العدوان على غزة

الغزيون يحولون دخان القصف إلى لوحة فنية تحكي آلامهم و تزيد صمودهم

 الثريا: أنوار هنية

لم تقتل الحرب مخيلتهم الإبداعية بل زادتهم اصرارا على المواصلة بل ومن قلب القصف و الدمار، هم ليسوا كباقي الشعوب، يصنعون الإبداع من العدم، و يواصلون حياتهم بما لا يدع مجالا للشك أنهم شعب الجبارين الذي يضمدون جراحهم ويثبتون على مواقفهم ومبادئهم ، و يُجيِّرون كل ما لديهم لدعم و احتضان المقاومة حتى لو كان ذلك تحريف صورة دخان البيت المقصوف والمدمر من قبل طائرات الاحتلال إلى شكل يوازيه ويدعم المقاومة .

لربما استخدموا برنامج سهل وبسيط لربما هو الرسام أو الفوتوشوب يضعون فيه الصورة الأصلية وهي صورة لدخان متصاعد جراء استهداف بيت للآمنين العزل ويحولون صورة الدخان إلى صورة تبث الصمود في نفوس الناس أو تزيد من ثباتهم أو تحكي عن أوجاعهم.

الحرب على غزةسرحوا في إبداعات خيالهم المكتظ بصور الجرحى والشهداء والأشلاء، ودموع الأمهات و صرخات الثكالى ، وآهات اليتامى، فأخرجوا ذلك المخزون الدفين الذي يعبر عن ذواتهم ويحكي حكاية صمودهم من قلب القصف والدمار.
حتى في آلامهم، هم شعب يتصدر لائحة الابداع بلا منازع، يعشقون الحياة بكرامة على ثرى وطنهم، كما يعشقون الشهادة في سبيل النصر أو التحرير.
يوظفون كل ما لديهم من إمكانيات ولو كانت في أبسط صورها ويقولون من خلالها نحن شعب لا نعرف الذل ولا الانكسار، يجسدون صورا للعزة والكرامة غير آبهين بأصوات القصف التي تهز بيوتهم وأماكنهم لكنها لا تهز قلوبهم.
و يزفون شهداءهم للحور العين ويعيدون بناء بيتهم من العدم ولو بأربع خشبات وبطانية ويقطنون فيها ليصيغوا أروع سيمفونيات الجهاد والمقاومة والعز والكبرياء حتى في أشد ظروفهم قساوة. هكذا هم شعب الجبارين الذين لا يساومون على مبادئهم مهما غلَىَ الثمن، ومهما فقدوا من أحبة ، ومهما دُمِّرت بيوتهم، حقا لمثلهم ترفع القبعات احتراما.
الحربالحرب

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى