Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
حوارات

في غزة لا شيء مستحيل

إعداد: محمد هنية

الحاجة أم الاختراع مقولة يطبقها الفلسطينيون دائما غير آبهين بما يحدث معهم جراء الحصار فيصنعون من الألم أمل، ومن المستحيل حياة جديدة وحتى من البطاريات التالفة ينيرون منها بيوتهم مع انقطاع التيار الكهربائي بفعل الحصار الخانق الذي يعيشه قطع غزة.

الثريا التقت حسان سعد الذي أنار الحي الذي يقطنه ببطاريات تالفة معدلة بإضافات هو صنع يديه حيث استغل بطاريات تالفة لتوليد تيار كهربائي لعشرات المنازل في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، بدون مقابل مادي، مكتفيا بدعم بعض الجهات الخيرية.

وقد كوّن المواطن حسان سعد شبكة كهربائية أسماها “شبكة الوحدة الوطنية للأنوار الخيرية” تمكن من خلالها من إيصال التيار الكهربائي لأكثر من 50 منزلًا إضافة إلى إضاءة شارعين في الحي بطول 500 متر.

وتتربع 10 بطاريات تالفة متعددة الألوان والأحجام على طاولة خشبية أسفل درج بيته، تربطها أسلاك إلى جانبها بعض القطع الإلكترونية لتكوّن الشبكة الجديدة، وعلى الجانب الآخر مئات اللمبات صغير الحجم تسمى “اللدات”، والتي استخدمها في إضاءة منزله والمنازل المجاورة. ويبين سعد  أن 10 بطاريات تالفة يستخدمها في المشروع تعطي وقتًا أطول في الإضاءة من خمس بطاريات جديدة بفضل بعد الإضافات الفنية والهندسية التي أدخلها على عملها، والتي لم يكشف عنها.

ويشير سعد إلى أن غلاء البطاريات الجديدة المستخدمة لأجهزة UPS، وانقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة، وغلاء المحروقات دفعه للتفكير في حلول بديلة زهيدة الثمن، سيما وأن الحالة الاقتصادية في القطاع متردية بفعل الحصار.

وبفضل “شبكة الوحدة الوطنية” فإن التيار الكهربائي يصل إلى المنازل من الساعة الخامسة مساءً وحتى العاشرة ليلًا في حال قطعت الكهرباء خلال الفترة المسائية، أما في حال انقطاعها خلال الفترة الليلية فتوفر الشبكة إضاءًة من الساعة العاشرة مساءً وحتى السابعة صباحًا.

ويوفر سعد لمنتفعي شبكته تيارًا كهربائيًا لإضاءة المنزل وشحن الجوال واللاب توب وسماع المذياع، ويوزع في أنحاء الحي أكثر من ألف “لد” لضمان انتشارٍ جيد للإضاءة.

ويضيف  سعد أن تكلفة المشروع بلغت 5 آلاف شيكل (1500 دولار) بدعم واستشارة هندسية من شركة “وسيم الخزندار” (ألفا)، وتبرع بأسلاك ولدّات كهربائية من شركة “خضير”.

ويشير سعد إلى أن العمر الافتراضي له ستة أشهر، تُستهلك البطاريات بعدها وتتوقف عن العمل بشكل كامل، ويتم استبدالها ببطاريات توقفت عن العمل سواء في السيارات أو أجهزة UPS.

ويطمح سعد لتطوير مشروعه في حال توفر الدعم المادي اللازم، حيث يخطط لتوفير التيار الكهربائي للحي بأكمله خلال الفترتين الصباحية والمسائية عن طريق استخدام الخلايا الشمسية إلى جانب مشروع البطاريات التالفة.

ويلفت إلى أن مشروعه يوفر تيارًا كهربائيًا آمنًا في ظل أزمة انقطاع الكهرباء في القطاع، ولن تضطر المنازل لإيقاد الشموع التي يمكن أن تتسبب في حرائق ووفيات كما حدث في بعض المناطق، كما أنه اقتصادي لا يكّلف أكثر من 200 شيكل للمنزل خلال ستة أشهر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى