم : “ما أردت أن تعطيه؟” قالت: أعطيه تمرًا. فقال لها: “أمَا إنك لو لم تعطيه شيئًا كُتِبت عليك كذبة””.
لا يجوز خداعهم
و تستدرك الحمامي :”إن الأطفال يراقبون سلوك الكبار ويقتدون بهم، فلا يجوز خداعهم بأي حال. قال أبو الطيب: وفي الحديث أن ما يتفوَّه به الناس للأطفال عند البكاء مثلاً بكلمات هزلاً أو كذبًا بإعطاء شيء أو بتخويف من شيء حرام داخل في الكذب، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يراعى الصدق معهم في الحديث عند تسليتهم أو إضحاكهم أو سرد قصص وحكايات عليهم، وينبغي ألا يدخل الكذب في هذا كله”.
وتتابع الحمامي :” وكان يصحبهم صلى الله عليه وسلم في الطريق واعظًا ومعلمًا على قدر عقولهم: فالطفل من حقه أن يصحب الكبار ليتعلم منهم، فتتغذى نفسه، ويتلقح عقله بلقاح العلم والحكمة، والمعرفة والتجربة، فتتهذب أخلاقه، وتتأصل عاداته، وقد كان النبي صلي الله عليه وسلم قدوة في ذلك، فعلمنا أنه صحب أنسًا، وكذلكم صحب أبناء جعفر ابن عمه، والفضل ابن عمه. وها هو عبد اللَّه بن عباس، ابن عمه صلي الله عليه وسلم يسير بصحبة النبي صلي الله عليه وسلم على دابته، فيستفيد النبي صلي الله عليه وسلم من تلك الصحبة في الهواء الطلق، والذهن خالٍ، والقلب منفتح، فيعلِّمه كلمات، على قدر سنِّه واستيعابه، في خطاب مختصر ومباشر وسهل، مع ما يحمله من معان عظيمة يسهلُ على الطفل فهمها واستخلاصها،
وتضيف الحمامي:” من عوامل بناء الثقة في الطفل، ورفع روحه المعنوية وحالته النفسية؛ أن يُنادَى باسمه، بل بأحسن أسمائه، أو بكنيته، أو بوصف حسنٍ فيه. وقد كان رسول اللَّه صلي الله عليه وسلم قدوةً في ذلك؛ فتارة ينادي الصبي بما يتناسب مع صغره، فيقول: “يا غلام، إني أعلمك كلمات”. و”يا غلام سم اللَّه، وكُلْ بيمينك”. و”يا غلام أتأذن لي أن أعطي الأشياخ؟” وهكذا. وتارة يناديه بقوله: “يا بنيَّ”. كما قال لأنس لمَّا نزلت آية الحجاب: “وراءك يا بني”. وقال صلي الله عليه وسلم عن أبناء جعفر ابن عمه أبي طالب: “ادعوا لي بني أخي”. وسأل أمهم عن صحتهم فقال: “ما لي أرى أجسام بني أخي ضارعة تصيبهم الحاجة؟”.
وتارةً أخرى يناديهم صلي الله عليه وسلم بالكُنية، فالكنية تكريم وتعظيم، فكان يقول للطفل الصغير الفطيم: “يا أبا عمير، ما فعل النغير؟” لطائر صغير كان يلعب به فمات.
وقد كان أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم ينادون مَن وُلِد في الإسلام من أب مسلم بقولهم: يا ابن أخي، فقد مدح المسيب البراء بن عازب بصحبة النبي صلي الله عليه وسلم وبيعته فقال له: “يا ابن أخي، إنك لا تدري ما أحدثنا بعده”. وعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه يقول للشاب الذي سأله عن أبي جهل: يا ابن أخي، وما تصنع به؟ وكان يريد أن يقتله في غزوة بدر، وقد كان.