عين على القدس

المرابطونَ في المسجدِ الأقصى ..أرواحُنا مَهرٌ للأقصى

 الثريا: أنوار هنية

تحتلُّ مدينة القدس مكاناً مميزاً في الوِجدان، وفي ظِل الهجمةِ الشرسةِ التي يتعرضُ لها المسجدُ الأقصى؛ من اقتحاماتٍ متكررةٍ من قطعانِ المستوطنين، يتسارعُ الشبابُ الفلسطيني لحمايةِ المسجدِ الأقصى، والدفاعِ عنه بأرواحِهم غيرَ آبِهينَ بما يتعرضون له من الغازِ المُسيلِ للدموعِ، و الرشقِ بالحجارةِ، وحتى الرصاصاتِ التي تخترقُ أجسادَهم بلا هوادة. كان “للثريا” وقفةٌ مع أولئك الشبانِ الذين يرفضون الذلَّ والهوانَ للمسجدِ الأقصى المبارك.

“الثريا” تحدّثتْ مع بعضِ أولئك الشبانِ؛ الذين لم ينفكُّوا عن الذودِ بأرواحِهم دفاعاً عن الأقصى، حملوا الحجارةَ، وأخفوا وجوهَهم إمّا بعَصباتٍ أو بلفحاتٍ خُطّتْ باللونَينِ الأحمرِ والأسودِ، تحملُ رمزَ القضية .

(سامر ع.)22 عاماً، قررَ تغييرَ وِجهتِه إلى المسجدِ الأقصى، بدلاً من جامعتِه؛ ليصُدَّ عنه عدوانَ قواتِ الاحتلالِ؛ التي واجهتْهم بإطلاقِ الرصاصِ نحو صدورِهم العارية، يقولُ “للثريا”:” ما بِحُك جلدَك إلا ضفرك، وإذا لم نقمْ نحن بحمايةِ المسجد الأقصى؛ فمن سيفعلُ ذلك؟ سندافع عنه بأرواحِنا وحريتِنا وكلِّ ما نملك”.

10177459_10152962445995639_8577583203892125100_n“الحصار ليست حجّة، وبإمكاننا الدفاعُ عن المسجدِ الأقصى بشتَّى الطرُقِ والوسائل” بتلك الروحِ المبادِرةِ الجريئةِ تَحدّثَ (نصر عويدات.) 23 عاماً، متسائلاً كيف يمكنُ لأي شخصٍ يمتلك شيئاً من النخوةِ؛ أنْ يجلسَ في بيتِه، بينما يتعرضُ المسجدُ الأقصى للاقتحامِ من قطعانِ المستوطنين، لن نسمحَ لهم بذلك؛ مادام فينا عِرقٌ ينبضُ”.

ويؤكد “عدنان الزعانين” أحدُ المرابطين في المسجدِ الأقصى؛ على ضرورةِ التفافِ الشعبِ الفلسطيني لمواجهةِ خطرِ الاقتحاماتِ على المسجدِ الأقصى، ويدعو الأُمتَينِ العربيةَ و الإسلاميةَ لشدِّ الرحالِ إلى المسجدِ الأقصى، ونصرتِه والدفاعِ عنه؛ لأنه وقفٌ إسلاميٌّ، ولا يقتصرُ الدفاعُ عنه على الفلسطينيين وحدَهم، بل هو واجبٌ على كلِّ مسلم.

من جهتِها، أكّدتْ “مؤسسة الأقصى” في بيانٍ لها اليومَ الأحد، أنّ الرباطَ الباكرَ والدائمَ، وتكثيفَ شدِّ الرحالِ إلى المسجدِ الأقصى؛ هو المطلبُ الحثيثُ الذي يمكنُ من خلالِه تشكيلُ درعٍ بشريٍّ يحمي المسجدَ الأقصى من اعتداءاتِ المُعتدين.

اعتداءات متكررة

وكان “موشيه فيجلين” نائبُ رئيسِ الكنيست الإسرائيلي؛ قد نشرَ على صفحتهِ الخاصةِ على الفيسبوك؛ أنه ومنذُ اقتحامِه الأخيرِ للأقصى قبلَ نحوِ ثلاثةِ أسابيعَ؛ اتخذَ قراراً باقتحامِ الأقصى مرّةً كلَّ شهرٍ عِبري، وبتاريخٍ محدّد، وبحسبِ أقوالِه فإنّ هذا التاريخَ يصادفُ هذا الشهرَ يومَ السبتِ، وبما أنّ اقتحامَ الأقصى يومَ السبتِ غيرُ ممكنٍ؛ فقد قرّرَ اقتحامَه يومَ الأحد .

وأشارتْ المؤسسةُ إلى أنّ اقتحام “فيجلين” عادةً ما يكونُ في ساعاتِ الصباحِ الباكرِ، وهو عادةً ما يحاولُ اقتحامَ وتدنيسَ صحنِ قبّةِ الصخرة، وهو ما حدثَ أكثرَ من مرّةٍ، بحراسةٍ مشدَّدةٍ من قواتِ الاحتلالِ الإسرائيلي.

وأغلقتْ قواتُ الاحتلالِ معظمَ أبوابِ المسجدِ الأقصى المبارك، ونصبتْ الحواجزَ الحديديةَ على أبوابه، وقامت _-بصورةٍ مفاجئةٍ _بإغلاقِ معظمِ أبوابِ الأقصى، وأبقتْ على فتحِ أبوابِ (السلسلة، وحطّة، والمجلس)، كما منعتْ الرجالَ الذين تقِلُّ أعمارُهم عن الـ (50 )عاماً من دخولِ المسجد، في محاولةٍ لإفراغِ المسجدِ الأقصى، لتنفيذِ اقتحاماتٍ للمستوطنين، في ظِل دعواتٍ متكررةٍ من منظماتِ الهيكلِ المزعومِ لاقتحامه.

المسجد الاقصىوقالت “مؤسسة الأقصى” في بيانِها” إنّ المسجدَ الأقصى حقٌّ خالصٌ للمسلمين، وإنّ التواجدَ والصلاةَ فيه، وأداءَ شتّى أشكالِ العبادةِ من (قيام واعتكاف ودعاء) هو حقٌّ خالصٌ لهم، وأنّ الدفاعَ عن حُرمتِه وهيبتِه وقدسيتِه واجبٌ دينيٌّ ووطني، ولذا فإنّ استمرارَ التواصلِ معه، وشدَّ الرحالِ إليه طلباً لرِضا اللهِ والثوابِ منه؛ سيظلُّ الدَّيدنَ الدائمَ، دونَ التفاتٍ إلى حملاتِ التخويفِ والترهيبِ والتحريضِ من قِبل الاحتلالِ الإسرائيلي وأذرُعِه التنفيذية وأبواقِه الإعلامية “.

وذكرتْ المؤسسةُ أنّ الاحتلالَ وعبرَ أبواقِه المختلفةِ؛ يشنُّ في الأيامِ الأخيرةِ حملةَ تحريضٍ على نشاطاتِ نصرةِ المسجدِ الأقصى، وفعالياتِ الرباطِ والنفيرِ وشدِّ الرحالِ والاعتكافِ وأداءِ الصلواتِ فيه، وتُهدِّدُ بإجراءاتٍ استثنائيةٍ وعقابيةٍ لكلِّ من ينشطُ في الدفاعِ عنه، وحِفظِ حُرمتِه.

وغم تلكَ المحاولاتِ التي تقومُ بها قواتُ الاحتلالِ لاقتحامِ المسجدِ الأقصى؛ إلاّ أنّ الشبابَ و الرجالَ قاموا بعملِ دروعٍ بشريةٍ، ولم يأبَهوا، ورغم الرصاصاتِ التي ملأتْ أرجاءَ المكانِ، وأصابتْ بعضَ المرابطينِ؛ إلاّ أنها لم تُثنِهم عن مواصلةِ الدفاعِ عن المسجد.

 كما خرجتْ النساءُ اللاتي يقِفنَ مع الرجالِ يداً بيدٍ؛ للدفاعِ عن المسجدِ الأقصى، ووُجِهنَ بمنعِ دخولِهنَّ المسجدَ الأقصى، إلاّ أنهنَّ لم يغادِرنَ أماكنِهنَّ، ووقفنَ بالقربِ منه يحملنَ أرواحَهُنَّ على أكفِّهِنَّ غيرَ آبِهاتٍ برصاصاتٍ او دبساتٍ توَجِّهُها قواتُ الاحتلال.

“لا السجنُ يُرهِبُنا ولا الرصاصُ يُثنينا” تلكُ حالُ أولئكَ الشبانِ المرابطينَ في المسجدِ الأقصى المباركِ، يَحملونَ أرواحَهم على أكُفِّهم، ومنهم مَن طالَه حَجرٌ أصابَه في رأسِه، ومنهم من اخترقتْ الرصاصةُ جسدَه، حتى أصيبَ لهذه اللحظةِ ثماني إصاباتٍ، والروحُ السائدةُ لدَى الشبانِ والرجالِ المرابطينَ في المسجدِ الأقصى” أرواحُنا مَهرٌ للأقصى”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى