أسرانا

الأطفال الأسرى.. معاناة الحرية أشد من معاناة الأسر!

تقرير : إسراء أبو زايدة

لم يتوانى المحتل في خطف المئات بل الآلاف من الأطفال الصغار، فهو لم يرحم الطفولة من صواريخه فضلًا ان يرحمها ما دون ذلك.الآلاف من الأطفال مكثت بسجون الاحتلال رغمًا عنها، وقطنت في زنازينه لأشهر طوال، ضاربًا الاحتلال بذلك كل المقاييس الدولية والمعايير العالمية.

يتعرّض 321 طفلاً فلسطينياً أسيراً بينهم 11 طفلة  لشتى أشكال التعذيب والقمع والتنكيل والإهمال الطبي في سجون الاحتلال، فالأطفال الأسرى يعيشون حالة رعب وخوف دائمين بسبب الاعتداءات الوحشية التي يتعرضون لها على أيدي السجّانين الصهاينة حيث يجبر المحققون الأطفال على الاعتراف بالمشاركة بفعاليات الانتفاضة تحت ضغط التعذيب الوحشي من ضرب وشبح وعزل وتنكيل، بالإضافة لممارسة ضغوط نفسية مذلة على الطفل.

وتعمد السلطات الصهيونية إلى زجٍّ الأطفال الأسرى مع عصابات المخدرات والقتلة والمغتصبين والمدمنين، وهو ما يشكل تهديداً لحياتهم، خاصة بعد أن قام السجناء الجنائيون بالاعتداء على الأطفال بالشفرات الحادة وتهديد بعضهم بالاغتصاب والتحرش الجنسي.

ويوضح تقرير  صدر مؤخراً عن دائرة الطفولة والشباب في وزارة شؤون الأسرى والمحررين أن الأطفال الأسرى في سجون الاحتلال والبالغ عددهم 321 طفلاً بينهم 4 بالمائة معتقلون دون تهم محددة (اعتقال إداري)، و3 بالمائة  من البنات، و64بالمائة من الأطفال الأسرى موقوفون، و56 بالمائة من الأطفال محتجزون في سجون داخل الكيان الصهيوني، و27 بالمائة من الأطفال الأسرى من منطقة نابلس فقط، علماً بأن هناك أكثر من 450 أسيراً كانوا أطفالاً لحظة اعتقالهم، وتجاوزوا سن 18 عاماً ولا يزالون في الأسر حتى الآن.

وتحرم سلطات الاحتلال الأطفال الأسرى من أبسط الحقوق التي تمنحها لهم المواثيق الدولية، هذه الحقوق الأساسية التي يستحقها المحرومون من حريتهم، بغض النظر عن دينهم وقوميتهم وجنسهم وديانتهم.

من جهته، مدير مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان فؤاد الخفش، طالب بضرورة توفير مؤسسة وطنية فلسطينية تعمل على متابعة ورعاية الأطفال الفلسطينيين المحررين من سجون الاحتلال صحياً ونفسياً.

وعن أهمية هذه المؤسسات قال الخفش، إن الأطفال الأسرى يتعرضون لظروف قاسية ومهينة أثناء الاعتقال ويتعرضون لتجارب يعجز الكبار عن التكيف معها،  لذا هم بحاجة الى تأهيل نفسي ورعاية صحية ومتابعة حثيثة لإخراجهم من الأوضاع اللا إنسانية التي تعرضوا لها خلال الاعتقال.

وأشار الخفش إلى أهمية دور مثل هذه المؤسسات، التي تسهم في رفع الروح المعنوية لهؤلاء الأطفال الذي يحاول الاحتلال قتلها داخل أجسادهم، والذي يحاول جاهداً على العمل على إسقاطهم خلال الاعتقال بوسائل عدة ومنها الضغط عليهم من أجل العلاج.

كما وذكر الخفش، إن عشرات الآلاف من الأطفال الذين تعرضوا للاعتقال، يعانون من انعدام وجود مؤسسة مهنية تتابع حالاتهم النفسية والصحية وتنقذهم من آثار الصدمات الاعتقالية عليهم، وتعيد دمجهم داخل المجتمع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى