غير مصنف

الشبكة العنكبوتية المصدر الأول لاكتساب الوعي السياسي لدى الشباب

تقرير: محمد قاعود

بدأت الشبكة العنكبوتية الإلكترونية الإنترنت مع نهاية القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين تشهد انتشارا واسعا إلى أن أصبحت من أهم وسائل الاتصال شيوعا حيث باتت مواقع التواصل الاجتماعي الإلكترونية في الآونة الأخيرة تسيطر على أوقات وأفكار الشباب، والملاحظ أن هذه المواقع كانت المحرك الأساسي للثورات والمظاهرات والأحداث التي حدثت في العالم مؤخرا، “الثريا” تسلط الضوء على أهمية الوعي السياسي لدى الشباب ومخاطر غيابه.

“الوعي السياسي” كلمة كبيرة تحتاج إلى الكثير من الجهد للإلمام بالمعرفة في التفاصيل السياسية على كافة الأصعدة، بذلك عبر محمود شتيوي 25 عاماً، مضيفا ليس من السهل على الشباب الحصول على الوعي الكافي في التفاصيل السياسية خصوصا بعد ثورات الربيع العربي فإذا لم تكن على دراية كاملة ستجرفك رياح التيارات المختلفة.
ويعتمد شتيوي على معلوماته السياسية على مواقع التواصل الاجتماعي التي يرتادها الكثير من المثقفين و المحللين الذين يطرحون وجهات النظر المختلفة ويعمقوا الفهم في الكثير من القضايا على حد تعبيره.

بينما يرى محمود أسعد 30 عاماً أن الشباب خصوصا الفلسطيني لديهم ما يمكنهم من فهم ما يدور حولهم من أحداث لأن  السياسة في المجتمع الفلسطيني لغة الكبير والصغير وهذه ميزة يتمتع بها الشباب الفلسطيني و سبقوا غيرهم فيها لخصوصية قضيتنا الفلسطينية التي تعطي مساحة كبيرة من الحرية للحديث في السياسية لم تكون متوفرة في الدول الأخرى إلا بعد أحداث الربيع العربي.

ويقتفي أسعد  معلوماته السياسية من مواقع التواصل الاجتماعي الذاخرة كما يقول بكل ما يمكن ان تسأل عنه في السياسية، بالإضافة إلى اعتمادها على بعض القنوات الفضائية التي تتماشى مع افكاره و ميوله.

ماذا لو غُيب الشباب عن الواقع السياسي، سؤال طرحناه على محمود كلاب 28 عاماً فيقول:” ليس بالإمكان  تغييب الشباب عن المشهد السياسي خصوصا في هذه الآونة، ونحن في قطاع غزة الصغير و الكبير يتحدث بالسياسة أكثر من الحديث عن المسائل الشخصية وحتى أكثر من الحديث عن المستقبل لأن الواقع السياسي مرتبط بشتى تفاصيل حياتنا، والفضائيات ووسائل الاعلام الالكتروني ووسائل الاتصال الحديثة تتيح لك الفرصة لتناول جرعات كبيرة من الوجبات السياسية الدسمة .

التقت “الثريا” الناشط السياسي علاء الريماوي الذي أوضح أن الوعي السياسي يتمثل في عدة مفاهيم فهو إدراك الفرد لمجتمعه ومحيطه الاقليمي والدولي ومعرفة طبيعة الظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تحيط به و قدرته على وضع حلول ومعرفة مشكلات العصر المختلفة ومن ثم القدرة على التغيير:.

ويضيف الريماوي :” وهو معرفة القوى الفاعلة والمؤثرة في صناعة القرار وطنيا وعالميا ومن خلاله يمكن للفرد معرفة حقوقه ووجباته في كل الأنظمة الديمقراطية والشمولية لذلك يحتاج الفرد إلى سياسة واعية وشاملة للظروف والأزمات التي تمر بالمجتمع ليكون قادرا على التعرف على الظروف التي تحيط به محليا وعالميا”.

و يتابع الريماوي:” هناك من يرى أن المجتمع لا يكون واعيا وعيا سياسيا مناسبا لمجرد متابعته للأحداث السياسية وتحديد موقف من زعيم او حزب ما أو اتجاه معين بل الوعي المناسب هو الوعي الجوهري الذي يتحول إلى نمط حيادة وعادة وسلوك يمارسه الإنسان تلقائيا بدون تفكير، ويعطي الإنسان الكفاءة للتوصل إلى حلول للمشاكل التي تواجه المجتمع أو على الأقل القدرة على جعل المجتمع في أفضل حالاته وأقربها إلى الحل.

ماذا يترتب على غياب الوعي السياسي سؤال يجد أرضية خصبة للريماوي فيعقب عليه بالقول:” يترتب عليه عدم فهم اللغة السياسية التي يتم التخاطب فيها في الشارع العام سواء على مستوى الألفاظ ومدلولها او على مستوى الأساليب و أبعادها كمصطلح ” النظام الدولي الجديد، صدام الحضارات”، متابعا ويترتب عليه كذلك عدم القدرة على تحديد واستقراء اتجاهات الأحداث في العالم و العجز عن وضع الخطط المناسبة للتحرك للحاضر والمستقبل.

ويضيف الريماوي :” ويكون هناك احتمالية الوقوع في تحقيق أهداف ومخططات جهات معادية مع احتمالية الوقوع في فخ الاختراق السياسي والفكري، وعدم الاستفادة من الفرص المتاحة ونقاط الضعف في جسم العدو السياسي، بالإضافة إلى فقدان الثقة بالعمل الشعبي المنظم كأداة مقاومة ضد الخصوم”.

ويرى الريماوي أن هناك تفاعل كبير من الشباب على مواقع التواصل المجتمعي للإلمام بشتى التفاصيل ومن ضمنها الوعي السياسي مبينا ان هذا التفاعل يصل إلى ما يسمى بالإدمان، فالإدمان على الانترنت أو مواقع التواصل الاجتماعي يعرف بأنه حالة نظرية من الاستخدام المرضي للإنترنت الذي يؤدي إلى اضطرابات في السلوك هو ظاهرة قد تكون منتشرة تقريبا لدى كل المجتمعات في العالم بسبب التطور المتسارع للتكنولوجيا وتوفر أجهزة الحاسوب في كل بيت في الغالب، وربما يكون التفاعل بين الناس في الفضاء الافتراضي أكثر من عالمهم الواقعي في ظل الزيادة الكبيرة لعدد مستخدمي الانترنت و امتدت إلى مناحي أخرى أبرزها مجال التجسس والاستخبارات حتى وصلت لأن تكون اللاعب الأول المؤثر في الأحداث السياسية و زيادة الوعي السياسي ومن ثم حدوث الثورات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى