صحتك بالدنيا

كيف تتعايش مع ضغط الدم المرتفع؟

 

الثريا: خاص

ضغط الدم من الأمراض المزمنة التي يصعب اهمالها و عدم الحذر منها ، حيث يسبب العديد من المشكلات الصحية في حال حدوث المضاعفات، نستضيف د. أحمد أبو جبل  طبيب أمراض مزمنة للحديث عن ماهيته وأسبابه و كيفية التعايش معه.

ما هو ضغط الدم ؟
يقوم القلب بضخ الدم إلى جميع أنحاء الجسم من خلال حركات انقباض وانبساط متتالية يندفع الدم بواسطتها عبر الشرايين، وتحدث عملية الدفع هذه ضغطا على جدران الشرايين وهي ظاهرة طبيعية ما دام الضغط في الحدود الطبيعية, أما إذا ارتفع ضغط الدم عن الحدود الطبيعية واستمر على ذلك , فهذا يدل على حالة مرضية .

ومرض ضغط الدم المرتفع شائع يصيب العديد من الناس خاصة بعد سن الأربعين ولكن الإحصاءات تدل على أنها قد تحدث في سن مبكرة وهي حالة مزمنة تلازم المصاب مدى الحياة ولكن يمكن التعايش معها والوقاية من مضاعفاتها .

وتشير إحصاءات منظمة الصحة العالمية إلى أن أمراض القلب والشرايين تشكل ما يقارب 13 بالمائة من مجموع الأمراض المنتشرة في العالم وبأن الاختلاطات القلبية والدماغية الناجمة عن هذه الأمراض تسهم بنحو 36 بالمائة من الوفيات في الدول النامية .

وتصيب هذه الأمراض الرجال والنساء على حد سواء ولكن معدلات الوفاة من هذه الأمراض أعلى بين الرجال منها بين النساء .

ماذا تعني قراءة الضغط ؟
عندما تذهب لقياس ضغط الدم ويخبرك الطبيب مثلا “120/80 ” مم زئبق أو “12 /8 ” فإن الرقم العلوي يمثل الضغط الانقباضي, أي ضغط الدم في الشرايين أثناء قيام القلب بضخ الدم إلى الجسم, وانقباض عضلة القلب, أما الرقم السفلي فيمثل الضغط الانبساطي أي ضغط الدم في الشرايين أثناء انبساط عضلة القلب، وأي خلل في قوة انقباض عضلة القلب أو تضيق في الشرايين يؤدي إلى اضطراب الضغط.
تختلف قراءة ضغط الدم الطبيعي حسب الفئة العمرية, فهو عند الأطفال أقل منه عند الشباب وهو أعلى عند المسنين منه عند الشباب، ومن الطبيعي أن يرتفع ضغط الدم عند القيام بأي مجهود أو نتيجة الانفعالات, كما أنه ينخفض أثناء النوم والراحة , وهذا لا يعني وجود حالة مرضية فهذه تغيرات طبيعية مؤقتة .
و لكن عندما يزيد ضغط الدم عن 140 مم أو يزيد الانبساطي عن 90 مم لمرتين أو أكثر عند قياسه في أثناء الراحة خلال فترات زمنية مختلفة , يعتبر الشخص مصابا ( بالضغط).

ما هي العوامل التي تساعد على حدوث ضغط الدم المرتفع ؟
هناك أسباب عدة تساعد على حدوث ذلك منها:
• الاستعداد الوراثي : فبعض الأفراد أكثر عرضة للإصابة بضغط الدم المرتفع من غيرهم بسبب شيوع ضغط الدم في العائلة فتتناقله الأجيال بالوراثة، ويزداد احتمال الإصابة به مع التقدم في السن.
• البدانة والإفراط في تناول الأطعمة الدهنية: لأن ذلك يساعد على ترسب الشحوم على جدران الشرايين الداخلية مما يؤدي إلى تصلبها وفقدان مرونتها .
• الإفراط في تناول ملح الطعام : لأنه يحبس سوائل الجسم .
• قلة الحركة والخمول بشكل عام : لأن ذلك يساعد على تخزين الشحوم داخل الشرايين بدلا من احتراقها لتوليد الطاقة .
• التدخين : لأنه يؤثر على جدران الشرايين ويقلل من مرونتها بسبب المواد السامة التي تنجم عن احتراق التبغ .

ملاحظة: إذا كنت في سن الأربعين أو أكثر أو كنت تشكو من السمنة وكان احد أفراد أسرتك يعاني من ارتفاع ضغط الدم فقد يكون لديك الاستعداد للإصابة، لذلك قس ضغطك بشكل دوري, واتبع الوصايا الواردة في هذا المقال لتحمى نفسك من الإصابة بالمرض .

ما هي مضاعفات ضغط الدم ؟
يعتبر المصابون بضغط الدم المرتفع أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بالمضاعفات التالية , خاصة إذا ترافق بارتفاع سكر وشحوم الدم :
– النوبات القلبية مثل الذبحة الصدرية و احتشاء العضلة القلبية ( الجلطة ) .
– النزف أو الجلطة الدماغية التي تؤدي إلى الإصابة بالشلل النصفي .
– إصابة الكلي بالقصور وفشلها نتيجة تصلب شرايين الكلية وعجزها عن القيام بوظائفها .
– تلف الأوعية الدموية داخل العين مما يؤدي إلى ضعف البصر و ربما فقدانه .
– تقرحات القدمين مما يؤدي إلى موت أنسجتها والاضطرار إلى بترها حفاظا على حياة المريض .

هل يشفى المصاب من الضغط المرتفع ؟
لا تشكو الغالبية العظمى من المصابين بضغط الدم المرتفع من أية أعراض وغالبا ما يتم اكتشاف حالتهم مصادفة أثناء الفحص الطبي لأسباب أخرى , ولكن قد يشكو البعض من أعراض تدفعهم لقياس الضغط مثل الصداع أو الدوار( الدوخة ), أو نزيف من الأنف, أو ضيق النفس, أو طنين في الأذن لذلك يجب فحص ضغط الدم من وقت لأخر للاطمئنان على صحتك خاصة إذا كنت بلغت سن الأربعين عاما أو أكثر أو كنت من السمنة حتى لو كنت لا تشعر بأية أعراض .

إن ارتفاع ضغط الدم حالة مزمنة تلازم المصاب مدى الحياة وعلى الإنسان التعايش مع هذه الحالة والالتزام الدائم بنظام غذائي متوازن وإتباع إرشادات الطبيب بدقة . صحيح أن الشفاء الكامل ليس ممكنا ولكن ضبط الضغط والوزن ونسبة شحوم الدم ضمن الحدود الطبيعية يضمن لك حياة عادية ويحول دون حدوث المضاعفات الخطيرة.

ما هي الوصايا الصحية التي تنصح المصابين بارتفاع ضغط الدم إتباعها ؟
إن إتباع الوصايا التالية ضروري قبل البدء بأخذ الأدوية الخافضة للضغط لأنها قد تكون كافية لعلاج ارتفاع الضغط الخفيف أو المتوسط وإبقائه في الحدود الطبيعية .
أولاً : ضع لنفسك نظاما غذائيا هدفه تخفيف الوزن وذلك بمراعاة ما يلي:
1- الإكثار من تناول الخضراوات والفواكه الطازجة والبقول .
2- الإقلال من تناول النشويات والمعجنات والأرز والخبز والقهوة والشاي والكاكاو والمشروبات الغازية .
3- الامتناع عن تناول الأغذية الغنية بالدهون الحيوانية والاستعاضة عنها باللحوم البيضاء كالدجاج والسمك ومشتقات الألبان المنزوعة الدسم واستخدام الزيوت في تحضير الأطعمة مثل زيت الزيتون وزيت الذرة و زيت عباد الشمس .
4- الابتعاد عن تناول ملح الطعام والأطعمة المالحة كالجبنة البيضاء المكبوسة, والمكسرات والأطعمة المعلبة والبهارات.

ثانياً :امتنع عن التدخين، لأنه يسهم في تضييق الأوعية الدموية ويزيد احتمال تعرض المريض إلى الإصابة بنقص تروية شرايين القلب مما قد يتسبب في احتشاء عضلة القلب ( الجلطة ) أو يؤدي إلى حدوث الجلطة أو النزيف الدماغي إضافة إلى كونه من المحرمات التي تنهى عنها ديننا الحنيف.

ثالثاً :مارس الرياضة البدنية مثل المشي لمدة نصف ساعة يوميا؛ فهذا يساعد على تخفيف نسبة الكولسترول والدهون في الدم والوقاية من حدوث تصلب الشرايين إضافة إلى أنه يضفى عليك شعورا بالحيوية والراحة النفسية فتزداد قدرتك على الاسترخاء والنوم بهدوء.

رابعاً:تغلب على الضغوط النفسية بإشغال نفسك في أنشطة تعود عليك بالفائدة كالقراءة أو الرياضة لأن ذلك يرفع روحك المعنوية ويخفف من انشغالك بالتفكير في المتاعب والهموم .

كما تعتبر العناية الذاتية مكملة للرعاية الطبية , وإذا كان بالإمكان اقتناء جهاز لقياس الضغط فان ذلك يساعدك على مراقبة تقلبات الضغط ومراجعة الطبيب عند الضرورة .

ما هي الأدوية الخافضة للضغط ؟
1- يجب التقيد باستعمال الأدوية الخافضة للضغط التي يصفها الطبيب بشكل دائم حتى ولو وصل قياس ضغط الدم إلى الحد الطبيعي فهذا يعني أن الدواء فعال ولا يجوز خفض جرعة الدواء أو إيقافه إلا بعد مشورة الطبيب .
2- قد يصف لك الطبيب أدوية أخرى إلى جانب الأدوية الخافضة للضغط وذلك من أجل السيطرة على المرض والوقاية من مضاعفاته, إما بصورة مؤقتة أو دائمة , فاحرص على الالتزام بمواعيد الزيارة الدورية والانتباه لتعليمات الطبيب .
3- تجنب استعمال علاجات موصوفة لمرضى آخرين مصابين بالضغط , فلكل حالة خصوصيتها من حيث العوامل المسببة وشدة المرض ووجود المضاعفات أو غيابها مما يحدد نوع العلاج الذي يصفه الطبيب .
4- إن الأدوية الخافضة للضغط مثلها مثل أي دواء أخر لها أعراض جانبية يمكن للمصاب تحملها ويمكن أن تزول مع الوقت فلا توقف الدواء ولا تستبدله بدواء آخر دون الرجوع إلى الطبيب.
5- تجنب استخدام الأدوية المسكنة للألم لفترات طويلة دون مشورة الطبيب لأن بعضها يساهم في ارتفاع الضغط .
ارتفاع ضغط الدم والحمل
تستطيع المرأة المصابة بضغط الدم المرتفع أن تحمل حملا طبيعيا وأن تلد طفلا طبيعيا شريطة السيطرة الجيدة على ضغط الدم قبل وأثناء الحمل .

وهنالك نوعان من ارتفاع الضغط في الحمل :
• أولهما يشكل استمرارا لحالة سابقة على الحمل
• ثانيهما يطرأ أثناء في حمل، وقد يزول بعد الولادة بقليل وهناك احتمال أن يظهر مجددا في حمل لاحق .
وفي جميع حالات ارتفاع ضغط الدم المرتبطة بالحمل يجب استشارة الطبيب والالتزام الكامل بخطة العلاج لأن إهمال المعالجة قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة على الحامل والجنين مثل :

• الإجهاض في الأشهر الأولى .
• احتمال الإصابة بتسمم الحمل .
• احتمال إصابة الجنين بالتشوهات الخلقية .
• تزايد احتمالات وفاة الجنين داخل الرحم .
• تزايد احتمالات حصول ولادات مبكرة أو ولادة أطفال ناقصي الوزن.

ننصح المرأة الحامل بمراجعة مركز رعاية الأمومة والطفولة حال انقطاع الدورة الطمثية لتقديم الرعاية الصحية لها طليلة فترة الحمل والتأكد من عدم إصابتها بضغط الدم، أما إذا كانت المرأة مصابة بضغط الدم المرتفع قبل الحمل فعليها مراجعة الطبيب لدى التخطيط لحمل جديد ومراجعة المركز الصحي بصورة منتظمة لضبط المرض طليلة فترة الحمل وبعد الولادة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى