ما بينَ الريشةِ والمشرطِ؛ قضيةٌ تثورُ على جلاّدِها
حوار_ إسراء أبوزايدة
يُعَدُّ فنُّ “الكاريكاتير” من أحدِ الفنونِ المُهمة والأكثرِ ثباتاً, والأكثرِ مواجهةً لمقصّاتِ الرقابةِ الإعلاميةِ، والقيودِ الفكريةِ المفروضةِ على الفنانينَ والمُبدعين، حيث قدّمتْ الرسوماتُ الكاريكاتوريةُ أجيالاً متعاقبةً من الموهوبينَ (فنياً وفكرياً) ممن أثْرَوا الصحافةَ منذُ مطلعَ القرنِ العشرين، بإنشائهم منبراً لمحاكاةِ الواقعِ، ونقلِ القضايا والمستجداتِ السياسيةِ والاجتماعيةِ والتنمويةِ بطريقةٍ رمزيةٍ؛ تتسمِ بالذكاءِ الحادِّ وروحِ الدعابة، حتى احتلتْ تلك الرسوماتُ الساخرةُ مكانةً ثابتةً في أغلبِ الصحفِ والمطبوعاتِ، كما في قلوبِ متابِعيها.
استضافتْ”الثريا” رسامَ الكاريكاتير الفلسطيني د. “علاء اللقطة” التي مكّنتْهُ ريشتُه من التعبير عن آلامِ شعبه, بالإضافةِ إلى جمْعِه ما بين الطبِّ والفن, دعونا نُبحِرُ في هذه الشخصيةِ المعطاءةِ من خلالِ حوارِنا معه.
ما بين الريشةِ والمشرطِ؛ نشأتْ شخصيةُ رسامِ الكاريكاتير “علاء اللقطة” الذي يقولُ للثريا:” نشأتُ في مخيم الشاطئ للاجئين في بدايةِ سبعينياتِ القرن الماضي، تمَّ تهجيرُ عائلتي من بلدة (الفالوجة) عام 1948، وعشتُ لاجئاً في وطني في أحدِ مخيماتِ اللاجئين، وقد صادفَ يومُ مولدي أنْ كان منعاً عاماً للتجوالِ في غزةّ؛ من قِبلِ جيشِ الاحتلال؛ نتيجةَ أعمالِ المقاومةِ في تلك الفترة”.
ويضيفُ رسامُ الكاريكاتير:” وكغيري من أطفال المخيماتِ؛ نشأتُ وفي صدري أسئلةٌ كثيرةٌ؛ امتزجتْ بالطفولةِ فأكسبتْها مرارةً، أسئلةٌ لا تنتهي عن الوطنِ والحريةِ والاحتلالِ والحرمانِ والظلم”.
نشأتْ معه موهبتُه الفنيةُ منذ نعومةِ أظفارِه، يحدُّثنا عنها د. اللقطة قائلا:” بدايةُ الموهبةِ كانت من أولِ يومٍ استطاعتْ فيه أناملي الصغيرةُ أنْ تحتضنَ القلم، وكلما مرَّ حدَثٌ جلَلٌ، أو ألمَّتْ بي ضائقةٌ؛ هرعتُ إلى كراستي، وعبّرتُ عمّا يجيشُ بداخلي من خلالِ خطوطٍ ورسوماتٍ, أصبحتْ فيما بعدُ فناً منتفِضاُ متمرِداً يسمَّى بالكاريكاتير”
من رحِمِ المعاناةِ يَخرجُ الإبداعُ, ذلك لسانُ حالِ رسّامِ الكاريكاتير الفلسطيني؛ متحدِّثاً عن نفسِه :”تفوّقتُ في الدراسةِ رغم الظروفِ الصعبةِ، وحصلتُ على شهادةِ الطبِّ العام، ثم شهادةِ الزمالةِ في جراحةِ التجميل، نمَّيتُ موهبةَ الرسمِ التي لازمتْني منذُ الطفولةِ، واحترفتُ فنَّ “الكاريكاتير” بصحيفةٍ يوميةٍ منذُ العام (2003م)وأُقيمَ حالياً في البحرين”.
ماعلاقةُ الريشةِ بالمشرطِ ؟
ويذكرُ د. “اللقطة” أنّ العلاقةَ ما بين الطبِّ والفنِّ تحملُ نفسَ الهدف, فيقول:” لعلَّ القاسمَ المشترَكَ بين الطبِّ والرسمِ؛ هو الجرحُ، أحاولُ أنْ أداويَ جرحَ المريضِ بالمشرطِ، وأمسحَ على جرحِ أُمتي بالريشةِ، وكلاهما يعيشُ في داخلي”. مضيفاً :”بالرغمِ من وجودِ أكثرَ من عاملٍ مشترَكٍ بين فنِّ جراحةِ التجميلِ والكاريكاتير : كالذوقِ الرفيع، الدّقة، التغييرِ نحو الأفضل، إلاّ أنّ الجَمعَ بينهما أمْرٌ بالغُ الصعوبةِ, نظرَاً لاحتياجِهما إلى جهدٍ وتركيزٍ كبيرَين”.
ويتابعُ الرسامُ الفلسطيني:”أحاولُ قدْرَ الإمكانِ أنْ أوَفِّرَ لهما أجواءً مناسِبةً للتعايشُ السلمي معاً، خصوصاً وأننا نعيشُ هذه الأيامَ أجواءَ ثوراتٍ واحتجاجاتٍ، وقد تثورُ الموهبةُ (فنُّ الكاريكاتير) على المهنةِ (الطب)، وترفعُ لافتةُ ( الكاريكاتير يريدُ إسقاطَ الطبِّ) ووقتَها قد تَجِدينَني مضطّراً لاتخاذِ المزيدِ من الإصلاحاتِ”.
“في البدايةِ انتهجتُ فنّ الكاريكاتير الصامتِ خوفاً من مقصِّ الرقابة”, بدأَ الرسامُ الفلسطيني حديثَه بهذه الجملةِ؛ تعبيراَ عن انضمامِه لعائلةِ الفنِّ الصامتِ, ويضيفُ د. اللقطة :” ما رغَّبني فيه صعوبتُه وحاجتُه إلى مقدرةٍ كبيرةٍ من التفكيرِ والتركيزِ والمهارة، لذلك عدَّهُ المتخصِّصون أرقى أنواعِ الكاريكاتير،وأكثرَها تعبيراً وتأثيراً, فتعوّدتُ عليه، وأصبح جزءاً مِني”.
تأثَّرَ الرسامُ “اللقطة” في بدايةِ مسيرتِه بمَن حولَه من الفنانينَ، حيثُ يقول:” عربياً تأثرتُ بالفنانِ الشهيد “ناجي العلي”, والفنانِ العملاق “محمود كحيل”، وعالمياً تأثرتُ بالفنانِ الروماني “ستيفان بوباس” الذي أشادَ بمَوهِبتي، وتتلمذتُ على يدَيهِ في بدايةِ مشواري الفنيّ، أثناءَ دراستي في كليةِ الطب”.
ويشيرُ د. “اللقطة” إلى أنّ فنَّ الكاريكاتير؛ يُعَدُّ فنَّ الصورةِ المعبِرةِ، والمعنى العميقِ، وفنَّ الضحكِ المُرِّ، حيثُ يقدِّمُ للمُشاهدِ وجبةً دسمةً؛ تختزلُ الحدَثَ، وتغوصُ في عمقِه بطريقةٍ ساخرةٍ ساحرةٍ، فنٌّ تستطيعُ قراءَته في لحظاتٍ، ويستوطنُ ذاكرتَك لسنواتٍ, فيُعبِّرُ عن همومِ الناس، ويعكسُ واقعَها، ويتحدّثُ بلسانِها, واصفاً إياهُ بالفنِّ الجريءِ الذي لا تَحُدُّهُ حدودٌ، ولا يملكُ أحدٌ منه حصانةً؛ مَهما بلغَ من منازلِ المسئوليةِ والقرارِ.
مقاومةٌ ناعمةٌ
يوضّحُ الرسامُ الفلسطيني أنّ الريشةَ تُبرِزُ الجانبَ الإنسانيَّ من الصراع, لتؤكِّدَ على شرعيةِ الصراعِ مع المحتلِّ, وحقِّ الشعبِ الفلسطيني في حياةٍ كريمةٍ آمِنة، ودولةٍ مستقلةٍ كباقي الشعوب, معتبِراً أنّ المقاومةَ الناعمةَ تَجِدُ لها صدىً كبيراً لدَى الرأيِ العامِ العالمي، وهذا الأسلوبُ يُربِكُ حساباتِ المحتلِّ، ويَضيقُ صدرُه ذُعراً به، فالكاريكاتير يصوِّرُ للعالمِ أنه في حربٍ مع عصاباتٍ ومنظماتٍ متطرِّفةٍ.
ويذكُرُ د.”علاء” مقولةً نُسبتْ للرئيس الأمريكي “هنري ترومان” قال فيها: (لا أخشَى في حياتي إلا من الموتِ، ورسّامِ الكاريكاتير), ويكمُنُ سرُّ قوةِ تأثيرِ هذا الفنِّ كما يبيّنُ فنانُ الكاريكاتير د. “اللقطة” من خلالِ تقديمِه للحدَثِ بأسلوبٍ ساخرٍ ساحرٍ، يختزلُ آلافَ الكلماتِ في مَشهدٍ واحدٍ موجَزٍ، ينتزعُ من القارئِ ضحكةً مُرّةً، ويتركُ أثراً عميقاً ممتداً.
ويستوحي رسامُ الفنِّ الصامتِ أفكارَه من الواقعِ والأحداثِ اليومية، والتناقضاتِ التي نلمسُها في حياتِنا اليومية، من تعليقٍ ساخرٍ لِمُواطنٍ عاديّ مطحونٍ، من صرخةِ أُمٍّ فقدتْ ابنَها في قصفٍ أو غارةٍ، من دمعةِ طفلٍ على قبرِ أبيهِ الشهيدِ، من حصارِ شعبٍ بأكملِه، من ظلمِ ذوي القُربى.
ويشيرُ د.”اللقطة” إلى الدورِ الأساسِ للفكرةِ في فنِّ الكاريكاتير، فيكونُ الرسمُ اختزالاً لمَشاهدَ كثيرةٍ وأحداثٍ جسيمةٍ، يتمُّ صياغتُها بمهارةٍ فائقةٍ؛ من خلالِ خطوطٍ بسيطةٍ تُغني عن الكثيرِ من الكلامِ، وينوِّهُ إلى احتياجِ الفكرةِ لمتابعةٍ حثيثةٍ للحدَثِ اليومي، وقراءةٍ أكاديميةٍ متأنيةٍ للأحداثِ، والغوصِ في فحوَى الخبرِ ودِلالاتِه, وبالإضافةِ لثقافةٍ ومعرفةٍ واسعةٍ؛ تأتي من خلالِ المطالعةِ والقراءةِ المتنوعةِ الغزيرةِ.
أنواعُ الكاريكاتير
وفنُّ الكاريكاتير أنواعٌ ؛ يبيِّنُها الرسامُ الكاريكاتوري قائلاً :”ًتختلفُ أنواعُ هذا الفنِّ حسبَ وضعِ البلدِ الراهنِ،فمنه السياسيّ والاجتماعيّ والرياضيّ والثقافيّ, المُهمُّ أنْ تكونَ هناك رسالةً وفكرةً؛ وإلاَّ أصبح مبتذَلاً ومتجنَّى عليه كفنٍّ” مُشبّهاً الكاريكاتير بصورةٍ قريبةٍ من الواقعِ، كأنْ تنتقدَ سيدةٌ مصريةٌ بسيطةٌ زوجَها لضعفِ شخصيتِه، وقلّةِ تأثيرِه قائلةً له: ( روح كِدَه وإنتَ عامل زي صُباع المَحشي اللي واقع منه الرّز )، قائلاً:” فعلاً هكذا يبدو الكاريكاتير إذا خلا من الفكرةِ والرسالة”.
ويوضّحُ الفنان الكاريكاتوري:” تختلفُ أهميةُ النوعِ باختلافِ اهتماماتِ الناس، فتجدُ البلادَ العربيةَ المستقرّةَ نوعاً ما سياسياً واقتصادياً؛ يميلُ فيها الناسُ للكاريكاتير المَحلي الاجتماعي، بينما البلادُ التي تعاني من أزماتٍ اقتصاديةٍ؛ يتندَّرُ الناسُ فيها بالغلاءِ والفسادِ، أمّا الشعبُ الفلسطيني فقد تغلغَلتْ السياسةُ في أدَقِ تفاصيلِ حياتِه، فأصبح اقتصادُه وثقافتُه ورياضيتُه سياسةً، حتى أصبحتْ السياسةُ حديثَ الصغارِ والكبارِ، الرجالِ والنساءِ، الأفراحِ والأتراحِ، ومن هنا أصبح الكاريكاتيرُ السياسيُّ أقربَ وأقصرَ الطرُقِ للوصولِ إلى أعماقِ المُواطنِ الفلسطيني”.
الفنُّ والقضيةُ
فنانُ الكاريكاتيرِ هو صاحبُ رسالةٍ وقضيةٍ، يكشفُ د. اللقطة “للثريا” عمّا فجَّرَ لدَيهِ الموهبةَ, وجعلَها تتدفقُ من خلالِ ريشةٍ صامتة, قائلاً:” قضيّتي نشأتْ في مخيمِ اللاجئين, حيثُ تجرَّعتُ الألمَ والمعاناةَ منذ صغري, الأمرُ الذي ولَّد لديَّ تساؤلاتٍ كثيرةً؛ جعلتني أسبِقُ سِنِّي بِسنين، وتفتحتْ عينايَ على الانتهاكاتِ الإسرائيليةِ بحقِّ شعبي، والعدوانِ المستمرِّ دونَ ذنبٍ؛ سِوَى أننا نطالبُ بحريتِنا وحياةٍ كريمةٍ كباقي الشعوبِ، كلُّ فترةٍ كنتُ أفقدُ عزيزاً أو صديقاً أو جاراً؛ إمّا شهيداً أو جريحاً أو أسيراً”.
ويضيفُ د. اللقطة :” الكَبتُ والعنَتُ والظلمُ يولِّدُ الطاقاتِ، ويفجِّرُ المواهبَ،فوظّفتُ مهارتي في الفنّ لأُعبِّرَ عن رفضي للاحتلالِ وقمعِه، وأتَّخِذَ منه وسيلةً للصمودِ والمقاومةِ؛ حتى نمَتْ ريشتي، واشتدَّ ساعدي، وأصبحتُ فناناً محترفاً في أقوَى الصحفِ العربيةِ، أطلُّ مع كلِّ صباحٍ بوَجبةٍ سياسيةٍ دسمةٍ أقدِّمُها للقارئ”.
في طفولتي كنتُ أرسمُ لألْهوَ ، وأثناءَ دراستي كنتُ أرسمَ لأستمتعَ ، وبعدَ التخرُّجِ أصبحتُ أرسمُ لأعيشَ ، والآنَ أعيشُ لأرسمَ, هكذا صوّرَ لنا رسامُ الكاريكاتير الفلسطينيّ دورةَ حياتِه بكلماتٍ رنّانةٍ ممزوجةٍ بألوانِ الصمودِ والتحدّي, فأنتجَ لنا صاحبُ الريشةِ الناطقةِ.
محاكاةُ الواقعِ
ماذا أضافَ فنُّ الكاريكاتير في شخصيةِ الطبيبِ اللقطة؟ سؤالٌ طرَحناهُ فكانتْ إجابتُه:” أضافَ لي بُعداً وعمقاً في التفكيرِ، وقدرةً على التحليلِ وربطِ الأحداثِ، ومَنطَقةِ الأمورِ, أضافَ لي قاعدةً شعبيةً كبيرةً على امتدادِ الوطنِ العربيّ، بل يتعدّاهُ أحياناً,أضافَ لي إيماناً عميقاً، وإصراراً وعزيمةً على مقارعةِ المحتلِّ، ونُصرةِ قضايا أُمتِنا العربية”.
ويسترسلُ د. اللقطة قائلاً: “امتهاني لفنِّ الكاريكاتير؛ نابعٌ من معاناةٍ عشتُها في مخيماتِ اللاجئين، ومن رسالةٍ أحمِلُها نيابةً عن شعبي إلى العالمِ أجمعَ؛ من خلالِ رسمِ معاناتِه، وفضْحِ الاحتلالِ وجرائمِه، وتعزيزِ الثوابتِ الفلسطينيةِ لدَى الناشئةِ، والدفاعِ عن قضيتِنا ووجودِنا بزرعِ الأملِ والتبشيرِ له”.فتتجمّعُ هذه الأحداثُ كافةً في تفكيرِ رسّامِنا الوطنيّ؛ لتُصاغَ إلى لوحاتٍ تعبِّرُ عن واقعٍ أليمٍ يعيشُه الشعبُ الفلسطيني.
ويَعُدُّ د. “اللقطة” الكاريكاتير فنَّ السهلِ المُمتنِعِ، حيثُ يحتاجُ لسنواتٍ طويلةٍ من العملِ والجدِّ والمثابرةِ؛ حتى ترى ثمارَ جُهدِك، وقد تمتدُّ الفترةُ لعَقدٍ من الزمنِ.
وعن ما واجَهَه من صعوباتٍ في بدايةِ مسيرتِه مع الفنِّ الصامت, يقول:” خلالَ هذه السنواتِ تعرّضتُ لكثيرٍ من الإحباطِ وإلى المحارَبةِ, والتضييقِ أحياناً, حتى همَمْتُ بتركِ المجالِ والانصرافِ عنه أكثرَ من مرّة”.
ويضيفُ الرسامُ اللقطة :” لا يزالُ الكثيرون في مجتمعِنا؛ لا يؤمنونَ بالكاريكاتير كمِهنةٍ، كنتُ يوماً مستقِلاً سيارةَ أُجرةٍ إلى عملي، قبل فترةٍ، وسألَني السائقُ: الأخُ ماذا يعملُ؟ قلتُ له: رسام كاريكاتير، سكتَ قليلاً ثُم قال لي: يا الله، الشغلُ مِشْ عيب!”.
طمـــــوحاتٌ
ويُدلي رسامُ الكاريكاتير د. اللقطة “للثريا” ما يصْبو إليه مستقبَلاً:” أتمنّى أنْ أكونَ دائماً لسانَ صِدقٍ ينطقُ بحالِ المواطنِ العربي، ويُعبِّرُ عن آمالِه وآلامِه، وأنْ تكونَ ريشتي حاضرةً في الميدانِ؛ تكافحُ وتنافحُ عن المظلومينَ والمُغيَّبينَ والمُهمَّشينَ على امتدادِ وطنِنا العربيِ الكبير”.
ويُنهي حديثَه بأُمنيّةٍ شخصيةٍ, يقول:” أتمنّى أنْ تكونَ آخِرُ لوحاتي (لوحةَ التحرير) أخُطُّها من بلدتي “الفالوجة” المحتلةِ عامَ 1948م في فلسطينَ، حيثُ رفاتِ آبائي وأجدادِي.
وبالرغمِ من ذلك؛ لا يزالُ رسامُ الكاريكاتير في أغلبِ البلدانِ الشرقيةِ؛ يعاني من قيودِ المحرَّماتِ السياسيةِ والدينيةِ إلى حدٍّ كبيرٍ، لتحُدَّ من قدْرتِه على التعبيرِ عن همومِه، ونقلِ نبضِ الشارعِ العام بشفافيةٍ.