كُن أنتَ.. اصنع التغييرَ من داخلِك!

إعداد_ إسراء أبوزايدة
نرى مالا نريدُ, ونريدُ مالا نرى, فنفقدُ قيمةَ ما نرى، ونَضيعُ في سرابِ ما لا نرى، لولا وجودُ عكسِ المعنى؛ لَما كان للمعنى معنى, كُن حريصاً ألاّ تفقدَ قيمةَ ما ترَى.
يمكنُك أنْ تتحكّمَ في ذاتِك عن طريقِ التحكُم في أفكارِك .. فعندما تنخفضُ قوةُ الأفكار, تنخفضُ بناءً على ذلك قوةُ الأحاسيسِ الناتجةِ عنها, ويمكنُك أنْ تفعلَ ذلك؛ بأنْ تضعَ التحدياتِ في مكانِها الطبيعي, ولا تعطي الأمورَ أكبرَ من حجمِها؛ لأنّ العقلَ يتعاملُ مع ما تحدِّدُه من أفكار، وبالتالي تنبعثُ الأحاسيسُ تبعاً لِما حدَّدْتَه من أفكار، وما دامت الأحاسيسُ متزِنةً لأنها نابعةٌ من أفكارٍ غيرٍ مبالَغٍ فيها، فإنكَ سوفَ تتعاملُ معها بصورةٍ أسرعَ وأيسرَ .. وإنْ بالغتَ في الأفكارِ؛ فسيَنتجُ عن ذلك أحاسيسُ بالغةُ الشدّةِ، من الصعبِ التحكُمِ فيها وفى سلوكِك الناتجِ عنها.
فعليكَ عزيزي القارئ؛ بتتبُعِ هذه الخطواتِ؛ لتصنعَ تغييراً من داخلِكَ نحوَ العالمِ الخارجي:
استيقظْ صباحاً وأنتَ سعيدٌ:
يطلعُ النهارُ على البعضِ فيقول “صباح الخير يا دُنيا”!, بينما يقول البعضُ الآخَرُ “ما هذا!؟… لماذا حلَّ علينا النهارُ مرّةً أخرى بهذه السرعة”؟!
احذَرْ من الأفكارِ السلبيةِ التي يمكنُ أنْ تخطرَ على بالِكَ صباحاً, حيثُ أنها من الممكنِ أنْ تبرمِجَ يومَك كلَّه بالأحاسيسِ السلبيةِ، وركِّزْ انتباهَك على الأشياءِ الإيجابية، وابدأ يومَك بنظرةٍ سليمةٍ تُجاهَ الأشياء.
احتفظْ بابتسامةٍ جذّابةٍ على وجهِك:
حتى إذا لم تكنْ تشعرُ أنك تريدُ أنْ تبتسمَ؛ فتظاهرْ بالابتسامةِ, حيثُ أنّ العقلَ الباطنَ لا يستطيعُ أنْ يفرّقَ بينَ الشيءِ الحقيقيّ، والشيءِ غيرِ الحقيقي، وعلى ذلك فمن الأفضلِ أنْ تقرِّرَ أنْ تبتسمَ باستمرارٍ.
كُن البادئَ بالتحيةِ والسلام :
قدوتُنا رسولُ الله صلى الله علبيه وسلم يقول “وخيرُهما الذي يبدأ بالسلام”, فلا تنتظرْ الغيرَ وابدأ أنتَ.
كُن منصِتاً جيداً :
اعلَمْ أنّ هذا ليس بالأمرِ السهلِ دائماً، وربما تحتاجُ لبعضِ الوقتِ؛ حتى تتعوّدَ على ذلك، فابدأ من الآن, لا تقاطعْ أحداً أثناءَ حديثِه, وعليكَ بإظهارِ الاهتمامِ, وكن منصِتاً جيداً…
من اليومِ؛ قُم بمعاملةِ الآخَرينَ بالطريقةِ التي تحبُّ أنْ يعاملوكَ بها.
من اليومِ ابتسمْ للآخَرينَ، كما تحبُ أنْ يبتسموا لك.
من اليومِ امدَحْ الآخَرين، كما تحبُ أنْ يقوموا هم بمدْحِك.
من اليومِ أنصِتْ للآخَرين، كما تحبُ أنْ ينصتوا إليك.
من اليومِ ساعِدْ الآخَرينَ، كما تحبُ أنْ يساعدوك.
بهذه الطريقةِ ستصلُ لأعلى مستوى من النجاح، وستكونُ في طريقِك للسعادةِ بلا حدود.
إذا نظرتَ جيداً حولَك ، سوف تجدُ أنّ التحدي الحقيقي في الحياةِ؛ هو أنْ تغيِّرَ نفسَك، وتصبحَ الشخصَ الذي تريدُ أنْ تكونَه, وتستغلّ طاقاتِك الكامنةَ, وتعيشَ حياةً أسعدَ,حياةً خاليةً من التعجيزِ والقيودِ والمشاعرِ السلبيةِ، كما أنك عندما تركّزُ انتباهَك على إلقاء اللومِ على غيرِك؛ فإنك تبدِّدُ طاقاتِك وقدراتِك، وتضيعُ وقتكَ,بدلاً من ذلك حاولْ أنْ تركِّزَ على تغييرِ نمطِ حياتِك ، وابدأ باستمدادِ الطاقةِ اللازمةِ من مخزونِ القدراتِ الإيجابيةِ المَخفيةِ المُكدّسةِ داخلَك، واستغل طاقتَك الكامنةَ لتصبحَ الإنسانَ الذي أردتَ أنْ تكونَ.
إنّ الأفكارَ لها قوةٌ أكبرُ مما تتخيلُ، فهي إما تأخذُك إلى السعادةِ أو إلى التعاسةِ، وفى كلتا الحالتينِ فأنتَ صانعُ هذه الأفكارِ، ولذا لاحِظْ جيداً فيما تفكّرُ؛لأنّ أفكارَك ستحدِّدُ واقعَ حياتِك الآن, ومستقبلكَ غداً, فكلما كانت أفكارُكَ إيجابيةً وبنّاءةً؛ عشتَ حياةً ناجحةً وسعيدة, وكلما كانت أفكارُك سلبيةً؛ فأنت أبعدُ ما تكونُ عن تحقيقِ أيِّ شيءٍ إيجابيّ في حياتِك.
لا يقلِّلُ من صلابةِ الرخامِ؛ كونُه لامعاً ومصقولاً .
أسرعُ طريقةٍ ليكونَ لك أعداءٌ ، هو ألاّ تكفَّ عن الشكوى لأصدقائك.
سامحْ أعداءَك .. ولكنْ إياكَ أنْ تنسى أسماءَهم .
لا تشعلْ ناراً تعجزُ عن إطفائها.
لا تحزنْ على ما في الحياةِ، فما خُلقنا فيها إلا لنُمتَحنَ ونُبتلَي، حتى يرانا اللهُ هل نصبرُ ؟ لذلك هوّنْ عليك ولا تتكدّرْ, وتأكّدْ بأنّ الفرجَ قريبٌ، فإذا اشتدَّ سوادُ السُّحبِ .. فعمّا قليل ستُمطِرُ .
وإذا هاجمكَ الناسُ وأنت على حق .. أو قذفوك بالنقدِ .. فافرَحْ! إنهم يقولون لك أنتَ ناجحٌ ومؤثِّرٌ، فالكلبُ الميتُ لا يُركَلُ، ولا يُرمَى إلا الشجرُ المثمِرُ.
إنّ الشخصَ الأكثرَ مرونةً؛ يستطيعُ التحكُمَ في أحاسيسِه، ويحققُ أهدافَه أكثرَ من الشخصِ الذي ليس لديهِ مرونةٌ,وذلك لأنّ الشخصَ المرِنَ؛ إذا فكّرَ بطريقةٍ لا توصِلُه إلى الطريقِ الذي يريدُه؛ فإنه يفكّرُ بطريقةٍ مختلفةٍ حتى يصلَ إلى النتائجِ المطلوبةِ، ويحقّقَ أهدافَه.
والآليةُ لكي تعيشَ حياةً أفضلَ؛ هي الاتزانُ، والانضباطُ، والإصرارُ على تحقيقِ الأهدافِ، والوصولُ إلى الرؤيةِ، والمرونةُ في الأسلوبِ، ثُم الصبرُ والتوكلُ على اللهِ سبحانَه وتعالى.