دين ودنيا

الوسائل المعينة على ترك المعصية

يجيب عن الاستشارة بروفيسور محمد شريدة

ما الوسائل التي تعين على ترك المعصية؟
1- الدعاء، وهو أعظم دواء , وأنفع علاج لكل بلاء، يمنحك القوة على ترك الذنوب قال تعالى :
( وقال ربكم أدعوني استجب لكم )

2- المجاهدة،لا تظن أن ترك المعصية يكون بين يوم وليلة، إن ذلك يحتاج إلى مجاهدة وصبر ومصابرة , ولكن اعلم أن المجاهدة دليل على صدقك في ترك الذنوب وربنا تبارك وتعالى يقول : ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين).

3- معرفة عواقب المعصية ونتائجها، إنك كلما تفكرت في النتائج المترتبة على الذنوب فإنك حينها تستطيع تركها، فمن عواقب الذنوب ( الهم والغم والحزن والاكتئاب والضيق والوحشة بينك وبين الله وغيرها من عواقب الذنوب ).

4- البعد عن أسبابها ومقوياتها , فإن كل معصية لها سبب يدفع لها ويقويها , ويساهم في الاستمرار فيها , ومن أصول العلاج البعد عن كل سبب يقوي المرض.
5- الحذر من رفيق السوء , فإن بعض الشباب يريد ترك المعصية ولكن صديقه يدفعه وفي الحديث الصحيح ( المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل ) فوصيتي لك ( ابتعد عن صديق السوء ) .

6- تذكر فجأة الموت, ( حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون – لعلي أعمل صالحا فيما تركت ) إنه يتمنى الرجوع إلى الحياة لا ليستمتع بها ولا ليسهر على القنوات، بل ليعمل صالحا نعم ليتوب، ليصلي، ليترك المحرمات .

7- تذكر عندما توضع على مغسلة الأموات، عندما توضع على السرير لكي يغسلونك، وأنت جثة هامدة، لا تتحرك، وهم يحركونك، هناك لن تنفعك الذنوب ولا السيئات.
8- تذكر عندما تحمل على الأكتاف، سوف يحملونك، لن ينفعك هناك إلا عمل صالح قد فعلته .

9- تذكر عندما توضع في القبر، هناك يتركك الأهل والأصحاب ولكن أعمالك ستدخل معك في قبرك، فيا ترى ما هي الأعمال التي ستكون معك في قبرك؟
10- تذكر العرض على الله ( واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ) .

11- إذا أردت أن تترك المعصية فتذكر المرور على الصراط، ذلك الجسر الذي يوضع على متن جهنم،( أحد من السيف، وأدق من الشعرة ) قال تعالى وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا ) قال العلماء :هذه الآية دليل على المرور على النار.

هناك تضع قدمك لكي تعبر عليه، والنار من تحتك، والمكان مظلم، والناس يتساقطون، ويبكون، ومن الناس من يثبته الله على الصراط لأنه ( كان ممن يراقب الله ويخاف من الله ويعمل بطاعة الله ويبتعد عن معصية الله) قال تعالى: ( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ) هناك تعرف قيمة الصلاة ..وقيمة الحسنات, في ذلك المكان تندم على كل نظرة .. وعلى كل كلمة لا ترضي الله، هناك تبكي ولكن لا ينفع البكاء .

12- تذكر الميزان الذي يوضع يوم القيامة , وتوزن فيه الحسنات والسيئات( فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ) إنهم الذين حافظوا على طاعة الله .. إنهم الذين ابتعدوا عن الذنوب والعصيان … ( ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون ) إن الذي خف ميزانه هو الذي أساء في تعامله مع ربه.

إذاً عندما تُبتلى بكثرة المعاصي فعليك بالصلاة لأنها خير وسيلة تساعدك على التخفيف من هذه المعاصي حتى تتركها نهائياً بإذن الله تعالى. ولا يغرنك وسوسة الشيطان عندما يقول لك: إنك لن تستفيد شيئاً من هذه الصلاة ما دمتَ تعصي الله، فهذه طريقة الشيطان لإبعادك عن الخير ولتغوص في المعصية أكثر.

أقنع نفسك فوراً بأن تحافظ على الصلاة مهما كانت الظروف والمعاصي، حتى لو كنتَ تدخن أو تنظر إلى النساء أو تمارس بعض المعاصي فإن الصلاة لا علاقة لها بهذه الأعمال، أي لا تخلط بين الصلاة وبين العمل السيء. فالصلاة أمر أساسي في حياتك لا تتخلى عنه أبداً، لأن الصلاة هي الأمل الوحيد الذي بفضله ستترك المعاصي.

الصلاة هي أهم وسيلة لعلاج المعصية، فما دُمتَ تقيم الصلوات وتحافظ عليها فلا خوف عليك، لأن الصلاة سوف تنهاك عن فعل المنكر، وهذا ليس كلامي بل كلام الله تعالى فهو القائل: (اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ) [العنكبوت: 45].

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى