كتاب الثريا

أليس هذا زمنَ الدجالين؟؟؟

بقلم:رحاب أسعد بيوض التميمي

(عن حذيفةَ بن اليمان قال:قال رسولُ اللهِ لأنا أعلَمُ بما مع الدجّالِ منه، معه نهرانِ يجريانِ؛أحدُهما رأيُّ العينِ ماء أبيض،والآخَرُ رأيُّ العينِ نارٌ تأجَّج،فإما أدركن أحدٌ فليأتِ النهرَ الذي يراهُ نارًا،وليُغمضْ،ثُم ليطأطئْ رأسَه فيشربَ منه،فإنه ماءٌ باردٌ،وإنّ الدجّالَ ممسوحُ العينِ،عليها ظفرةٌ غليظةٌ، مكتوبٌ بينَ عينيهِ “كافر”،يقرأُه كلُّ مؤمنٍ كاتبٍ وغيرِ كاتبٍ…احذَروا فتنةَ الانتصارِ للدجّالِ …)

قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:(يا أيها الناسُ!إنها لم تكنْ فتنةٌ على وجهِ الأرضِ،منذُ ذرأَ اللهُ ذرّيةَ آدمَ أعظمُ من فتنةِ الدّجال) فلو أسقطْنا اﻷحاديثَ الصادرةَ بوصفِ المسيحِ الدجّالِ والزمانِ الذي يَسبِقُه على حالِنا؛ لشعرتُ وكأنّ هذه اﻷحاديثَ تُحاكي زمانَنا في التأويلِ العام للأحاديثِ، فالمسيحُ الدجّالُ سيَسبِقُ قدومَه ملحمةٌ كُبرى في بلادِ الشامِ، وربما تكونُ ما يحصلُ الآنَ من ملاحمَ في المنطقةِ، تتصدّرُها بلادُ الشامِ، كما جاءَ في اﻷحاديثِ، وهذا يعني أنّ البيئةَ التي تسبقُ قدومَه بيئةٌ تعجُّ بالفِتنِ، ويتصدّرُ المَشهدَ فيها الدجَلُ والدجّالون، كما يحصلُ الآنَ… واللهُ أعلَمُ.

فلو أسقطْنا هذه اﻷحاديثَ التي ذكرتْ فتنةَ المسيحِ الدجّال، على الثوراتِ وما يحصلُ فيها، وواقعِها بينَ مؤيِّدٍ ومعارِضٍ؛ سواءٌ في( سوريا والعراق، ومصر،وتونس،وليبيا) واﻷرضيةَ التي يستندُ إليها الدجّالونَ للترويجِ لفُجرِهم، ﻷدركْنا وجهَ الشبَهِ ولَشعَرنا من خلالِ فُجرِهم؛ كأنهم جنودُ المسيحِ الدجالِ، يُهيئونَ الأرضيةَ الخَرِبةَ لقدومِه، وما يعنيني من هذا التشبيهِ هُم اﻹمَّعةُ من الناسِ؛ الذين يُقادَون إلى تأييدِ الخرابِ والمخرّبينَ دونَ أنْ يفقَهوا، فلم يأتِ نبيٌّ مُرسَلٌ إلاّ وقد حذّرَ أتباعَه من فتنةِ المسيحِ الدجّال، ورغم ثبوتِ اﻷحاديثِ في السُّنةِ النبويةِ التي تدعو إلى الاستعاذةِ من المسيحِ الدجّالِ وفتنتِه، والدعوةِ إلى حفظِ أولِ عشرِ آياتٍ من سورةِ الكهفِ كوقايةٍ وحمايةٍ من فتنتِه، إلاّ أنّ أنصارَه وأتباعَه سيملأونَ الأرضَ، ويعيثونَ فيها الفسادَ، يؤمِنون به ويدَّعون بإدِّعائه، ويؤمنون بأنه إلهٌ ولن ينجوَ من كذبِه وافترائهِ إلاّ كلُّ مؤمنٍ؛ حتى لو كان أُميّاً ،يستطيعُ بقدرةِ اللهِ عليه قراءةَ ما كُتبَ على جبينِ أعورِ الدجّال(كافر) قراءةً صريحةً واضحةً، تماماً كما حدثَ ويحدُثُ من فِتنٍ _أثناءِ الثوراتِ وبعدَها_ من تسلُلِ الكفارِ والكافرينَ لاصطيادِ الثوراتِ من بين أيدي المسلمين، وتزويرِ الحقائقِ والانقلابِ على كلِّ القِيَمِ.

فرغم أنّ المشهدَ واضحٌ وضوحَ الشمسِ؛ في التمييزِ بين الحقِّ والباطلِ، إلاّ أنّ أتباعَ الباطلِ أكثرُ ، فرغم ثبوتِ ظُلمِ الحكّامِ عبرَ عقودٍ؛ ثبتَ أيضاً أنّ هناك مؤيّدينََ كثيرينَ من الشعوبِ لسياستِهم وظلمِهم وكأنهم قد اعتادوا عليها،كما أثبتتْ الثوراتُ أنّ أرضيةََ الظلمِ واسعةٌ،وأعدادَ الظالمين لا تُعدُّ وﻻ تُحصى, ففي مصر مََثلاً رغم فُجرِ الانقلابيينَ وانقضاضِهم على الثورةِ بسفكٍ للدماءِ بدمٍ باردٍ، وكأنّ المعارضينَ ليسوا بشراً أصلاً، رغمََ ذلك يُخرجُ علينا مَن يُبرِّرُ لهم قتلَهم وتعذيبَهم للناسِ! ممّن يدافعُ عن الانقلابينَ وعن طريقةِ انقلابِهم، ويُبرّرُ لهم كلَّ فُجرِهم.

(أليس هؤلاء من أنصارِ الدجّالِ في كَذبِه وإدّعائه ؟؟؟) وما يَحدثُ في سوريا من تأييدٍ للمجرمِ وأعوانِه في كلِّ أشكالِ إجرامِه!من تقطيعِه للأوصالِ،وتشريدِه للشعبِ السوري،وتبريرِ الكيماوي،والبراميلِ,(هل هناك شكٌّ في أنّ هؤلاءِ من أنصارِ الدجّال؟؟؟)

وما يحصلُ في العراقِ على يدِ (الهالكي) وإيران من إجرامٍ ضدَّ أهلِ السُّنةِ،وأحكامِ الإعدامِ بحقِّ شبابِ السُّنةِ في كلِّ فترةٍ وحين، ثُم تجِدُ من يُبرِّرُ لهم أو ﻻ يُلقي لهم بالاً،(هل هناك شكُّ بأنّ هؤلاء جميعَهم في نصرتِهم للظلمِ والظالمين، والوقوفِ إلى جانبِه،من أنصارِ الدجّال؟؟؟)

فرغمَ وضوحِ الرؤيا، و تمايُزِ الغثِّ من السمينِ، وثبوتِ عداءِ بشّار والسيسي، والتونسي والمسؤولين في ليبيا واليمن للهِ ورسولِه،رغمَ ذلك؛ فقد وقعَ في شِباكِ دجَلِهم شريحةٌ كبيرةٌ من الشعوبِ، حتى أصبحتُ على يقينٍ أنهم من أتباعِ المسيحِ الدجّال، فَفِتنةُ أعوَرِ الدجّالِ مشابِهةٌ تماماً لفِتنةِ مََن يريدون أنْ ينقضّوا على الثوراتِ بتزويرِهم للحقائقِ، والعملِ على منْعِ قدومِ اﻹسلامِ وذلك من خلالِ الاستخفافِ بعقولِ أتباعِهم, فإذا كان المسيحُ الدجّالُ سيَسوحُ اﻷرضَ سَوحاً,أي يقطعُها لِيفتِنَ الناسَ، فالفضائياتُ اخترقتْ البيوتَ والأماكنَ كلَّها؛للترويجِ للدجّالينَ حتى ملأَ دَجلُهم الآفاقَ،واستطاعتْ فتنةََ كثيرٍ من الناسِ لصالحِ الانقلابيينَ،وكلِّ الدجّالين،وإذا كان المسيحُ الدجّالُ سيَدَّعي أولاً أنه نبيٌ، ثُم يدَّعي اﻷلوهيةَ, فالسيسي يدَّعي أنه المُخلّصُ، وأنه المبعوثُ اﻹلهيُّ من عندِ ربِّ العالمين،وإذا كان الأعورُ الدجّال يدَّعي أنه يُحي ويميتُ, فالسيسي ادَّعى أنه يشفي من جميعِ الأمراضِ بإصبعِ الكُفتة,وأنصارُه قالوا آمين!.

وإذا كان اللهُ “سبحانه” شاءتْ إرادتُه أنْ يُخبرَ عن ظهورِ الأعورِ الدجّالِ في آخِرِ الزمانِ، ويدعو المسلمينََ منذُ بدءِ الرسالاتِ أنْ يتعوَّذوا من فتنتِه،حتى لا يَظلموا أنفسَهم بإتباعِه؛ إنْ أدركوا خروجَه في وقتِهم، فيكونُ سبَباً في رِدَّتِهم ودخولِهم النارَ،وفي المعنى اﻷعمِّ لقصةِ الأعورِ الدجّالِ مغزىً وعبرةٌ وهي أنْ يحذرَ المسلمُ أنْ يتبعَ عشوائياً الظلَمةَ والظالمينَ فيما يدَّعون، وأنْ يتحرَّى الحقَّ وأصحابَه، فالحقُّ أبلَج، والباطلُ لجْلَج، وأنْ ينتصرَ المسلمُ للحقِّ أينما كان، ويَحذرَ من مسايرةِ ونفاقِ الظالمين والدجّالين،حتى ولو جاؤوا بأنهارٍ من ماءٍ عذْبٍ؛ كما سيُجري اللهُ على يدِ المسيحِ الدجّالِ من خوارقَ للعادةِ؛ ليمتحِنَ الناسَ وإيمانَهم،وفي هذه عبرةٌ أنّ كلَّ خيرٍ يدعو إليه الدجّالون، وكلَّ إغراءٍ سيحاولونَ من خلالِه كسْبَ وُدِّ الناسِ من أجلِ اختيارِهم أو السكوتِ عليهم، سيكونُ سبباً لهلاكِ المرءِ وعذابِه، تماماً كدعوةِ الدجّالِ حينما تُدعَمُ فتنتُه بنهرَينِ من قدَرِ اللهِ؛ يدعو أنصارَه ليَغرِفوا من نهرِ الماءِ العذْبِ الذي يَحملُ في ظاهرِه الرحمةَ، وفي باطنِه العذابَ، فيَقعوا في العذابِ ،وكلُّ مُعارضٍ لهم _ولو هلكَ على أيديهِم_ سينالُه اللهُ برحمتِه، كالنهرِ الذي دعا الرسولُ (صلى الله عليه وسلم) أتباعَه ممّن يُكذِّبونَ الدجّالَ إلى الاقترابِ منه، والذي في ظاهرِه العذابُ، وفي باطنِه الرحمةُ، فتتلقَفُهم رحمةُ اللهِ وهي(النار تأجَّج)
( فاعتبروا يا أولي اﻷلباب) فكيف إذاً أقبلُ أنْ أمشيَ زوراً مع (بشار والسيسي،والهالكي،والمرزوقي والغنوشي)ومَن سارَ على نهجِهم في (ليبيا،واليمن،والجزائر)والبقيةِ الباقيةِ من دولِ الدجَلِ؟؟

وكيف أقبلُ أنْ أتبعَ علماءَ الشياطين؛ ممّن يدَّعونَ الدِّينَ، وأتّخِذَهم مَرجعاً ،رغم تأييدِهم للمجرمينَ، وحربِهم على اﻹسلامِ والمسلمين،ثُم بعدَ ذلك أدَّعي حُبَّ اللهِ ورسولِه والمؤمنين؟؟ إذاً حينما يصبحُ سادةُ القوم فُجُّارَها،و أمريكا تدّعي اﻷلوهيةَ،وأنصارُها من الحُكام,والسيسي يوحِي أنه المبعوثُ من ربِّ العالمين، والرويبضةُ ممّن يدَّعونَ العِلمَ والدِّينَ يقولونَ “آمين” وعلماءُ الشياطينِ يُزيِّنونَ للناسِ السوءَ،ويدَّعونَ أنهم علماءُ الدِّين، بل ويتسابقونَ إلى النومِ مع الشيطانِ؛ لعله يَحبُكُ لهم مناماً يتقرَّبون به إلى زعيمِ الشياطين(أليس هذا زمن الدجّال والدجالين؟؟؟).

وحينما يدّعي هؤلاء الذين يحاربونََ اللهَ عن علمٍ، أنّ الدِّينَ ﻻ يقابلُ العنفَ بالعنفِ،بل ويَدعون إلى مقابلةِ القتلِ والذبحِ باللطفِ والّلينِ!حتى أصبح المسلمُ ذليلاً بين الكافرين, والعزّةُ على المسلمينَ واجبةٌ، والعنفُ ضدُّهم حِكمةٌ،ظناً منهم أنهم يستطيعونَ أنْ يزوِّروا كلَّ خلُقٍ ودِين…….(هل بقي بعد ذلك زمنُ للدجَلِ ودجالين؟؟؟).
وحينما يدّعي أنصارُ الدجّالِ أنّ المسجدَ والكنيسةَ يداً واحدةً ضدَّ اﻷحرارِ،وضدَّ المسلمين(أليس هذا زمنَ الدجّالين؟؟؟).

وفي الشامِ استطاعَ الدجّالون شيطنةَ المُجاهدين،حتى أصبح الناسُ مُحتارينَ؛ ﻷن أنصار َالمسيحِ الدجالِ راهنوا على إطالةِ أمَدِ الحربِ السوريةِ من أجلِ الكفرِ ووصفوهم بالإرهابيين، ومن أجلِ اختراقِ الجبهاتِ،من خلالِ المُندسِّين, وفي (تونس وفي ليبيا وفي مصر وفي سوريا) وفي كل مكانٍ،الدِّينُ أطهرُ من أن يُزَجَّ به في السياسةِ، حتى تظنَّ أننا ننشدُ الطُهرَ في كلِّ مكان، وتشعرَ بمدَى الحِرصِ على الدِّين(أليس هذا زمنَ الدجَلِ والدجالين؟؟؟).

وفي الفضائيات إن استرسلت في تقليب المحطات،شعرت أن الرويبضة والتافهين،والسقط من الناس بل والوضيعين هُم من يديرون الدنيا والدين ..
وحينما تصبح الراقصة رمزاً للأم المثالية،والهابطين والفنانين الذين يظنون أن الله بحاجة إلى صلاتهم وصيامهم رغم العهر والسكر والعربدة يُصبحوا رموزاً،بل ويُفتون في الدين(أليس هذا زمن الدجالين؟؟؟).

وحينما يُقدّمُ كلُّ متسوّل،ومتنطّعٍ،يسعى من أجلِ الدنيا، ﻻ من أجلِ الدِّين،ويُقصَى صاحبُ كلِّ خلُق ودِين ..،وحينما يُطبَّل ويُزمَّر للمجرمين،بل ويتباهى فلان وفلان أنه جالسَ “أبو مازن”، وعريقات،وكلَّ الفاسدين(أليس هذا زمنَ الدجّالين؟؟؟)

وحينما يُعادُ انتخابُ المُقعَدِ،والسكران،والمُغيّب عن الواقعِ، وكلِّ مُستهتر بالدِّين،وحينما يَقتلُ “الهالكي” أهلَ السُّنة على أعيُنِ الناظرين، ثم يعترضُ على التدخُلِ في شؤونه،يريدُ تصفيةَ حساباتِه على مَن انقلبَ على المَجوسيينَ من أهلِه منذُ مئاتِ السنين(هل بقي زمنٌ آخَرُ للدجالين؟؟؟)

وحينما يُنتصرُ لكلِّ مظلومٍ في الغربِ _ولو كان غُراباً_ إلاّ في بلادِ المسلمين يُزجُّ بكلِّ حُر في السجونِ،وتُقدّم القرابينُ تِلوَ القرابينِ في (العراق وسوريا ومصر) على أعيُنِ الناظرين، إذاً لا حاجةَ للاستدلالِ بمَدى وحشيةِ التتارِ،وﻻ الحجّاجِ،وﻻ النازيين، فهذا الزمنُ جمعَ خلاصةَ ظُلمِهم أجمعين…

إذاً فليَحذرْ مَن يؤيدون (السيسي وحمدين صباحي) من الاشتراكِ في الانتخابات،خوفاً من وقوعِهم هُم ومَن يسيرُ معهم في فِتنةِ المسيحِ الدجّال، وهم ﻻ يَعلمون,و لمَن يُحبُّ أنْ ينجوَ من إتباعِ المسيحِ الدجّالِ، وينجوَ من فتنتِه؛ فلْيتبرّأْ وليُعلِنْ عداءَه لكلِّ الدجّالين!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى