صحتك بالدنيا

حَــــــــــــــــــــبُّ الشبابِ ..الهوس الذي يرهق الكثيرين

دكتور/ وهيب سعيد شحادة استشاري الأمراض الجلدية والعناية بالبشرة بمستشفى الشفاء

إنّ ملايينَ الناسِ يعانونَ من حَبِّ الشبابِ! فهو أكثرُ الأمراضِ الجلديةِ شيوعاً، و رغم أنه لا يمثلُ تهديداً خطيراً للصحة؛ إلاّ أنه في كثيرٍ من الأحيانِ يؤدي إلى مرورِ مرضاهُ بحالاتٍ من الصدماتِ النفسيةِ والاكتئابِ، وميولِهم إلى العزلةِ وعدمِ الاختلاطِ بالآخَرين؛ بسببِ ما يُحدِثُه حَبُّ الشبابِ_ وخاصةً النوعَ الشديدَ منه_ من تشوُّهاتٍ في الوجهِ، ما يجعلُ شكلَ الوجهِ غيرَ مقبولٍ، وحتى في كثيرٍ من الأحيانِ يفقدُ مرضى حَبِّ الشبابِ وظائفَهم التي تتطلبُ منهم حُسنَ المظهر! لذلك فمن الضروريّ أنْ يفهمَ الجميعُ طبيعةَ هذا المرضِ، وكيفيةَ التخلصِ منه.

من المفاهيمِ الخاطئةِ؛ هو الاعتقادُ أنّ حبَّ الشبابِ يظهرُ في فئةٍ عمريةٍ محدَّدةٍ، ويختفي بعد سنٍّ محدَّدة, فالصحيحُ أنّ حبَّ الشبابِ يظهرُ عند الذكورِ والإناثِ بنفسِ النسبةِ، وخاصةً في سنِّ الشبابِ، أي بين الفئاتِ العمريةِ من( 15 سنة وحتى 23 سنة) ولكنه قد يبدأ في سنٍّ مبكرةٍ جداَ، وقد يستمرُّ حتى سنٍّ متقدمةٍ، أي حتى بعدَ عمرِ الأربعين، لذلك فهو ليس مرتبطاً بفترةٍ عمريةٍ محدَّدة.

كيف تَحدثُ حبوبُ الشباب؟

هناك عواملُ أساسيةٌ في ظهورِ حبِّ الشبابِ، وكذلك عواملُ أخرى مساعدة.

أولاً العواملُ الأساسية:
1. زيادةٌ في نشاطِ الغُددِ الدهنية:
وذلك لأسبابٍ كثيرةِ؛ أهمُّها  العاملُ الوراثي، وزيادةُ نشاطِ الهرموناتِ الذَّكرية.
2. انسدادُ فوهاتُ وقنواتُ الغددِ الدهنية:
مما يؤدي إلى تجمُّعِ  الدهونِ في قنواتِ الغددِ الدهنيةِ، وعدمِ مقدرتِها على الخروجِ من مساماتِ الجِلدِ ( فوهاتِ الغددِ الدهنية)، ما يؤدي إلى انفجارِ هذه القنواتِ، وخروجِ الدهونِ؛ لتلتهبَ داخلَ طبقاتِ الجلدِ، وخاصةً بجانبِ بصيلاتٍ الشعر.

3. نشاط ُنوعٍ محدَّدٍ من الجراثيم:                                                                                       يزدادُ نشاطُ البكتيريا من نوعِ “بروبينيوم” وهي التي تتواجدُ طبيعياً على سطحِ الجلدِ؛ لتتحلّلَ وتُحدثَ تفاعلاتٍ كيميائيةً؛ تؤدي إلى تهيُّجِ الجلدِ والتهابِه، وظهورِ البثورِ ذاتِ اللونِ الأصفرِ، والتي تحتوي على الصديدِ.

ثانياً العواملُ المساعِدة:
مِثلَ استعمالِ “المكياج” وبعضِ المساحيقِ التجميليةِ لفتراتٍ طويلة, وتناوُلِ بعضِ الأدويةِ؛ مِثلَ أقراصِ “الكورتيزون” والعلاجاتِ الهرمونيةِ المختلفة, وتناولِ الأطعمةِ التي تحتوي على دهونٍ وسكرياتٍ، وتوابلٍ بكمياتٍ كبيرة, والضغطِ النفسي والعصبي, وكذلك التعرُّضِ المستمر للأتربةِ والغبارِ, والعبثِ بالبشرةِ، والضغطِ على البثورِ ومحاولةِ تفريغِها بطريقةٍ غيرِ طبيةٍ، وطبعاً الخلَلُ في الدورةِ الشهريةِ عند السيداتِ.

أنواعُ حبِّ الشباب:
يُصنَّفُ حبُّ الشبابِ حسبَ شِدّتهِ؛ إلى بسيطٍ ومتوسطٍ وشديد, وكذلك هناك تصنيفٌ آخَرُ حسبَ نوعِ البثورِ التي تظهرُ على البشرةِ.
والبثورُ في حبِّ الشبابِ كثيرةٌ، مثلَ الزيوان (الأبيض والأسود), البثورُ الصغيرةُ التي تحتوي على كميةٍ صغيرةٍ من الصديدِ, البثورُ الصغيرةُ الصلبة, الأكياسُ الدهنيةُ, الندباتُ, والدماملُ، وتحديدُ نوعِ البثورِ يساعدُ في اختيارِ العلاجِ المناسب.
إنّ أكثرَ المناطقِ عرضةً لظهورِ بثورِ حبَّ الشبابِ؛ هي الوجهُ ( الجَبين والذقن) والرقبة والكتفينِ، وكذلك أعلى الظهرِ والصدر..

ما هي أنواعُ حبِّ الشباب؟
حبُّ الشبابِ الشائع.
حبُّ الشبابِ الزيواني.
حبُّ الشبابِ المُكبّب.
حبُّ الشبابِ بسببِ الأدويةِ.
حبُّ الشبابِ الندبي.
حبُّ الشبابِ الناتج عن مستحضراتِ التجميل.
حبُّ الشبابِ الوليدي ( عند حديثي الولادة)
حبُّ الشبابِ المهني.
حبُّ الشبابِ المتقرِّح.

علاجُ حبِّ الشباب:
في الحالاتِ الخفيفةِ والمتوسطةِ؛ ننصحُ باستخدامِ صابونٍ أو غسولٍ للوجهِ، للبشرةِ الدهنية؛ ليخفّفَ من دهنيةِ البشرةِ، وينظِّفَها جيداً من الجراثيمِ والأتربةِ، مع استخدامِ دهاناتٍ موضعيةٍ تعتمدُ على نوعِ البثورِ، فإذا كانت غالبيةُ البثورِ على شكلِ زيوان؛ فننصحُ باستخدامِ الكريماتِ المقشِّرةِ، التي تحتوي على مادةِ “التريتينون” أو حمضِ الصفصاف.

أمّا إذا كانت البثورُ صغيرةً، ولكنْ ملتهبةً، فننصحُ باستخدامِ الكريماتِ المضادةِ للالتهابِ؛ مِثلَ التي تحتوي على مادة( البنزيل بيروكسيد او الكليندمايسين او الازيثرومايسين)

أمّا في الحالاتِ الشديدةِ؛ فيلزمُ مع ما سبقَ من وصفٍ للدهاناتِ؛  تناولُ المضاداتِ الحيويةِ الفعالةِ في علاجِ حبِّ الشبابِ؛ مِثل (الدوكسيسيكلين أو الازيثرومايسين) أمّا في بعض الحالاتِ الشديدةِ جداً؛ مثلَ حبِّ الشبابِ الندبي، أو في حالِ عدمِ الاستجابةِ للعلاجاتِ السابقةِ؛ فننصحُ بتناولِ نوعٍ محدَّدٍ من الأقراصِ التي تحتوي على مادةِ ازيتروتينين (رؤاكوتان) ولكنْ بوصفةِ الطبيبِ المختصِّ؛ لتجنُّبِ المضاعفاتِ الكثيرةِ لهذا الدواء.

وهنا يجبُ علينا أنْ نعيَ جيداً أنّ حبَّ الشبابِ مرضٌ يحتاجُ إلى علاجاتٍ مكثَّفةٍ، ولفتراتٍ طويلةٍ لا تقلُّ عن ستةِ شهورٍ، مع عدمِ الاستعجالِ في النتائجِ،  وعدمِ ترْكِه بدونِ علاجٍ؛ اعتقاداً بأنه سوفَ يزولُ تلقائياً بعدَ فترةٍ من الزمنِ، مع عدمِ العبثِ والضغطِ على البثورِ؛ بهدفِ تفريغِ محتواها؛ لأنّ ذلك يؤدي إلى مضاعفاتٍ أخرى؛ مِثلَ ظهورِ البقعِ البنيّةِ مكانَ البثورِ، والتي يكونُ علاجُها أطولَ من علاجِ حَبِّ الشبابِ نفسِه.
وأقصرُ طريقٍ للعلاجِ؛ هو التوجُّه للطبيبِ أخصائي الأمراضِ الجلديةِ؛ لوصفِ العلاجِ المناسبِ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى