العدوان على غزةعين على القدسفلسطينيات

القدسُ ضحيةُ الغزلِ الصريحِ بين العربِ والاحتلالِ

الثريا_ إسراء سعيد أبوزايدة

لم يشفعْ للمسجدِ الأقصى عند العربِ كونُه أولى القبلتينِ، وثالثَ الحرمينِ الشريفين, من عملياتِ التهويدِ والتدنيسِ التي تمارسُها سلطاتُ الاحتلالِ بحقِّه.منذُ اليومِ الأول الذي وطِئتْ فيه أقدامُ قواتِ الاحتلالِ مدينةَ القدس المباركة؛ شرعوا في بثِّ بذورِ فسادِهم في جسدِها؛ حيث قاموا مباشرةً بإخلاءِ حي المغاربةِ المجاورِ للمسجدِ الأقصى من سكانِه المسلمين، وقاموا بهدمِه لإنشاءِ معبدِهم الزائفِ عند حائطِ البُراق، والذي أطلقوا عليه (حائط المبكى).

وتتابعتْ بعد ذلك الاعتداءاتُ الحاقدةُ على المسجد الأقصى المباركِ، وعلى أهلِه من أبناء فلسطينَ المرابطينَ الذين رفضوا التخلّي عنه، وآثَروا الحياةَ في كنفِه بالرغمِ من كلِّ مخاطرِ الموتِ, وإجراءاتِ التضييقِ والتعذيبِ والاضطهادِ بحقِّهم.

وتتوالى الاقتحاماتُ حتى اللحظةِ في ظلِّ صمتٍ عربي مُطبقٍ!! وللوقوفِ على آخِرِ مستجداتِها تحدّثت ” الثريا” مع زاهي انجيدات؛ الناطقِ باسمِ الحركةِ الإسلاميةِ في القدس, والذي أكّد أنّ سلطاتِ الاحتلالِ تفرضُ إجراءاتٍ مشدَّدةً صباحَ اليومِ على دخولِ المصلينَ إلى المسجدِ الأقصى, منعتْ بموجبِها مَن تَقِلُّ أعمارُهم عن الـ(50عاماً), بالإضافةِ إلى منعِ طلابِ المدارسِ من دخولِه, وعددٍ كبيرٍ من العاملينَ فيه, تمهيداً لاقتحاماتٍ جديدةٍ من قبلِ قطعانِ المستوطنينَ للمسجدِ الأقصى.

ويضيفُ انجيدات :” ورَدتْنا أنباءٌ عن الاعتداءِ على مديرِ المسجدِ الأقصى الشيخ “عمر الكسواتي”  خلالَ مناوشاتٍ اندلعتْ بينَه وبين شرطةِ الاحتلالِ أثناءَ اعتدائها على الحارسِ “مهند إدريس” واعتقالِه” ، معتبراً إياهُ تمادي من قبلِ الاحتلالِ بحقِّ قِبلةِ المسلمينَ الأولى، وكلِّ ما هو قاطنٌ فيه من مرابطينَ ومسئولين.
ويبيّنُ “انجيدات” أنّ الاحتلالَ ماضٍ في انتهاكاتِه، ولا يملكُ أدنَى تردُّدٍ في ارتكابِ أبشعِ الأعمالِ لتأمينِ دخولِه إلى الأقصى, وذلك لتوهُمِهم بوجودِ هيكلِهم المزعومِ، وهم بذلك يلهثونَ وراءَ سرابٍ.

وأوضحَ الناطقُ باسمِ الحركةِ الإسلاميةِ في القدسِ؛ أنه تمَّ اختيارُ هذه الأيامِ لاقتحامِ الأقصى، باعتبارِها أوقاتِ أعيادٍ لليهودِ، لتفريغِ المسجدِ الأقصى لهم, قائلا:” خسِئوا فيما يفكّرونَ! فهبّاتُ الشبابِ المرابطِ في الأقصى جاهزةٌ، و هم يَفْدونَه بالروحِ, ودائماً نفوسُهم مستعدةٌ للدفاعِ عن الأقصى”.

ويدعو “انجيدات” إلى نصرةِ الأقصى من المسلمين كافة, ويخُصُّ بالذكرِ المسئوليةَ الملقاةَ على عاتقِ المملكةِ الأردنيةِ الهاشميةِ، كونَ أنّ لها سيادةً على المنطقةِ, حتى تردعَ الاحتلالَ، وتوقِفَه عند حدودِه.

وينوّهُ “انجيدات” إلى أنّ الكثيرَ من الدولِ العربيةِ غيرِ الواقعةِ تحتَ الربيعِ العربي , يمكنُ أنْ تتحرّكَ لنصرةِ الأقصى، وتحريكَها الألوفَ لمواجهةِ الاحتلالِ وجبروتِه, كي لا يعتبرَ ذلك ضوءاً أخضرَ له، ويزدادَ في غطرستِه واعتداءاتِه.

ويذكرُ “انجيدات” أنه في صبيحةِ الأحدِ الماضي دعا عضوٌ في الكنيست الإسرائيلي “موشيه فيجلن” رئيسَ حكومتِه “بنيامين نتنياهو” لإصدارِ تعليماتٍ بإخراجِ المسلمين من المسجدِ الأقصى “فوراً” خلالَ الأعيادِ اليهوديةِ؛ ليتسنّى لهم اقتحامَه بشكلٍ مباشرٍ.

ولا تزالُ الهجمةُ الصهيونيةُ الشرسةُ تدُكُّ العمقَ الإسلاميَّ الفلسطينيَّ بتدنيسِها لأولى القِبلتينِ و ثالثِ الحرَمينِ الشريفينِ؛ بلا رادعٍ وبدونِ أيِّ تحرُكٍ عربيٍّ أو دولي، بينما يتصدّى لهم شبانٌ ورجالٌ ونساءٌ مرابطونَ على ثرَى القدسِ الطاهرةِ، بصدورِهم العاريةِ، يَفدونَها بأرواحِهم غيرَ آبِهينَ برصاصاتِ المحتلِّ التي اخترقتْ أجسادَ كثيرٍ منهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى