من مخيم البرج الشمالي: شهود النكبة.. ذاكرة الأرض واللجوء

أعده : عبد الرحمن الشيخ
ضمن برنامجها “شهود النكبة.. ذاكرة الأرض واللجوء” أقامت مؤسسة «هوية» المشروع الوطني للحفاظ على جذور العائلة الفلسطينية نشاطاً جماعياً لكبار السن ممن ولدوا في فلسطين وعايشوا نكبتها عام 1948، حيث وجهت «هوية» دعوات لمجموعة من شهود النكبة في مخيم عين الحلوة- صيدا في جنوب لبنان للمشاركة في رحلة إلى منتزهات نهر القاسمية (صور) للتسجيل معهم حول ما تختزنه ذاكرتهم من معلومات عن قراهم التي هُجّروا منها ولتكريمهم في الوقت ذاته.
وتنوع الشهود من حيث انتمائهم للقرى الفلسطينية، فكان غالبيتهم من قضاء صفد شمال فلسطين المحتلة وتحديداً من قرى طيطبا، عمقا، علما، الصفصاف، رأس الأحمر.
وباشر فريق عمل «هوية» التوثيق بالصوت والصورة بمساعدة مجموعة من الشباب المتطوعين وقاموا بتسجيل شهادات الجدود مراعين مكانتهم العمرية والصحية. وبعد الانتهاء من التصوير جُمعت منهم شجرات العائلة، كل شيخ على حدا.
وأظهر الكبار تمسكاً كبيراً بالأرض وإصراراً على العودة بأية وسيلة ممكنة، حيث أجمعوا على استعدادهم للرجوع والعيش في العراء أو تحت خيمة أو في مغارة فضلاً عن العيش في أي قصر بلبنان. وعبر العديد منهم عن سعادته بهذه المبادرة التي تحفظ الأصول و الهوية الفلسطينية من الضياع والنسيان.
وقد ثمن كبار السن لـ “هوية” تنظيمها لمثل هذه الفعاليات سواء من حيث التوثيق للعائلة الفلسطينية والحفاظ على هويتها، أو لناحية الحرص على التخفيف عن الكبار والترويح عنهم من خلال هذه الرحلات
وفي خطوة هي الثانية من نوعها في أقل من أسبوع، نظم المشروع الوطني للحفاظ على جذور العائلة الفلسطينية (هوية) رحلة لشهود النكبة ولكن من المقيمين في مخيم برج الشمالي هذه المرة، إلى نهر القاسمية في جنوب لبنان، لإجراء مقابلات معهم يتم خلالها توثيق شهادتهم على النكبة، مع توثيق جزء من تاريخ بلداتهم وقراهم التي هجروا منها، إضافة إلى توثيق شجرات عائلاتهم.
وقد شارك في الرحلة عدد كبير من شهود النكبة، من قرى الزوق التحتاني، لوبية، صفورية، حوّاسة، معلول، الناعمة، شعب، دير الأسد وغيرها، وفريق من المتطوعين مع مؤسسة (هوية) حيث أدلى الشهود بشهاداتهم التي لم تخل من مشاعر الحزن والألم التي ظهرت مع الدموع التي ذرفت حين السؤال عن قراهم وعن رغبتهم بالعودة إليها.. كما شارك بعضهم بإلقاء قصائد شعرية وأبيات من العتابا، وأتموا نهارهم بتناول طعام الغداء على ضفاف النهر.
وتأتي هذه الفعاليات ضمن برنامج ( شهود النكبة.. ذاكرة الأرض واللجوء) الذي يهدف إلى توثيق حق الشعب الفلسطيني بأرضه وكذلك إلى تعزيز التواصل بين أبناء العائلات الفلسطينية، خاصة تلك التي تعيش في الشتات وبلاد الاغتراب.