أوقات الفراغ الجامعي بين التسلية والبحث بين ثنايا المعرفة

تقرير_ إسراء سعيد أبو زايدة
تختلف الطريقة التي يقضي بها الشباب أوقات فراغهم الجامعي من شخص إلى آخر باختلاف الميول. فالبعض يرغب بقضاء وقته في الترفيه والتسلية لكثرة المحاضرات وموادها الزخمة، وهناك من يوظف وقته في البحث بين ثنايا المعرفة المكتبية، وآخرون يرون من الدورات التدريبية مكسب آخر يضيف لحصيلتهم الثقافية، “الثريا” تلتقي بمجموعة من الطلاب للتعرف على آليات توظيف أوقات فراغهم، وكذلك ذوي الاختصاص لمعرف آليات استثمار الوقت؟ والنتائج الايجابية له؟
الطالبة الجامعية مها شاهين تقول للثريا:” إن وقت الفراغ نملؤه نحن حسب متطلباتنا ورغباتنا, وعلينا تنظيم حياتنا تنظيماً محكماً “, وتشير أنها في ساعات فراغها الجامعية تنظم وقتها منذ بدء الفصل الدراسي وتلتحق بدورات تدريبية تضيف لها رصيداً في بنك معلوماتها .
ويفضل الكثير من الشباب والفتيات قضاء أوقات فراغهم في عمل يكسبهم مردوداً ثقافيا، حيث تشير الطالبة الجامعية إيمان المشهراوي بأن وقت الفراغ يجلب لها الفائدة الأدبية, قائلة:” مطالعتي بين زوايا المكتبة واكتسابي مهارات أدبية, ومعلومات ثقافية أثرى من معلوماتي , وأضاف رصيداً أدبياً إلى مخزوني الأدبي”، مضيفة: “لابد أن يستغل الطالب وقته بالمثابرة والنهل من منهل العلم والمعرفة”.
“تبادل وجهات النظر مع الأصدقاء ومناقشة قضايا معينة بالإضافة إلى إثارة أجواء من الحوارات الشيقة” يعتبرها الطالب الجامعي محمد زرندح أفضل ما يمكن أن يقضي فيه ساعات فراغه”، مضيفا:” الانفتاح المعرفي بين الطلبة وخلق النقاشات حول القضايا الواقعية يعزز مبدأ الحوار و النقاش وقبول الرأي الآخر وينفي العصبية بشتى أشكالها “.
استثمار أمثل
تباينت آراء الشباب والفتيات في كيفية تمضية أوقات فراغهم الجامعي، نتحدث مع فتحية اللولو الدكتورة التربوية بالجامعة الإسلامية للحديث حول آليات استغلال اوقات الفراغ الجامعي ة التي بينت أن عملية المراجعة والاطلاع واستعارة الكتب المكتبية تُعتبر الطريق الأمثل لاستثمار الوقت , بالإضافة إلى الاهتمام بالجوانب الحياتية والمناسبات الوطنية.
وتوضح د. اللولو :”عدم التخطيط الجيد من قبل المؤسسات يساعد الطلبة في إهدار أوقاتهم بالأعمال التي لا تعود عليهم بالمنفعة”.
وتنوه اللولو أن الاستثمار الأمثل للوقت يساعد في تنمية القدرات والإمكانيات المعرفية, بالإضافة إلى انجاز الكثير من الأعمال في وقت قصير, مضيفة :”ينتج الاستثمار الأمثل للوقت استقرار اجتماعي ونفسي, والشعور بالسعادة والتفاؤل, بالإضافة إلى التخلص من التراكمات السلبية التي تنهك طاقات الإنسان”.
وتشير التربوية اللولو إلى أن مشكلة وقت الفراغ ناجمة عن قلة وجود الأندية الرياضية والثقافية والاجتماعية المجهزة لقضاء أوقات الفراغ, بالإضافة إلى عدم استفادة الطلبة من البرامج التدريبية التي تصقل مهاراتهم, وقلة اهتمام وسائل الإعلام في توجيه الشباب إلى كيفية قضاء أوقات فراغهم.
إذاً فأوقات الفراغ بالنسبة للشباب هي فسحة من الحريات, تحلق بهم نحو فضاء رحب بعيداً عن الضغوط النفسية, في العمل أو في الدراسة , وعن الإجهاد والاكتئاب, كما أنها نمط جديد من التغيير والابتعاد عن الروتين والرتابة، يشكلونه كيفما يريدون كل حسب ميوله .