غير مصنف

شبابنا : نظرتهم إلى الواقع ما بين التفاؤل والتشاؤم

 استطلاع: السعادة

 التفاؤل هو وقود الروح الذي يمد الشخص بحالة إيجابية تجعله يرى الفرص المتاحة بدلاً من الفرص الضائعة وينظر إلى ما يملكه بدل أن ينظر إلى ما يخسره، كذلك هو الذي ينير للشباب طريق الأمل والنجاح وهو الذي يبني لهم المستقبل، ففي ظل الظروف التي يعيشها شبابنا كيف ينظرون إلى واقعهم هل نظرتهم تفاؤلية أم تشاؤمية؟

 منى أبو عرجة، تنظر للواقع الفلسطيني نظرة تفاؤلية بحتة، فبرغم ما يمر به المجتمع الفلسطيني، إلا أن الحياة تسير في مسارها الطبيعي، وتقول: “التفاؤل في الحياة سر من أسرار النجاح، فلكي ترتقي وتطور من نفسك عليك أن تكون متفائلاً، ففي النهاية يصب في مصلحتك ومستقبلك”.

وتبين أن على الإنسان أن يسعى ويبحث ليصل إلى ما يريد وذلك لا يأتي إلا بالتفاؤل داخله، لأنه سيجد فرصته في الحياة، وعليه أن لا يستسلم عند أول مشكلة تواجهه ويشعر باليأس والفشل ويقف مكتوف الأيدي، مستنكرة على الشباب الذين يتمنون أن يسافروا إلى الخارج لإيجاد فرص عملهم ويرسموا أحلامهم في بلد غير بلدهم.

“التفـــاؤل يولد الأمــل ومن الأمـــل يولد العمــل ومن العمــل يولد النجــاح” بهذه العبارة تحدثت للسعادة إلهام سعدة، وتقول: “حين تخرجت من الجامعة بدأت رحلتي في البحث عن عمل، طرقت جميع الأبواب، ومن كثرة محاولاتي كان البعض يقول لي صعب أن تجدي عمل في هذه الأوضاع، لكن إصراري وتفاؤلي كان أقوى من الجميع، ورغم ذلك لم أشعر باليأس فتوجهت إلى المؤسسات للعمل التطوعي فيها وأثبت نفسي وجدارتي على العمل وطورت من مهاراتي فأصبحت ذات خبرة  في مجال تخصصي على أرض الواقع”.

وترى أن تفاؤلها في إيجاد عمل لها قادها إلى التطوع في المؤسسات وبعدها قررت أن تحصل على دورات في مجال التنمية البشرية لتصقل شخصيتها بالمزيد من المعرفة وتقول: “ما زلت على أمل لإيجاد وظيفة وبالتفاؤل سوف أحصل عليها”. وتستغرب إلهام من الذين يعلقون فشلهم على شماعة الوضع السياسي التي يمر به المجتمع.

 الشاب ضياء الأغا، “27 عاما”،  يختلف بنظرته عن سابقيه فيقول: “يعانى الواقع الفلسطيني من حالة إحباط عامة جراء الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية المعقدة والتي تنعكس على حياة الشباب في محاور رئيسية كالبطالة وقلة الفرص، إضافة إلى وقت الفراغ الكبير، وعدم مقدرة الشباب على تحقيق طموحاتهم وأحلامهم الشخصية على صعيد العمل والعائلة، وهذا لاشك يعكس حالة من الإحباط للشباب”.

  في حين يعتبر أيمن عبد الله “22عاما” أن هذه المعطيات يجب أن لا تكون معيقاً أمام إنجاز الشباب بل يجب أن تكون حافزاً للإبداع والانطلاق وتحدي الواقع الصعب. و”قد أثبت الشباب في تجارب عدة قدرتهم على التغلب على مصاعب الحياة”.

شمعة أمل

بينما  ينظر سلطان ناصر، للواقع الفلسطيني وخاصة غزة بصورة جميلة جداً رغم أن الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية صعبة نتيجة وجود حالة الانقسام السياسي بين غزة والضفة والحصار الإسرائيلي المفروض علينا منذ أكثر من أربع سنوات.

ويضيف: “تخرجت من جامعة الأزهر قسم اللغة العربية وإعلام قبل عام، لكن لم أصدم بالواقع خاصة فيما يتعلق في موضوع فرص العمل، مع أنني حتى هذه اللحظة لا أعمل، لكن من خلال تفاؤلي وإيماني القوي بأن الفرصة لم يأتي وقتها، لم أجلس واضعاً يدي على خدي كحال بعض الشباب، بدأت أبحث عن العديد من الأماكن للتدريب من خلالها كي أجد مكاناً في عالم الصحافة، وبدأ شعاع شمعة الأمل في قلبي يكبر مع الوقت.

ويرى محمد عمار أن الأوضاع التي يمر بها المجتمع تجعل الشباب يشعرون بنوع من اليأس من فترة لأخرى فيقول: “لا شيء يجعل الشاب منا يشعر بالتفاؤل، كل ما يحيط بنا محبط، فلا وظائف متوفرة لكل الشباب ولا معابر مفتوحة، والأسعار مرتفعة، فالأبواب مغلقة أمامنا وأحلامنا مبخرة ومستقبلنا مجهول”.

ويتابع: “أشعر أحياناً باليأس فأصاب بالاكتئاب، لكن سرعان ما أعود لحالتي الطبيعية لأنه واقع فرض علينا يجب التكيف وفقه.”

 بذرة الحياة الأولى

ويقول الأخصائي النفسي إياد القواسمي: “التفاؤل بذرة الحياة الأولى وقد أثبت بالتجربة أن النظرة المتفائلة للأمور تحفز العقل الواعي على الاحتفاظ بقوته وتحفزه على العمل, فمن أراد الخير فلابد أن يسلك الطريق إليه”.

ويضيف: “الشخص الذي ينسج أفكاراً ايجابية متفائلة يصبح ناجحاً، وإذا كان متشائماً فقد يفشل وحينئذٍ فلا يلوم إلا نفسه. وللأسف المتشائم لا يجيد التكيف مع الأوضاع الجديدة، لأن موقفه سلبي يعميه عن رؤية الحلول الممكنة.

ويوضح أن التفاؤل يولد سكينة النفس والرضا والثقة بالنفس ويمنح قدرات واستعدادات وطاقات نفسية لا يملكها إلا الإنسان الناجح الطموح، كما أنه سنة نبوية، فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يحب الفأل الحسن وينهى عن التشاؤم والتطير، حيث قال “تفاءلوا بالخير تجدوه»” .

ويبين أن الإنسان الذي يريد أن يصنع مستقبلاً باهراً له ؛عليه أن يكون متفائلاً لا يعرف لليأس طريقاً، حتى برغم ما يحيطه من أشواك، فأي مشكله لها حل، ولكن عليك بأن تكون صاحب العقل المبتكر والمتفائل، فتصبح أكثر سعادة وأوفر صحة وأقدر على إيجاد حلول للمشاكل إذ يواجهها بالقول سوف أتمكن من معالجة هذه المسألة أو هذا التحدي”.

ويقول: “لا تقف مكتوف الأيدي حاول مرة ومرتين كي تصل إلى ما تريد، وهذا لا يأتي إلا بالتفاؤل وبرمجة العقل بأنك تريد أن تصبح هكذا وتعمل هنا وهناك، فتجد الأمور أمامك في متناول اليد لا تنتظر أن يأتي أحد لبيتك ليوظفك، ولا ترجع تقصيرك ويأسك على الآخرين، فأنت المسئول كن المبادر في كل شيء”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى