الحرب النفسية تشتعل بالتزامن مع العدوان والمقاومة تبث الرعب عبر رسائلها

الثريا:خاص
بالتزامن مع العدوان الصهيوني المستمر على قطاع غزة، وتصدي فصائل المقاومة للهجمة الصهيونية لجيش الاحتلال، تشتعل الحرب النفسية والإعلامية بين الطرفين والتي لا تقل ضراوة عن حيثيات المعركة العسكرية القائمة – وأهمية عن المعركة العسكرية القائمة.
في خامس أيام العدوان على قطاع غزة استيقظ سكان منطقة شمال قطاع غزة “بيت حانون وبيت لاهيا” على منشورات ورسائل من جيش الاحتلال تطالبهم بسرعة إخلاء بيوتهم تمهيدًا لقصفها، كما فعلت إبان الحرب على لبنان صيف 2006، ولكن الأمر فشل بعد صمود الأهالي داخل بيوتهم ورفض الخروج، وجاءت هذا الخطوة بعد يوم واحد من تحذير كتائب القسام لهم بتوجيه ضربات جديدة بالصواريخ المصنعة محليا ومع تحديد موعد إطلاقها بالضبط وهي سابقة لم تقم بها القسام من قبل أي تحديد موعد الضربات.
في ذات الوقت، ألقت الطائرات الحربية الإسرائيلية مناشيرَ تحمل التهديد وتدعوهم للابتعاد عن رجال المقاومة، وعدم التعامل معهم، وليس ذلك فحسب فقد اخترق العدو الصهيوني بث بعض الإذاعات والقنوات الفلسطينية لبث رسائل تحمل ذات المضمون السابق لسكان قطاع غزة.
وعلى صعيد المقاومة الفلسطينية فقد أظهرت قدرات متقدمة في خضم الحرب النفسية والصراع على التأثير فعمدت المقاومة الفلسطينية في غزة على بث رسائل التهديد، فبعث كتائب القسام الذراع العسكري لحركة “حماس” رسائل نصية هاتفية ” sms” إلى أكثرِ من نصف مليون إسرائيلي حذرتهم من أن حكومتهم تقودهم إلى الهلاك.
ونجحت كتائب القسام كذلك باختراق تردد القناة الثانية الإسرائيلية وعرض رسائل تهديد ووعيد للقوات الجيش الإسرائيلي المتركزة حول القطاع، محذرةً في ذات الوقت الحرب البرية التي ستكون فرصة لأسر جنود الاحتلال. وتمكنت فصائل المقاومة من اختراق حسابات إلكترونية لمواقع حكومية وحسابات شخصيات سياسية وإعلامية .
الفشل في عزل المقاومة
المحلل السياسي والمختص في الشؤون الإسرائيلية عدنان أبو عامر يقول للثريا: إن “إسرائيل كثفت حربها النفسية ضد أهالي غزة بعد إخفاقها بتحقيق إنجازات عسكرية ميدانية، بخطواتٍ عدة”.
ويضيف أبو عامر عبر تدوينات نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي “أولى فصول الحرب النفسية من إسرائيل ضد مواطني غزة سيل من المكالمات الهاتفية انهالت على منازلهم، تحمل رسائل التهديد والوعيد لبث الخوف”.
ويوضح أبو عامر أن هدف الحرب النفسية لإسرائيل يكمن في النيل من عزيمة سكان قطاع غزة، بجانب القصف الجوي المتواصل، محذرة من أن الجيش سيكثف عملياته القتالية ضد المدنيين كما جاء في المنشورات التي تلقيها على سكان القطاع.
ويذكر أبو عامر أن الهدف الأساسي للحرب النفسية التي تشنها إسرائيل ضد أهالي غزة، محاولة فصل جسم المقاومة عن جماهيرها والاستفراد بها بعيدا عن حاضنتها الشعبية.
ويشير أبو عامر إلى أن أحد مفردات إسرائيل في حربها النفسية سياسة التعتيم الإعلامي وإخفاء خسائره لإحباط معنويات أهل غزة وترميم نفسيات الإسرائيليين المتآكلة.
وحول كيفية مواجهة الحرب النفسية من قبل سكان قطاع غزة قال المحلل :إن “السلاح المضاد لدى أهل غزة لمواجهة حرب إسرائيل النفسية، يكون بعدم تداول كل ما تنشره لأنها تحمل سموماً موجهة والاستماع لما تقوله المقاومة”.
نجاح للمقاومة
وذكر أبو عامر في اختتام تدوينته أن الفرق المهزومة التي يكمن دورها في الاستهتار بدور المقاومة وإظهارها بمظهر اللامبالي بدماء الشعب، هي أحد الأساليب لإنجاح الحرب النفسية التي يقودها الاحتلال .
بدورها، حذرت وزارة الداخلية والأمن الوطني في غزة من الرسائل الصوتية التي يبثها الاحتلال على هواتف المنازل بشكل مكثف خاصة في مناطق شمال القطاع، وتطالبهم بإخلاء منازلهم، وبينت أن تلك الأدوات هي حرب نفسية ورسائل عشوائية للإرباك وبث الذعر في نفوس الناس”.
وبينت الوزارة بأن الاستجابة لنداءات الاحتلال إنما يساعده في تمرير مخططاته بإضعاف الجبهة الداخلية، وتخريب وتدمير ممتلكاتكم وبيوتكم حينما تقومون بإخلائها.
ويرى مراقبون أن المقاومة نجحت بشكل غير مسبوق في الحرب النفسية ضد الجمهور الإسرائيلي، الأمر الذي شكل بيئة خصبة لنشر الإشاعات بين الجماهير، والتي تعتبر من أخطر وأهم الوسائل التي تساهم في إضعاف وانهيار صمود الجبهة الداخلية.