كتاب الثريا

اشكالات تدريس العلوم في مدارسنا

د. جواد محمد الشيخ خليل- خبير في الشئون التربوية

المختبراتالمتتبع طريقة بناء منهاج العلوم في مدراسنا يجد أن المنهاج قائم على الأنشطة وخاصة منهاج المرحلة الأساسية من “الخامس حتى العاشر”، وهي الطريقة المثلى في تدريس مادة العلوم، الطريقة التي تعتمد على تفعيل المختبر المدرسي، وإجراء التجارب المعملية حتى تحول غير المحسوس إلى محسوس، وتنقل المتعلم إلى بيئة تعليمية تعلمية تجعله يعمل ويجرب ويعيش بين جدران المختبر.

واليوم ما يسهل الأمر وجود المختبرات الافتراضية المحوسبة التي تجعلك تجري أي تجربة في بيئة آمنة، علاوة على مساعدتك في تصحيح التجارب إن أخطأت في إجرائها، وبدأنا تطبيق هذه التجربة في مدارسنا في وزارة التربية والتعليم العالي بغزة، على أمل إحداث نقلة نوعية في تدريس مادة العلوم، واكتساب المهارات الأساسية اللازمة لذلك، وبعيدا عن جودة المنهاج وتصميمه القائم على الأنشطة، وتدريب المعلمين على أحدث الطرق لتفعيل المختبرات وإجراء التجارب وحتى التدريب على إجراء التجارب على المختبر الافتراضي، وتفعيل الحقائب التعليمية.

إلا أن هناك مشكلة حقيقية في طريقة تدريس العلوم في مدارسنا، وتكمن هذه المشكلة، بداية في منظومة التقويم الموجودة داخل مدارسنا حيث أن الموضوع ينتهي عند امتحان للحفظ واسترجاع المعلومات المحفوظة فقط ومهما كانت هناك محاولات من بعض المعلمين لتفعيل الطرق الحديثة في تدريس العلوم وخاصة توظيف المختبر، إلا أن الطالب ينتبه إلى أن هذا لن يجدي أو ينفع في  شيء كونه لن يأتي في الامتحان، وبالتدريج يدخل الملل إلى المدرس ويعتمد في النهاية الطريقة التقليدية في التدريس، من ناحية أخرى قد نجد في الكثير من مدارسنا أن المختبر عبارة عن مخزن تستخدمه إدارة المدرسة في تخزين البضائع والأثاث المدرسي وهذا من باب الجهل بأهمية المختبر في تبسيط وتوصيل المعلومات بل يتعدى بدوره ليصل إلى خلق جيل مجرب، مبدع، مبتكر، يعتمد الأسلوب العلمي في التفكير وحل المشكلات واتخاذ القرار.

وهذا الهدف الأساسي من وجود الطالب في المدرسة، من ناحية أخرى نجد أن المعلم لا يذهب بطلابه إلى المختبر بحجة إحداث الفوضى والتنقل من مكان لآخر في المدرسة وكأننا نريد من الطالب أن يكون حبيس المقعد، وهناك من يخرج للمختبر من باب الترفيه والترف وليس من باب أن هذا المكان هو بالفعل مكان تدريس العلوم ويجب ألا نخرج منه طالما كان هناك حاجة له، بالرغم من حجم النفقات التي تنفقها وزارة التربية والتعليم على التدريب والتأهيل وخاصة في مجال البحث والتجريب، إلا أننا ما زلنا نجد بعض الضعف في بعض العينات من المعلمين في مدارسنا.

وبالرغم من التقدم في المسيرة التعليمية إلا أننا نتوقف عند جهل أو عدم معرفة في توظيف الإمكانات وخاصة في الميدان عندما يسمح مدير مدرسة أو مشرف تربوي أو مدير تعليم لمعلم أن يدرس تخصص غير تخصصه، من أين سيأتي العطاء والإبداع وتفعيل الأدوات اللازمة لتدريس المبحث أم أن الأمر ينتهي عندما ينقل المعلم المعلومات من الكتاب إلى الطالب، هل هذا هو دور المعلم فقط؟ يجب علينا أن نعيد النظر في إمكاناتنا وقراراتنا حتى يتم تفعيل أدواتنا كما يجب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى