غير مصنف

الوفاء بين الزوجين خُلق يتنامى بالعطاء

تقرير : محمد قاعود

يتجلى الوفاءُ للبشَر حين تُحفَظ العهود، وتُصان المودَّة التي عاشتْ بين شخصين بُرهةً مِن الزَّمن، فهي صفة جليلة زادَها جمالاً وبهاءً مجيءُ الإسلام الذي عمِل على التأكيد عليها، وجَمَّلها حين هَذَّبها برُوح الإسلام المستقيمة السمحة، “الثريا” في تقريرها التالي تتحدث عن الازواج الذين يتوج حياتهم الوفاء.

توفيت أم المؤمنين خديجة بنت خويلد زوجة أفضل الخلق وأطهرهم سيدنا محمد عليه الصلاة وأجل التسليم ، فبان عطائه وحبه الجم لها ضارباً أسمى وأنقى نماذج الوفاء بين الزوجين ، فلم يكن يفتأ يذكر محاسنها وأخلاقها الطيبة وشدة احترامها وحسن معاشرتها. ولم يتوقف الأمر بالحبيب إلى هنا ليصل به الأمر إلى البر وإكرام صديقاتها وجميع من يحبها، فيهتم بهن ويذبح الشاة ويقطعها ثم يرسلها إليهن.

                                    أعظم الأخلاق

 التقت الثريا د. عمران عليان أستاذ علم الاجتماع المساعد و الذي يقول للثريا:” الأخلاق تقترب من بعضها في كثير من معانيها، وعلى الرغم من أنَّ كل خُلق له معنًى يدلُّ عليه، إلا أن خلق الوفاء من أعظم الأخلاق وأسماها التي عرفها الزمان منذ القدم، منوها إلى أن الوفاء بين الأزواج يشمل الإخلاص، والبذل والعطاء، وتذكّر الود والمحافظة على العهد والوفاء بين الزوجين إضافة إلى عيش تفاصيل الحياة لكلٍ منهما وهو يحمل في قلبه حبًا ووُدًّا ورحمة وتقديرًا وإخلاصًا لا متناهيًا تجاه شريك حياته .

ويوضح د. عمران شكوى الكثير من الأزواج والزوجات من أن شريكته  قليلة الوفاء، معللين ذلك بتطور الحياة الذي زاد من تعقدها وقلل من قيمة الوفاء ، مقارنة بما كانت عليه لدى الأجيال السابقة.

                                   تضافرٌ للقيم

ويشير د. عمران إلى أن هذا الخلق لا يمكن أن يغيب بين الأزواج  ، إلا أنه قد يتفاوت في درجاته من زوج إلى آخر ، مبيناً أن الوفاء بين الزوجين لا يتحقق إلاّ إذا تضافر الحب والإنسانية والإيمان معاً ، لأن الحب مُحرِّك الوفاء، والإنسانية ضمانه للاستمرار ، والإيمان هو الضابط له وبه يكتمل ويربو.

ويضيف د. عمران أن الوفاء فطرة يولد بها الإنسان ونبتة ربانية مغروسة في نفسه، إلا أنه يكتسبها الفرد من خلال الأسرة التي ينتمي إليها والبيئة التي ينشأ فيها، إلى جانب اكتسابها من خلال التربية والتجارب والتعلم.

ويبين د. عمران أن الزوجة في الغالب أكثر وفاءً لزوجها ، ومفتاحها هو احترامها وعدم إهانتها؛ فالزوج الذي يحترم زوجته ولا يهينها، يجد منها وفاءً بلا حدود ، وعليها أن تبادله الأمر ، لأنه ليس بالإمكان أن تجد زوجاً وفياً في ظل عصيان الزوجة والاستهانة بها ويكأنه مجرد ممول لا غير .

ويتابع د. عمران :” لا وجود للترصّد مع الوفاء ولا تصيَد أو إساءة وظلم ، فإن كان ثَمَّة أخطاء للزوجة أو الزوج يبقى مسلك الأوفياء هو تجاهل الأخطاء والتجاوز عنها .

الزواج من زوجة ثانية تعتبره الكثير من النساء قمة عدم الوفاء إلا أن د. عليان يخالف الكثير من النساء معتبرا أنه لا يمس في خلق الوفاء شيئا لأن الإسلام شرع تعدد الزوجات والإسلام لا يشرع ما فيه مخالفة للأخلاق بيد أن سيرة النبي عليه الصلاة والسلام خير برهان علي ذلك إذ عدد النبي صل الله عليه وسلم بين النساء

 ويبقى الوفاء بين الزوجين من أعظم الأخلاق التي حث عليها المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام لبناء الأسرة المسلم بناءً قويم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى