متى تقرر استئصال اللوزتين؟

إعداد: إسراء أبو زايدة
كثر الحديث في السنين الأخيرة عن عملية رفع اللوزتين، حيث يميل الكثير من الجراحين إلى رفع اللوزتين ، سواء في الأطفال أو الكبار، لمجرد التهابهما أو تضخمهما، وفي هذا المقال سنتعرف على اللوزتين والتهابهما والدواعي الحقيقية لاستئصالهما.
ما هي اللوزتين؟
تُطلق كلمة لوزتين على العقدتين اللمفاويتين المحيطتين بفتحة الحلق، وهما جزء من منظومة لمفاوية تشكل ما يعرف (بحلقة فالدير)، والتي تتألف من هاتين اللوزتين المذكورتين أعلاه ، مع عقدتين لمفاويتين تتمركزان في المنطقة الواصلة ما بين الأنف والبلعوم ، وتسمّيان الزوائد ، مع النسيج اللمفاوي خلف جدار البلعوم ، مضافاً إليها النسيج تحت اللسان.
هذه الحلقة اللمفاوية التي تحيط بفتحة الحلق، مهمتها الأساسية هي تشكيل خط دفاعي، ضد كل ما يهدد جسم الإنسان من ميكروبات مهاجمة، فإذا ما دخل ميكروب عن طريق فتحتي الفم أو الأنف، فإن هذا الخط الدفاعي يتصدى له، وتدور رحى معركة ضارية، لا تهدأ حتى يتم تحطيم ذلك الميكروب، ومن الطبيعي أن تكبر هذه العقد اللمفاوية، بما فيها اللوزتين، وهو دليل صحة لا مرض، لأنه يعني فعالية تلك العقد ونشاطها في الدفاع عن الجسم، والحفاظ على صحته.
ولكن قد يحدث أن تكون الميكروبات من القوة والشراسة بحيث تتغلب على هذه الوسائط الدفاعية وتعطبها، فتصبح هذه العقد عبأً على الجسم، بدلاً من أن تكون عوناً له، وهنا يصبح من المناسب رفعها لتخليص الجسم من ضررها، ولكن يبقى السؤال المهم، وهو : متى نرفع هاتين اللوزتين .!؟
متى يستحب رفع اللوزتين؟
يستحب رفع اللوزتين في الحالات المرضية التالية:
• التهاب اللوزتين المزمن والمتكرر: فكل طفل يعاني من التهاب مزمن ومتكرر في الحلق واللوزتين، بمعدل سبع مرات أو أكثر للسنة الماضية وحدها، أو خمس مرات أو أكثر لكل سنة من السنتين الماضيتين، مثل هذا الطفل يرخص له في عملية رفع لوزتيه، لأنهما باتتا تشكلان عبئا يجب التخلص منه.
• ضخامة اللوزتين والزوائد المزمن والمتسبب في أعراض اختناقية : إذ ليس كل ضخامة في اللوزتين تستدعي رفعهما، بل كون هذا التضخم مزمنا، وليس ضخامة مؤقتة فيهما بسبب الالتهاب. كما أن الضخامة لوحدها ليست سببا كافيا لرفع اللوزتين، ما لم تكن مترافقة بأعراض وعلامات مزعجة للطفل ، مثل : صعوبة التنفس والاختناق ، وخاصة أثناء النوم، وتأخر النمو .
• ومن الأسباب المهمة لرفع اللوزتين، حصول خراج فيهما أو حولهما: إذ أن العلاج الناجع لمثل هذه الحالة يكون في رفع اللوزتين مع الخراج في الوقت ذاته.
هذا هو القدر المتفق عليه من دواعي رفع اللوزتين، وهي حالات نادرة ومحدودة، أما رفعهما لمجرد التهابهما أو تضخمهما، أو كوقاية أو حتى علاج لالتهاب الجيوب الأنفية، أو التهاب الأذن الوسطى ، أو التهاب الرئة فهذا كله غير وارد ، وهو من باب تضخيم الأمور.
بقيت قضية وهي إلحاح بعض الآباء والأمهات على الأطباء لرفع اللوزتين عند بعض أبنائهم ، ظنا منهم بأن هذا هو التصرف الصحيح ، الذي يمكن أن يقلل الالتهابات عند أولئك الأبناء، أو يزيد من شهيتهم للأكل، وبالتالي يزيد من وزنهم وعافيتهم!!
وهنا يأتي دور الطبيب الحاذق والمخلص، الذي يبذل كل ما يستطيع لإقناع أولئك الآباء، بأن مجرد ضخامة اللوزتين في الأطفال الصغار هو أمر طبيعي وفيسيولوجي، لا يلبث أن يزول وتضمر اللوزتين في عمر أقصاه ثماني سنوات، ولذلك يجب أن لا يشكل ذلك مصدر قلق، ما لم يكن مترافقاً مع أعراض مزعجة يقدرها الطبيب نفسه، كما يجب على أولئك الآباء أن يعرفوا بأن عملية رفع اللوزتين في الأطفال ليست خالية من المخاطر والمضاعفات، التي أقلها: النزف ، والتهاب الحلق والبلعوم ، مع مضاعفات التخدير، وأكثرها قد يصل إلى حد تهديد الحياة ..!!!