غير مصنف

الشبابُ الفلسطيني … طموحٌ تقتاده المُثـل

استطلاع : محمد قاعود

تتباينُ طموحات الشباب مع بداية العام القادم ، وتختلفُ أحلامهم فكلٌ منهم يسلك طريقاً في الحياة نحو هدفٍ هو واضعُه لنفسه ، يضعُ قدوةً له في كل مجال ٍ يودُّ الغمارَ فيه ، تنوّعت آراءُ الشباب الفلسطيني الذين التقتهم “الثريا” لتتعرفَ على قدواتهم.

“بثينة اشتيوي” خريجة صحافة وإعلام من الجامعة الإسلامية ، تعمل في صحيفة الرأي الحكومية ، وتمتلك تجاربَ إعلاميةً  جيدةً،  تقول للثريا” :” إنْ أردتُ أنْ أتحدّث عن هدفي في الحياة، فجَعبتي تحملُ الكثيرَ من الأهداف التي أصبو إلى تحقيقِها ؛باعتباري إعلامية ، وسأجد نفسي قريباً مُعدّةَ ومقدِّمةَ برامجَ تلفزيونيةٍ مميزة، بعد أنْ قطعتُ شوطاً ليس بالهيّن  في هذا المجال “.

وعن قدوتِها في الحياة تضيف :” خيرُ القدوات هو الحبيبُ محمدٌ_ صلى الله عليه وسلم _ إلا أني لا أخفي  تأثُري بكتبِ أشخاصٍ رائعين مثل د. “محمد العريفي”  التي أضافت الكثير ، وقوّمت بعض الأخطاء التي كانت ملازِمة لشخصيتي ، ومع تعرفي لقلم وأسلوب د. “إبراهيم الفقي” رحمه الله؛ زادني حباً للحياة وإصراراً على المضي ، رغم المعوّقات  التي قد تحولُ دون الوصولِ للهدف”. معتبرةً إياهُ قدوةً مميزة في حياتها .

وتابعت :” سأكونُ مستقبَلاً إنْ شاء الله صحفيةً متميزة بعملي ، تحملُ في طياتها رسالةً إنسانيةً سامية مكلَّلةً بالحبِّ والسلام ، وسألتحقُ قريباً إنْ شاء اللهُ بالدراسات العليا في مجال السياسةِ ، متمنيةً من اللهِ التوفيق “.

عام 2013 مضى بحلوِه ومُرِّه ، لكنه كان عامَ خيرٍ وعطاءٍ بالنسبة لاشتيوي ، كونَها كثّفتْ من نشاطها الإعلامي في المؤسساتِ التي عملت وتدرّبت بها ،فقد صقلَ شخصيتَها، ووسّع من مداركِها ، بإيجادِ نظرةٍ قوية لها للأمام ،  أمّا عام 2014 فتوضّح بأنها تنظرُ إليه بتفاؤل؛ لـأن الدِّينَ الحنيف يدعو لذلك، مَهما كان عِظمُ البلاءِ والتضحياتِ التي تعصف بالمغلوبين على أمرهم في غزة وفلسطين, وربوعِ الأمة كافة.

أمّا الشاب سامي مشتهى فقال :” الهدف الذي أسعى إليه، وأتمنى الوصول له؛ هو أنْ يكونَ لي بصمةٌ جديدة في الحياة وأن يكونَ لي عملٌ مميّزٌ وجديدٌ يُنتفع به ، سواءٌ كان في المجال العام، أو في مجالي الإعلامي “.
ويضيف:” أسعى للوصول من خلال الجهدِ المتواصل والعملِ في العديد من المؤسسات الإعلامية ، إضافة إلى الدورات التدريبية المستمرة، واكتساب جميع المهارات التي تؤهلني للوصول إلى الهدف المنشود”.

” وقدوتي دائماً رسولنا الكريم محمدٌ_ صلى الله عليه وسلم” الذي هو قدوة البشرية جمعاء ، أما قدوتي الإعلامية فهو ” أحمد الشقيري” مقدّم برنامج “خواطر ” العالمي ، ففي بداية حياتي الإعلاميةِ؛ كنت أسعى للشهرة كأيِّ شابٍّ حديثِ السنِّ في مجال الإعلام ، لكنْ بعد تعمُّقي  أكثرَ في المجال الإعلامي؛ تغيرتْ الفكرة لديَّ بشكل كامل ” كما يروي مشتهى.
ويتابع :” أصبحتُ الآن أسعى لاستغلال عملي الإعلامي في غرسِ الخير بين أوساط الناسِ، وأنْ أخلّدَ شيئاً لي يُذكَرُ بعد الممات “.

الأخلاقُ أساسُ التعاملات

الشابة إسلام الهبيل “22 عاماً ”  خريجة قسم الهندسة البيئية قالت :” لا بد عند المضي في الحياة؛ أنْ تمتلكَ القواعد والأخلاق والحدود في جميع مجالات الحياة؛ للتعامل معها بالشكل الصحيح، والاستفادة من تجاربِ الآخَرين بالشكل الأمثلِ  ، وأنْ تمتلك حريةَ الاختيارِ والشعورِ بالكيان المستقِل في اتخاذ القرارات”، مؤكدةً ضرورة أنْ يكونَ للإنسان مكانةٌ مميزة في ظِل وجود هدفٍ واضحٍ في الحياة، من أجل صُنعِ شخصيةٍ فريدةٍ تزيدُ إلى رصيد الحياة شيئاً مميزاً “.
وتضيف الهبيل :” قدوتي في الحياة؛ تتمثل في شخصَين محوريينِ؛ هما الشيخ “أحمد ياسين، ورائد صلاح”  فقد تعلمت من الياسين أنّ الفكرة لا تموتُ، ما دمنا نعيش من أجلها ، فهي لا تتوقف على أصحاء الجسم ، لأنه حملَ فكرةً عظيمةً، وتفانَى في عمره من أجلِها ، فبقيتْ راسخةً حتى الآن، إلى أنْ أطلق البعضُ عليه “مجدّد القرن الواحد والعشرين “.
وتتابع :” أمّا الآخَرُ فكان الشيخ” رائد صلاح” الأبُ الروحي للقدس ، والذي يبعث في النفس الأمل؛ بأنّ هناك ما زال من يدافعُ عن القدس بكل ما يملك ، ويعجبُني فيه السيرُ في هدفٍ و رؤيةٍ وعقيدةٍ ، عدا عن عدم تخلّيه عنها متحمِّلاً عظيمَ العذاباتِ والسَّجنِ من أجلِ إيصالِ رسالته إلى العالم “.
عام 2013 كان حافلاً إلا أنّ “الهبيل” تمنتْ في عام 2014 ؛ السيرَ في تحقيق حلُمِها بخطوطٍ متوازية على صعيد الدراسة والعملِ الشبابي والفلسطيني سوياً، بتقديم المبادراتِ والمشارَكةِ في خدمة القضيةِ الفلسطينيةِ بشكلٍ أوسعَ وأكبرَ .

أمّا عن آمال وأهداف الصُّحفي “محمد السنوار” فهي كما يقول:” أملي في الحياة أنْ يرضى الله عني، ومن ثَم الارتقاءُ بإمكاناتي المهنية في المجال الإعلامي، والتفوقِ من أجل فضحِ جرائم الاحتلال، والتركيز على معاناة أبناء شعبنا الأعزلِ، وغيرِها من القضايا الوطنية والإنسانية “.

ويردف السنوار:” سأرتقي بقدراتي العِلمية، بالتوازي مع عملي الإعلامي، وبعزيمة الفلسطيني، سأوفِّقُ بين الحياة المهنية ِوالعلميةِ، وسأخوض غمارَ الدراسات العُليا عمّا قريبٍ، رغم المعيقاتِ الماليةِ الجمّة التي تعتريني “.  “.

ويضيف:” كما تقتضي الحِكمةُ؛ فإنّ من واجبي أنْ أكونَ إعلامياً مثقفاً ذا بصمةٍ في جميع التخصصات ، ولذلك فكلُّ العقبات مذلَّلةٌ أمامنا، إذا خضنا الغمارَ، وسِرنا في طريقِ أهدافنا بشكلٍ واضح على الصعيد النظري ، أمّا عملياً فأسعى لتحقيق أهدافي عن طريق الممارسةِ العملية الميدانيةِ؛ التي تصنع الإعلاميينَ المُخضرمين، ومن ثم القراءةُ رغمَ كل الصعوبات”.

وعن قدوته في الحياة يقول :” تعرَفتُ على العديد من الشخصيات المؤثّرة؛ التي ساعدتني في الوصول إلى النجاح ، إلا أنّ أبي كان قدوتي في الصبر والتحمُل ، وأمي في الإصرار والتوجيهِ، و”رجب طيب أردوغان” في الثورة والقيادةِ الحكيمة، و”عبد الباري عطوان” في الجرأةِ وقولِ الحق”.

كانت تلك بعضُ النماذجِ الشابة الفلسطينية؛ التي التقتها “الثريا” و تعرّفت على قدواتهم وأحلامهم، فلم يسيروا في الحياة هباءً تُودي بهم الرياحُ كما تشاء، بل اتخذوا لهم قدوةً يقتدون بها في شتى التفاصيل، فكلُّنا بحاجة إلى القدوةِ الحسنة, وكلُّنا بحاجة إلى أنموذجٍ نحاكيهِ ونقلِّدُه، ونقتفي أثرَه، ونسيرُ على درْبه ،بحاجةٍ إلى شخصٍ متميزٍ يبهِرُنا، ويعجبُنا ويأسِرُنا بصفاتِه وعِلمه وأدبِه وأخلاقِه, لنتخذَها إطاراً مرجعياً؛ نغترفُ من كنوزِ حِكمتِه وعلمِه وأدبهِ وأخلاقِه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى