غير مصنف

الغزيون يخشون من المستقبل تحت وطأة المعاناة بسبب اغلاق معبر رفح

غزة _ محمد قاعود

حينما يشتد ظلم ذوي القربي  يصبح أكثر مضاضة وإيلاماً من غيره ، وعندما تحيط بك القيود كما يحيط السوار بالمعصم ، ليصبح متنفسك الوحيد حيث العالم الخارجي مغلقٌ في وجه أبنائه ، حينها تتجلى فصول المعاناة وتتكشف خباياها المؤلمة في كل  حكاية تحملها قلوب أصحابها المنتظرين على “بوابة رفح ” علَ أملاً يداهمهم بفتحه أو فرجاً يعيد الحياة لأرواحهم وحياتهم التي تشتت سبلها بسبب إغلاقه المستمر .

فصول المعاناة

المواطن أبو مروان يعمل محاضراً باحدى الجامعات في المملكة العربية السعودية يروى واقع أمره الصعب قائلاً:” أتيت لزيارة الأهل والأقارب في قطاع غزة كما هي عادتي كل عدة سنوات ، فبعد مرور حربين عليها قررت الزيارة للاطمئنان على الأهل بداخلها ، إلا أن الرياح تأتي بما لا تشتهيه السفن لتتصاعد الأحداث في مصر خلال فترة تواجدنا هنا ، وعندما حاولنا العودة للخارج بدأت فصول المعاناة “.

ويضيف:” أصبحت أداوم في المعبر كل يوم أذهب صباحا، عسى أن يُفرج الأمر فيسمح لنا بالخروج ، إلا أن الفشل كان حليفنا في كل مرة، وما يؤلمنا أن الجامعات في الخارج تقبل بتأجيل فصل واحد فقط ، فإن تكرر الأمر تضطر الجامعة إلى فصله والتخلي عن خدماته التعليمية، وها نحن ننتظر حتى الآن”.

تنغيصٌ للفرحة

أما حال المواطن سليمان أبو ستة العالق على معبر رفح في الجانب الفلسطيني لا يختلف عن سابقه حيث أنه يعمل مدرسا في المملكة العربية السعودية منذ 20 عاماً ، ولديه من الأبناء اثنين في قطاع غزة يستكملون دراستهم وأجبره الوضع المادي على البقاء هناك كي يعيل أسرته ويستطيع دفع تكاليف دراسة أبناءه كل عام .

ويصف حاله قائلاً:” لقد قتلت الفرحة بداخلي عند لقائي بأبنائي أثناء العطلة الصيفية لهذا العام ، لقضائي إياها وأنا منشغلٌ في التفكير الدائم بما سيئول إليه حال المعبر ، وبات شبحاً يلاحق ذهني حيثما حللت لينغص عليّ سعادتي أثناء وجودي  مع أبنائي بكل لحظة ” .

أعباءٌ متزايدة

أما الحاج أبو مروان فيشتكي من مرارة الذهاب والرجوع بخفي حنين في كل مرة يذهب بها إلى المعبر للسفر إلى الخارج ، بالإضافة إلى تحمله للأعباء المادية الكثيرة التي يدفها كل يوم من مواصلات وغيرها عدا عن التعب الجسدي والنفسي الذي يعيشه الشخص في كل لحظة ، وترقبه لكل خبر يأتي هناك أو هناك عله يحمل في طياته فرجاً قريباً .
وطالب أبو مروان السلطات المصرية الشقيقة وجميع المؤسسات الحقوقية بـأن تقف وقفة جادة أمام واجباتها الإنسانية والوطنية بحق الشعب الفلسطيني وأهالي قطاع غزة الذين يعانون من ويلات الحصار وإغلاق المعابر والاعتداءات المتكررة بحقه ليساعدوا في تخفيف وطأة المعاناة عن كاهلهم .
كانت تلك بعض المشاهد التي يعايشها أبناء قطاع غزة المحاصر منذ سبعة أعوام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى