دين ودنيا

حُكم تعلُّمِ العلومِ الدنيوية و فضلِه

ما حُكم تعلّم العلومِ الدنيوية مِثل الرياضيات والفيزياء، وهل في تعلّمِها فضلٌ مِثل فضلِ تعلّم العلومِ الدينية؟

العلومُ سواءٌ كانت دينيةً كتعلمِ التفسيرِ والفقهِ والحديث والتوحيد، أو دنيويةً كتعلم الفيزياءِ والزراعةِ  والفلاحة والصناعات المختلفة، كلّها تعدُّ علوماً شرعية، حُكمها واحد، وهو أنها فروض كفاية، إذا قام بها البعضُ سقطَ الحرجُ عن الباقين، و إذا لم يقُمْ بها أحدٌ؛ أثِمَ الجميعُ إلا فيما يتعلقُ بأمورِ العباداتِ التي تجبُ وجوباً عينياً على الشخصِ؛ كتعلُّمِ الصلاةِ والطهارة و الصيام و الحج وما يتعلّق بها، فهي فرائضُ عينيةٌ، وتعلُّمها واجبٌ على كل شخصٍ تتعلقُ به هذه العباداتُ.

وفي تعلُّمِ العلوم الدنيويةِ فضلٌ وأجرٌ عند اللهِ سبحانه وتعالى؛ إذا ابتغى بها صاحبُها وجهَ الله وتحقيقَ المصالحِ للمسلمين ورفعةَ شأنِهم وتيسيرَ الحياةِ عليهم، والقرآنُ والحديثُ والفقه لا شكّ في أنها من العلومِ وهي أشرفُها، ولها مَزيّةُ الخيريةِ على غيرِها لقوله صلى الله عليه وسلم:”من يُردِ اللهُ به خيراً يفقّهْهُ في الدين”.

وهذا لا ينقصُ العلومَ الدنيوية ،ولا ينالُ من فضلِها و شرفها، بل قد ترتقي العلوم الدنيويةُ إلى درجةٍ في الفضل بحيثُ يكونُ فِعلُها فرضَ عَينٍ على جميعِ المسلمينَ، إذا فُقدَ العالمونَ بها ،وكانت الحاجةُ مُلحّةً في تعلُّمها، واقتضتْ مصالحُ المسلمين وجودَ خبراءَ وعلماءَ فيها. والله أعلم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى