ماذا أتخصَّصُ في دراستي ما بعدَ التوجيهي؟

بقلم: مهيب ابو القمبز
الحياةُ محطَّات، ما إنْ تنتهي واحدةٌ حتى تتبَعُها التالية. فطالبُ الثانويةِ العامةِ ما إنْ ينتهي من سلسلةِ الكوابيسِ؛ حتى يأتيَ كابوسٌ جديدٌ اسمُه “التخصُّصُ الجامعي”. ويَعُدُّهُ الكثيرُ كابوساً، لأنه في الغالبِ سيحدِّدُ مصيرَ الإنسانِ مِهنياً.
فالاختيارُ يجبُ أنْ يكونَ مبنياً على عِدَّةِ معاييرَ منها، رغبةُ الطالبِ، ومشاورةُ أهلِ الاختصاص، وحاجةُ سوقِ العمل. فالأمرُ ليس هوىً ولا قَمْعاً. وسوفَ أسرُدُ بعضَ النصائحِ هنا:
يجبُ أنْ يُحبَّ الطالبُ التخصُّصَ المطلوب، فهذا من الشروطِ المطلوبةِ للتفوُّقِِ في الدراسة.
البحثُ عن التخصُّصاتِ النادرةِ، والتي لها حضورٌ قويٌّ في سوقِ العملِ أمْرٌ مطلوبٌ.
التنوُّعُ في التخصُّصِ يخلُقُ ميزةً تنافسيةً* للطالب، لذلك يجبُ تحرِّي التخصُّصاتِ النادرةِ، والتخصُّصاتِ التي لها سوقُ عملٍ مفتوح، والتخصُّصاتِ التي تتيحُ لكَ العملَ في أكثرَ من مجال.
التخصُّصاتُ المِهنيةُ مطلوبةٌ؛ وليس فقط التخصُّصاتُ العلميةُ والأدبية. فطلبةُ الدراساتِ المِهنيةِ أمامَهم سوقُ عملٍ واسعٍ، وأكادُ أجزِمُ أنَّ بعضَ المِهنيينَ يُدِرُّ دخْلاً أعلى من دخْلِ الموظفِ العادي.
الحرصُ على حضورِ دوراتٍ أو ورشاتِ عملٍ حولَ التخصُّصِ الدراسي؛ فهي تساعدُ في تخطيطِ الهدفِ الدراسيِّ للطالب.
لا تجعلوا المُعدَّلَ العالي يدفعُكم أمامَ خَياراتٍ ضيِّقة، فالأمرُ ليس مجردَ معدَّلاتٍ عاليةٍ، بل المُهمُّ هو الإبداعُ في تخصُّصِكَ، والحصولُ على الخِبرةِ المطلوبةِ لسوقِ العملِ، وبالتالي خدمةُ وطنِكَ ودينِكَ.
أُبارِكُ للناجحينَ؛ وأتمنَّى لهم تخصُّصاً سعيداً وحظاً أوفرَ للبقية.
(*) الميزةُ التنافسية: تعني أنْ يكونَ للطالبِ ما يُميِّزُه عن غيرِه ؛فيؤهِّلَهُ لدخولِ سوقِ العملِ أسرعَ من غيرِه.