الكفيف عبد العزيز.. يلتحق بالإعلام ويتعهد السباق

الثريا : محمد هنية
لم يكن الشاب الفلسطيني عبد العزيز كريم ابن الـ(23) عامًا، يتوقع ان يفقد بصره بعد أن طمأنه اطباء العيون بان ضعف البصر الذي يعانى منه بالإمكان علاجه بإجراء عمليات له في مصر واسرائيل ،وأن نجاح هذه العمليات قد يصل حتى 90 بالمائة ،الامر الذي عجل له بعدة عمليات برفقة والده الذي حرص على علاجه.
واجرى عبد العزيز عدة عمليات في عينه في اسرائيل ومصر والاردن وفلسطين ، ولكن كل عملية يجريها كانت تخفض مستوى النظر لديه وانها تزيده سوءا.
يروي عبد العزيز ” التحقت في مجال الصحافة لحبي بهذا التخصص من الصغر نظرا للدور الكبير الذي تلعبه وسائل الاعلام في نشر ظلم الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني”.
ويشير إلى أنه تعرض لصعوبات عده واجهته حين التحق بتخصص الصحافة في الجامعة الاسلامية ، والتي كان ابرزها رفض الجامعة لالتحاقه بهذا التخصص نظرا لأنه الاول والوحيد الكفيف الذي يلتحق بقسم الصحافة .
ومن ابرز المشاكل والعقوبات التي واجهته في الجامعة عندما وصل للمستوى الثالث طلب منه دكتور جامعي ان يحول تخصصه في القسم لتخصص اخر معللا حديثه بان الصحافة مهنة صعبة ولم يتخيل وقتها نفسه بعدما وصل لبر الامان ان يعود للصفر في تخصص جديد .
واضاف عبد العزيز ” أي طالب ولو كفيف بيدرس مع الطلاب بيكون وضعه عادى جدا ، ولكن وضعي كان مختلف جدا لأنى اول طالب يدخل قسم الصحافة ، وكنت بعض الاوقات انتظر طباعة الكتب على ملف وورد ومن ثم طباعته على طريقة “برايل” في الجامعة الاسلامية”.
ويختلف باقي الطلبة المكفوفين في الجامعة الاسلامية عن عبد العزيز نظرا لالتحاق عدة طلاب في تخصصات مختلفة مثل الشريعة واللغة الانجليزية على مدار السنوات الماضية في الجامعة .
وتتوفر الكتب منذ عدة سنوات بطريقة “بريل” التي تناسب المكفوفين في القراءة ، لكن عبد العزيز هو الاول في هذه التخصص، ولم تتوفر كنت جاهزة له حيث لم يلتحق قبله طلبه مكفوفين في تخصص الصحافة.
وبعد انتهاء عبد العزيز من دراسة تخصص الصحافة في الجامعة الاسلامية ، التحقت منذ فترة قليلة فتاة في هذا التخصص في نفس الجامعة. ويعيش عبد العزيز بين اسرته سعيدا برفقة اهله الذين يعاملونه كما هو البكر في بيته له كلمته وله رأيه كأي شخص عادى في البيت وليس من باب الشفقة ، ويقوم بتلبية احتياجاته بنفسه وصولا ايضا لمحيط منزله .
وعمل عبد العزيز محرر ومعد برامج اذاعية في اذاعة القدس التعليمية واذاعة فرسان الارادة وصوت الوطن وصوت البراق واذاعة الايمان.ويتمنى عبد العزيز ان يكمل دراسته العليا ويلتحق بالماجستير في هذا التخصص ، وان يحصل على فرصة عمل في احدى الفضائيات المحلية.