السيرتونين .. هرمون السعادة

أعده الدكتور : محمد يونس شاهين
قطراتٌ قليلة جدا تكفي لـ24 ساعةً من الشعورِ بالرضا والاندفاعية والارتياح، و أيُّ نقصٍ منها يعني فقدان الكثير؛ إنها كيمياءُ الدماغ البشري فقد أودع الله به ماءَ الحياة الحُلوة، هرمون السعادة الذي يُعرفَ علميا بالسيرتونين.
السيروتونين هو ناقلٌ عصبي تفرزُه الخلايا العصبية في الجهاز العصبي المركزي، وبنسبةٍ أكبرَ تفرزُه بعضُ الخلايا في الجهاز الهضمي، كما ويخزَّنُ في الصفائح الدموية. هذا في جسم الإنسان، أما في الطبيعة فتحتوي بعض النباتات على السيروتونين كالفطر (الفقع)، وبعض الخَضروات والفواكه. ولا يعني تناوُلها بالضرورة الحصولَ عليه.
يعدُّ السيرتونين مِفتاحَ المزاج لدى الإنسان فارتفاعُه يعني بالتأكيد المزاجَ العالي والسعادةَ الكبيرة والعكس صحيح، ولهذا الهرمون دورٌ فعّال في شهيتنا للطعام ( بالزيادة أو النقصان)، وحرارة أجسادنا، ومدى تحملِنا للألم والاكتئاب، وحتى سلامةِ الغشاء المخاطي التابع للمعدة والأمعاء، وطبيعيا يمكنُ ارتفاعُ معدله، بالحرص على تناول السكرياتِ ومصادرِ الفيتامينات وخصوصا فيتامينات بي كالأسماك والخضار وغيرها.
أما التحكّمُ الكيميائي (عن طريق بعض الأدوية والعقاقير) به فهو خطير جدا وأثبتت الدراسات أنّ له عواقبَ وخيمةً مستقبلا، فهو يصيبُ المساراتِ العصبيةَ في الدماغ باختلالات تُعرِّضُ الشخص لأمراض الزهايمر والخرفِ والأمراض العصبية والنفسية، وقد يؤدي إلى ما هو أكثرُ من ذلك كأن يسببُ السمنةَ وضعفَ النشاط الجنسي وغيرَها على المستوى القريب أيضا.
أما طريقةُ رفعِه الأفضل، فهي الحرص على النوم ليلا في الظلام مدة 5أو 6 ساعات بانتظام ،فهو كما أثبت الباحثون يُفرَزُ في الظلام ما بين الحادية عشرة ليلا والخامسة صباحا على أقرب التقديرات.