غير مصنف

درر العريفي حول السعادة الزوجية”حينما ينقلب السحر على الساحر

إعداد: عبد الرحمن الشيخ

نقتطف اليوم زهرة جديدة من بستان د. محمد العريفي حول السعادة الزوجية والتي ينهل فيها من النهج النبوي في مواقفه صلى الله عليه وسلم مع زوجاته، في حله وترحاله، حيث ينقلب السحر على الساحر، عندما يكون السحر سمر الكلم و المواقف و الجليلة و الرحمة و الطيبة بين الزوجين

فمما قاله العريفي في درره حول السعادة الزوجية، في يوم نبوي آخر في تعامل الرسول صلى الله عليه وسلم مع زوجاته يقول د. العريفي:”في مرة من المرات, كان النبي صلى الله عليه وسلم عائدا من سفر مع أصحابه ، كانت معه عائشة وأثناء الطريق  شعر النبي صلى الله عليه وسلم أن عائشة تعبت, فأراد أن يوسع صدرها يوسّع صدرها.  فقال للجيش, (تقدموا عنا).  تقدم الجيش عنهم, ثم التفت إلى عائشة، فقال :”عائشة”. قالت:” لبيك”، قال: (تسابقيني؟) قالت:” نعم”، تقول: “فسابقته , فسبقته”..  فلما كان بعد زمان, رجعنا من سفر، فلما اقتربوا قال صلى الله عليه وسلم لها:”عائشة”، قالت:” نعم”. (قال للجيش تقدموا فتقدموا)، قال: (تسابقيني؟) قالت:” نعم”، تقول: “فسابقني, فسبقني” ، تقول: “فلما مرّ بي” ضرب بين كتفيّ”.  يعني: سبقتكِ.  ثم عندما وصلت إليه.  قال لها: “يا عائشة”. قالت :”نعم”.  قال :(هذه بتلك)،  يعني وحدة بوحدة، إنتِ سبقتي المرة الأولى, وسبقتكِ المرة الثانية

وعن البخاري أن عائشة سألتها امرأة, قالت “هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع شيئا في بيته؟” فقالت عائشة رضي الله تعالى عنها: ” كان صلى الله عليه وسلم يخسف نعله” عليه وسلم يخسف نعله” إذا انقطع النعال بنفسه يخيطه, “ويخيط ثوبه, ويعمل في بيته كما يعمل أحدكم في بيته” ثم قالت: “وكان ألين الناس” بسّاما, ضحّاكا…
ما كان النبي صلى الله عليه وسلم, يلتفت إلى الملاحظات الدنيوية، يقول أنس: “خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم تسع سنين, والله ما قال لي لشيء قط فعلته لمَ فعلته,؟ ولا لشيء تركته لم تركته؟”

وكان صلى الله عليه وسلم يدخل أحيانا على أهل بيته في الضحى وهو جائع،  (جائع)! فيقول لهم: “عندكم طعام؟” فيقولون:” لا ما عندنا طعام”، فماذا كان يقول؟ فيقول: (إني إذا صائم).  انتهى الموضوع،  يكمله صوم إلى المغرب. فما كان يعمل قضية كبيرة لسبب مثل هذا.
وتقول عائشة كما عند مسلم: “ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا من نساءه قط, ولا ضرب خادما قط, ولا ضرب شيئا بيمينه قط إلا أن يجاهد في سبيل الله”.  ثم قالت: “وما نيل منه شيء قط فانتقم لنفسه, إلا أن تنتهك حرمة من محارم الله”.  إذا كان الأمر حرام, نعم.. يغضب النبي صلى الله عليه وسلم.  لكن ما دام المسألة أمور الدنيا, لم يغضب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى