من درر الكلم

إسراء أبو زايدة
لن تتوقف حروف الكلم، وانتقاء درر العبارات لدينا لأسباب الفنيات الصحفية أو غيرها، فالحوار لا يزال مستمرا واختيار إبداعات كلم الدكتور سلمان العودة متجدد لا ينقطع، نعود لجميل القول الذي يعزز استراتيجيات حياة متكاملة بشتى تفاصيلها يوجزها ببضع كلمات لا ترهق العقول بفهمها واستيعابها لكنها تمهد لتربية أصيلة تعمق في النفس مفاهيم الأصالة والمعاصرة والأخلاق والدعوة والعمل.
ومن تلك التحف الكلامية:
• حين يتحقق لك نجاح عليك أن تقرأ على ملامحه بصمات كثيرة شاركتك في صناعته ، والدك ، زوجتك ، أصدقاؤك ، رئيسك ، القريب الذي تبنّى المشروع ودعمه .. إلى آخر القائمة التي تتسع وتطول أو تقصر , حسب طبيعتك النفسية , وحسب قدرتك على التجرد من الأنانية وحظ النفس , لتمنح الآخرين دورهم وتثني على إنجازهم .
• إذا صدّقت نفسك أن معاناتك كلها من الآخرين فأنت تحكم عليها بالبقاء الدائم؛ لأنك لا تملك شأن الآخرين، وإذا حمّلت نفسك قدراً من المسؤولية عن المعاناة فهي بداية الخلاص.. فأنت قادر على تغيير نفسك.
• من تربى على القسوة ومصادرة الشخصية يحتاج إلى جهد خارق ليصبح إنساناً مهذباً حسن الأخلاق (ومن يتصبر يصبره الله) ومن لغتهم تعرفونهم.
• اجعل مقدمة قلبك حديقة غناء تمنح أصدقاءك الحب والورود والسلام والابتسام بوضوح، وخلفها مقبرة لدفن عثراتهم وأخطائهم ونزقهم بصمت.
• بين ( اجلس بنا نؤمن ساعة) و( اجلس بنا نغتب ساعة ) بون شاسع، يعادل المسافة بين الجنة والنار!
• جزء غير قليل من تفكيرك يجب أن يتسلط على ذاتك ويرصد أحاسيسك ودوافعك وتصرفاتك وينتقدها بعيداً عن نقد الآخرين فهذا مصنع التسامي والنضج.
• كثيرًا ما أقول: لو أن الصهاينة احتلوا طرفًا من الأطراف الإسلامية أو أي بقعة أخرى حتى لو كانت مساحتها أضعاف أضعاف فلسطين كان يمكن أن تنسى، لكن فلسطين لها قداسة وتاريخ وعراقة.. وهي في قلب الأمة الإسلامية.. ومِنطقة القلب، لا يمكن تجاهلها، ولا يمكن نسيانها، ولا يمكن مقارنتها بغيرها أبداً.
• تأملت فضل الحركة المبنية على المعرفة فوجدتها تختصر الوقت والجهد والمال، وبقدر معارفك تحقق نتائج أفضل وأضمن وأرخص وأسرع، ولذا فضّل الله العلم على العمل.
• إن مجرد إنزال جفنيك الرقيقين على عينيك كفيل بإحالة العالم بأسره إلى سواد، إلا أن رفعهما يكفي لإعادة الضوء وألوان الحياة الجميلة لمرمى بصرك.
• الحياة ( لوحة فنية ) ألوانها.. أقوالك، وأشكالها.. أعمالك، وإطارها.. رفقتك، وجوهرها أنت!!
• علمتني التجارب أن مشاريع ينفق عليها الكبار ببذخ تنتهي إلى منافسات ومصالح ذاتية, ومشاريع يُجمع لها القليل مع القليل بجهد جهيد لتبدو عظيمة الأثر ، المال معتبر فيها ولكن أهم منه الطاقات الروحية العالية التي نذرت نفسها لتكون زيتاً لذلك السراج!
• إن أعظم دعاية لدين الله أن تكون أخلاقيات المنتسبين إليه وعقولهم وأفهامهم وتصرفاتهم تنم عن رقي ووعي وإنسانية ونضج وأدب وحب للخير وإيثار وتسامح وعفو وفطنة وذكاء ..
• ما يرضي الناس ليس دائماً ينفعهم، والتحدي هو القدرة على جمع الرضا والمنفعة!
• لم يكن في سيرته عليه الصلاة والسلام سر من الأسرار، بل كانت سيرته كتابا مفتوحا مكشوفا، وتعجب أشد العجب من أموره الخاصة في البيت حين تُعلَن في القرآن الكريم (وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه) هذه الآيات تتلى ويصلى بها وتدوَّن في المصاحف، ويسمعها المنافقون والمشركون واليهود الذين يتآمرون عليه، ومع ذلك لم يأبه النبي أن يستغل الأعداء هذا المعنى أو يشهروا به أو يسيئوا إلى صفحته البيضاء.