فلسطين تجمعنا

خِطابُ “هنية” في عيونِ شبابِ قطاعِ غزة

تقرير: هدى فضل نعيم

اسماعيل هنيةقطاعُ غزة؛ تلكَ البقعةُ المعذَّبةُ التي لا تزالُ تُكالُ لها التُّهَمُ والانتهاكاتُ، ولا ينفَكُّ أعداؤها _المتربِّصونَ_ بمحاولاتِ تدميرِ تماسُكِها بالطرُق كافةً, وفي خِضَمِّ ذلك يحاولُ أُولِي أمرِها أنْ يدافعوا عنها، ويشُدُّوا عزيمةَ أهلِها؛ ليقِفوا في وجهِ تلكَ الهجماتِ المتتاليةِ، “الثريا” استطلعتْ آراءَ بعضِ الشبابِ، في خطابِ “إسماعيل هنية” رئيسِ الوزراءِ في قطاعِ غزةَ، والذي خاطَبَ شعبَه، ووجَّهَ لهم رسائلَ مُهِمَّةً؛ فيما يخُصُّ أهمَّ المُجرَياتِ التي تدورُ في القطاع.

استقبلَ أهالي القطاعِ هذا الخطابَ بنظراتٍ مختلفةٍ، كما استقبلَه المُحلِّلونَ والمسؤولونَ، فهناكَ مَن رحّبَ، وهناكَ مَن عارَضَ, وهناك مَن عدَّهُ في موقفِ المسؤولِ، وهناك من عدَّه أقلَّ ممّا كانوا يتوقَّعونَه ،وكانت شبكاتُ التواصلِ الاجتماعيّ المنبرَ الأكبرَ لشبابِ قطاعِ غزةَ؛ للتعبيرِ عن مواقفِهم من الخطاب .

مصطفى حمدان (24 عاماً) شابٌّ فلسطيني؛ يصِفُ خطابَ “هنية” بالممتازِ والصريحِ، ويرَى أنه يعكِسُ أرضَ الواقعِ , ويشارِكُه “حسام شلباية” الرأيَّ نفسَه، رغمَ أنه يرى أنّ الخطابَ مُكرَّرٌ، لكنه يرى أنه من الضروريّ تَكرارُ الخطاباتِ المؤكِّدةِ على ثوابتِنا؛ التي يحاولُ العالَمُ أجمع إنهاءَها”.

ويقولُ “رامي عبده” الناشطُ الحقوقي الفلسطيني ” خطابُ “هنية” كان يمكنُ أنْ يحظَى بإعجابِ الجميعِ؛ لو لم يسبقْ الخطابَ ترويجٌ وتحشيدٌ مُبالَغٌ؛ رَفعَ من سقفِ التوقُّعات” .

أمّا “سحر أبو عُلبة” فترى أنّ الخطابَ  لم يأتِ بجديدٍ، وهو تَكرارٌ لِما يتِمُّ طرْحُه منذُ عامِ (2006 ) وشاركتْها الرأيَّ “نالان السرّاج” مؤكِّدةً على عدمِ جدّيةِ الحكومةِ في غزةَ للوصولِ إلى أيِّ اتفاقياتٍ في موضوعِ المصالَحةِ، كما تقول”.

الأهمية ليست بالجديد

أمّا الناشطُ “محمد حسنة” فتطرَّقَ للخطابِ من جهةٍ أُخرى قائلاً :”إشادةُ السيد “إسماعيل هنية” “أبو العبد” بالشبابِ والمبادَراتِ الشبابيةِ؛ يجبُ أنْ تنعكسَ إيجاباً على الميدانِ، وعلى واقعِ التعاطي مع الشبابِ؛ خصوصاً من قِبلِ أجهزةِ الأمنِ الفلسطينية”.

و يُذكِّرُ “أدهم أبو سلمية” في حديثِه “للثريا”  أنّ الأهميةَ ليستْ دائماً في الجديدِ، ففي بعضِ الأوقاتِ يكونُ تأكيدُ المؤكَّدِ أو نفيُّ المتداوَلِ؛ هو بحدِّ ذاتهِ جديدٌ ومُهِمٌّ، ويَحمِلُ دِلالاتٍ وأبعاداً كثيرةً، على الأقلِّ هكذا رأيتُ أنا الخِطابَ، وبكلِّ تأكيدٍ هناك بعضُ التحفُّظاتِ على الشكلِ الذي قُدِّمَ فيه للخِطابِ من قِبلِ بعضِ مسئولي الحكومةِ.

بين هذا وذاكَ؛ يبقى الواقعُ هو الفيصلُ الحقيقيُّ لِما جاء في الخِطابِ، ولِما يدورُ في الساحةِ الفلسطينيةِ، ويبقى الشبابُ الغزيُّ مُترقِّباً لكُلِّ جديدٍ يحصلُ، محاوِلاً أنْ يكونَ مُتيقِّظاً لأيِّ حَبكةٍ تُحاكُ للشعبِ، مُترَصِّداً بما في يديهِ من قوةٍ، وفي كلِّ مرّةٍ يُبدِعُ في تحليلِ واقعِه المُعذَّبِ .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى