هل تتحمل مسئولية أخطائك؟

تقرير : محمد قاعود
الخطأ سمة من السمات الأساسية في حياة البشر ، فلا وجود لأحد معصومٍ منها سوى الرسل والأنبياء ، والبشر مختلفون في كل شيء وعليه فإن الخطأ واردٌ في كل مواقف الحياة وتفاصيلها والخطأ الحقيقي هو تمادي البعض في خطئهم ، وعدم اعترافهم به ، والإصرار عليه ، والجدال عنه بالباطل ، واعتبار الرجوع عنه نقيصة.
الشاب عبد الرحمن الخالدي يقول للثريا:” في حال أخطأت خطأً واضحاً فإنني بالتأكيد أتحمل مسئوليته ومسئولية تبعاته وما سيترتب عليه من أمور”.
والخالدي يقتنع بأن كل من يخطئ يجب عليه أن يتحمل مسئولية خطؤه، ففي حال اتضح وقوع الخطأ فعلاً ، فالاعتراف بالخطأ يأتي في بادئ الأمر يتلوه محاولة للتصحيح ، فإن صعب تصحيحه أحاول تجميل الخطأ وتخفيف التبعات الناجمة عنه.
ويضيف :” قد يكون الاعتراف بالخطأ والاعتذار خير وسيلة، خاصة إذا كان من أخطأت بحقه من الأشخاص المتفهمين وغير العصبيين، لأنه في بعض الحالات وحين تعنّت الطرف الآخر وتعصّبه وارتفاع صوته، تضطر للعناد والاصرار على خطئك رغم علمك به ” .
وينصح الخالدي الشباب قائلاً :” يجب علينا دوماً التفكير جيداً قبل اتخاذ أي قرار، والنظر في تبعاته الايجابية والسلبية “، مستذكراً نصيحة لأحد مدربي التنمية البشرية مفادها ” عِدّ حتى ثلاثة ” قبل اتخاذ أي قرار بإتاحة المجال لدقائق بالتفكير، وقد ثبت نجاعتها فعلياً .
حفاظاً على الثقة
أما الشاب أحمد خالد فيقول:” أن تخطئ هذا ليس عيباً بل العيب أن تستمر على الخطأ وألا تقوّم نفسك وتؤنبها وتسمح لها بتكرار الخطأ ، فعلى صعيدي الشخصي أتحمل أخطائي كاملة و لا أجد حرج في الاعتذار لمن أخطئ في حقه، للحفاظ على الثقة فيما بيننا ، كما ألجأ أحيانا ًللبوح بها بهدف الاستشارة من أجل تصحيح الأخطاء إمتثالا لقول النبي محمد صلي الله عليه وسلم ” ما خاب من استشار”.
الشاب يوسف المقيد يشير إلى أنه كثيراً ما نقع في أخطاء بدون قصد أو نتيجة لتقصير أو إهمال ، فعند وقوعها لا يجد حرجا في الاعتراف بها، إضافة لعدم إلقائها على الآخرين بل يحاول الاعتذار فهي اقصر الطريق إلى حل المشاكل مع الآخرين .
أما على صعيده الشخصي فقال :” أصنف نفسي بالكسول حيث أجد التأجيل والتسويف حلا مثاليا لحل المشاكل العالقة والتي لا تنتهي ” .
تجربة حياتية
بينما الشابة آصال أبو طاقية تقول :” كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابين ، فالخطأ سمة البشر وموجودة في فطرتهم الآدمية باعتباره عنصراً اجتماعياً يتعامل مع الغير في كل تفاصيل حياته ، مما يعرضه للخطأ والصواب “.
وتبين بأنه ليس عيباً الوقوع في الخطأ بل العيب الاستمرار عليه أو تجاهله وجهله ، فالحياة مدرسة يتعلم منها الانسان من خلال تجاربه وتجارب الآخرين ، وبالإمكان لكل شخص منا أن يعرف مكامن الخلل ويحاول إصلاحها .
وعلى صعيدها الشخصي تضيف أبو طاقية :” تعرضت لكثير من الأخطاء إلا أنني أحاول جاهدةً حلها بنفسي ، فكثيراً ما أحاول تلاشي الأخطاء مع الغير لأنني أبغضها بشدة ، إلا أنه مهما حاولت ذلك لابد من الوقوع في أخطاء أو سوء فهم من الآخرين ، إلا أنني أجبر نفسي على التعامل معها بنفسية هادئة من أجل الحصول على أفضل حل من خلال التفكير والتوجيه ” .
وتتابع أبو طاقية :” في كل موقف أضع نفسي في موضع الطرفين وأوجد التبريرات لكليهما من أجل معرفة الحل ، وأمنح نفسي الكثير من المقولات مفادها أن الحياة قصيرة فلا تُشغل نفسك فيما أنت قادرٌ على إشغالها به للأفضل مما يدفعني إلى حل المشكلة بسرعة سواءٌ بالاعتراف بالخطأ أو تجاهله أو القراءة عن كيفية حلها من أجل صنع تجربة حياتية خاصة بي “.