فنونة تحدٍ فلسطيني وفوز عالمي

إعداد: محمد قاعود
لم يعقه ضعف بصره مواصلة تحقيق حلمه يوماً بعد يوم ، متخطياً جميع الصِعاب من أجل الوصول إلى قمةٍ يرنو لها ، ويبذل عظيم جهده مُطَوعاً جميع العقبات وممهداً إياها للنجاح ، كي يرفع علم فلسطين في كلٍ محفلٍ رياضي يشارك به إيماناً منه بحب الوطن وإعلاء رايته.
الشاب محمد سعيد فنونة، يبلغ من العمر ” 33 عاماً ” من مدينة النصيرات، متزوج ولديه من الأبناء أربعة، متمرسٌ وهاوٍ لألعاب القوى وخاصة الوثب الطويل ، وحاصلاً على شهادة دبلوم محاسب متوسط بالجامعة الإسلامية بغزة
حاورته” الثريا ” وكشفت تفاصيل محبته للرياضة والتي بينها للثريا فيقول فنونة :”عندما كنت أدرس الثانوية العامة وأثناء فترة الاستراحة رأيت زملائي يقفزون لمسافات طويلة، فحاولت تقليدهم وقفزت قفزة طويلة جداً، وحاول الجميع تقليدها إلا أنه لم ينجح فيها أحد، لتبدأ بعدها رحلتي مع رياضة الوثب الطويل،فشاركت في عدة بطولات على مستوى المدرسة وبطولات القطاع حاصلاً على المرتبة الأولي في جميعها.”
ويضيف فنونة :” انضممت إلى فريق الجامعة الإسلامية مشاركاً في عدة بطولات برمي الرمح والوثب الطويل لأحصل على كأس البطولة في الجامعة كأفضل لاعب لتعدد فوزي في المركز الأول”
وبعد قطع مشوار طويل من النجاحات أوعز أحد المدربين بالجامعة الإسلامية إلى فنونة بضرورة انضمامه للعب في احدى الفرق لذوي الاحتياجات الخاصة عام 2000م وخاصة أنه يعاني من ضعف بالبصر”. كفيف جزئي ” ، ليخط بعدها نجاحاته في البطولات الأولمبية لذوي الاحتياجات الخاصة
وحول مشاركاته الكثيرة في المحافل الخارجية يقول :” شاركت في البطولة العربية الأفريقية الآسيوية حاصلاً على المركز الأول في الوثب الطويل ورمي الرمح ، ثم في عام 2002 ببطولة العالم بفرنسا، بعدها شاركت في بطولة الألعاب البارالمبية لذوي الاحتياجات الخاصة في أثينا وفزت بالمركز الثالث وسط مشاركة واسعة من دول العالم المتأهلة “
وتابع :” حصلت على المركز الأول في الوثب الطويل وقفز (مائة) متر في البطولة العربية الخامس لألعاب القوي بتونس، ثم بطولة الألعاب البارالمبية لذوي الاحتياجات الخاصة في بكين، تلاها حصولي على المرتبة الأولى في البطولة الاسيوية لعام 2010 ، وارتفع العلم الفلسطيني في السلام الوطني أمام وقوف معظم الموجدين في الملعب لأجله”
ولكل ناجحٍ لابد من معيقات تواجهه في الحياة ذكر منها فنونة: عدم وجود ملعب قانوني في قطاع غزة للتمرين، والحاجة الماسة لوجود فرصة للتدريب في المعسكرات الخارجية من أجل التطوير والاستفادة من كفاءة المدربين في الخارج والاحتكاك بالفرق الأخرى ، إضافةً إلى صعوبة السفر والتنقل والتي تسبب انهاكاً للاعبين قبل وصولهم للمشاركة في البطولات العالمية، عدا عن حرماننا من فرصة المشاركة في الكثير من البطولات لعدم وجود التنسيق المشترك بين الضفة الغربية وقطاع غزة
ويتحدث فنونة بأسى : “اللاعبين بحاجة إلى رعاية كاملة وتوفير أدنى مقومات الراحة لهم على غرار اللاعبين في الخارج ، والسعي نحو تحسين المستوى للاعبين”
ويوجه فنونة شكره لنادي الجزيرة الرياضي والذي كان محضناً وحيداً للاعبين من ذوي الاحتياجات الخاصة، لافتاً إلى ضرورة أن يساهم أصحاب القرار برفع مستوى الكفاءة والانتقاء الكيفي وليس الكمي للاعبين ليكونوا خير سفراء لفلسطين في بطولات العالم المختلفة ، معبراً عن طموحه في رفع العلم والهوية الفلسطينية في جميع محافل الألعاب والبطولات الدولية والمعسكرات الخارجية ، والرغبة في المشاركة في الألعاب البارالمبية العالمية لذوي الاحتياجات الخاصة في عام 2016 في البرازيل وهذا بدوره يتطلب تجهيزاً لأعلى المستويات