صحتك بالدنيا

لغة العيون..أبلغ من الكلام

د/محمد عبد العزيز الطرشاوي- رئيس قسم البصريات –الجامعة الإسلامية –غزة- استشاري طب وجراحة العيون
من اروع اللغات، كلام لا يحوي كلمات، احساس لا يحوي لمسات، انه الصمت في بحر الكلام، والغوص في أعماق المشاعر قال احد الشعراء: (فالعين تنطق والافواه صامته – حتى ترى من صميم القلب تبيانا)،فالعيون قد تكون اكثر الاعضاء صدقا، لا تحمل في طياتها اي شكل للكذب،فان لم يستطع القلب البوح عما في جوفه فالعين لن تنتظر مطولا،
ستخرج كل شعور وتوصله للحبيب يوافقني على ذلك احد الشعراء حين قال:” العين تبدي الذي في قلب صاحبها – من الشناءة أو حب اذا كانا”

اذاً للعيون سحرها الذي لا يقاوم، تجبرك على البوح،وتجبرك على أن تصدق صاحبها.نظرة واحدة من الحبيب تغني عن كل كلمات الحب والغرام،فان أحببت أره ذلك من خلال عينيك، لتتكلم عيناك قبل شفتيك، فالعين تخبر الآخر بمكنوناته لذا تأثيرها كبير جدا، فبمجرد التقاء العينين لا يمكن لهما ان يخفيا ما يخالجهما، وماهو مخفي وللعيون لغة موحدة يفهمها الجميع، لا تحتاج لمترجم أو دارس، وللعيون حركات تخبئ الكثير من المعاني،فالعيون التي تنظر أثناء الكلام إلى جهة الأعلى لليسار يعني ان الانسان يعبر عن صورة داخلية في الذاكرة،

والعيون التي تزيغ لجهة اليمين للأعلى أثناء الكلام فهو ينشئ صورا داخلية ويركبها ولم يسبق له ان رآها، أما إن كانت عيناه تتجهان لجهة اليسار مباشرة فهو يسمع كلاما لم يسبق له أن سمعه، وأن نظرة لجهة اليمين للأسفل فهو يستمع لنفسه ويحدثها في داخله كمن يقرأ مع نفسه مثلاً، أما الإنسان الأعسر فهو عكس ما ذكرته تماما

لتفهم تلك اللغة فقد يكون هناك من يحبك ولا تعلم به،ولتتعلمها فقد تستخدمها للتكلم بصمت،انه الحديث الصادق الرومانسي، الذي يحمل كل الأحاسيس بروعتها،فجمال نظرات الحب لا يوازيها جمال وإحساس.العين ترسل وتستقبل كل الرسائل وترسلها للمخ وقد تكون تلك الرسائل حباً ووداً،غضباً وكرهاً ونفوراً،

فإن رأيت الحب في عيني من أحببت فهذا أروع الاعترافات التي لا تحمل الكذب ابداً،  نظرة حب واحدة توازي ملايين كلمات الحب والإعجاب إن النظرات المتصلة لثوان قليلة، يمكن أن تحدث – رغم الصمت – ما تعجز عنه مجلدات كثيرة،حيث يمكن للزوجة أن تقرأ في تلك النظرات الكثير من كلمات الحب ، والحنان ، والعطف ،يمكن أن تقرأ في تلك النظرات أنت جميلة وأنا معجب بك – أتكامل معك وبك ..دائماً مفتون بما تقولين، ويمكن للزوج أن يسمع نظراتها تقول : أنا متيمة بك وكم أحب أن أستمتع بحبك الحنون يغمرني

كما أن هناك ما هو أكثر من تلك المشاعر والأحاسيس فالعيون الدافئة ،تحقق انفجار ات وثورات من براكين الحب والحنان لا يمكن لأي حواس أخري أن تحققها.اتساع الحدقة ، من هنا فإن بعض الباحثين يعتبرون العينين الوسيلة الأولي للتعبير الرومانسي أكثر من غيرهما. يقول العلماء : إن الإنسان لا يستطيع إراديا التحكم في حركة حدقة عينيه،
ولكنه يمكن إثارتهما لأجل الاتساع، فمن المعروف أن الإنسان عندما يري مناظر جميلة ومريحة ولطيفة كالمروج الخضراء والزهور، ووجه الحبيب ،تتسع حدقتا عينيه بشكل لا إرادي.
وللفكر والأحاديث أيضاً دورهم ، ولتحقيق هذا الانتعاش النفسي والروحي بين الزوجين

ولتعلم سحر العيون لابد من :
1- توسيع حدقتي عيني كل من الزوجين أثناء الأحاديث الودية .
2- وتبادل الكلمات الرومانسية.
3- لينظر كل منهما ويحدق مباشرة في عيون الآخر وكأنه ينظر إلي بحر شاسع .
4- وليتأمل خلال نظراته أجمل جزء في وجه الآخر كالأنف الدقيق و تلك الغمازتين الحلوتين فتبدأ العينان تعطيان ذلك الإيحاء بالارتياح والاتساع .
5- تركيز الفكر علي مدي جمال شريكك ، واكتشاف الصفات التي تميزه عن غيره وأنك سعيد بها معه وبالقرب منه .
6- وعليك أن تطرد من مخيلتك الخجل وعدم الثقة والعصبية والتفكير السلبي الذي يجعل جبينك مقطباً وبؤبؤ عينيك يتضاءل.
العين لا تخفي هذا السحر وليس للون العين أثر في تحقيق هذه السعادة أو النشوة فالعينان الزرقاوان أو الخضراوان أو العسليتان أو السوداوان تتماثل جميعها في تحقيق الغاية في الوصول إلي العصب البصري وتفجير مشاعر الحب والمودة .
وعندما يكون تفكير كل منهما دافئاً ورائعاً نحو الأخر فإن نظرات العينين لا تستطيعان إخفاء ذلك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى