عبد الغفور .. من تحت الأنقاض إلى لوحة الشرف

الثريا_ إسراء أبوزايدة
في تحدٍ للظروف وبإصرار كبير وإثبات للذات، استطاعت حنان أنور عبد الغفور أن تعلن تفوقها في الريح من بين زخات الصواريخ التي حولت سماء غزة إلى غيمة سوداء، فقطعت عهداً مع نفسها أن تثأر للدماء الطاهرة التي عطرت شوارع وأحياء ومدن غزة بسلاح العلم والتفوق.
لم يكن تدمير منزل الطالبة عبد الغفور؛ عائقاً أمام حصدها أعلى الدرجات والتفوق لهذا العام، متجاوزة آلامها وجراحها التي لاتزال تعيش فصولها لهذا اليوم، لتؤكد للعالم أجمع على وجود إرادة فلسطينية صلبة رغم الصعاب.
الطالبة عبد الغفور من الناجين بأعجوبة من العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع، حيث تم انتشالها من تحت الأنقاض بعد قصف منزل عائلتها في مدينة خانيونس.
دموع الفرح
بدت ملامح الفرحة على وجه حنان وهي تستقبل التهاني من أقاربها وأهالي منطقتها، في بقايا منزلهم الذي يذِكرهم كل ركن فيه بالمأساة التي حلَت عليهم في اليوم السادس عشر للعدوان على غزة، فاستبدل الجميع معالم الحزن بدموع الفرحة، بعد إعلان نتائج الثانوية العامة التي انتزعت فيها حنان تفوقاً باهراً بمعدل (98.1%) في الفرع العلمي لتنال المرتبة التاسعة على هذا الفرع في قلعة الصمود.
تحدي الظروف
وعن صعوبة فترة الدراسة في ظل بيت النايلون الذي تقطن فيه على أنقاض منزلها، تقول: “لا شك بأن الأمور لم تكن سهلة، ففي الشتاء كان هناك برد شديد، وفي الصيف حر،، ولكن إرادتنا أقوى وتوفيق الله معنا، ودعم والدي كان خير معين لي”.
وتضيف:” تفوقي رسالة للاحتلال، بأننا سنواصل حياتنا، ونحقق التفوق، ونخرّج العلماء من تحت الركام”. ويعتقد ذوو حنان أن الظروف الصعبة التي مرت بها منذ نجاتها من الموت ثم تشرد العائلة ولجوئها لاحقاً لهذا المنزل المؤقت أثر على نتيجتها، حيث كان الجميع يأمل أن تكون ضمن أوائل الوطن، لا سيما وأن معدلها خلال السنوات الدراسية السابقة لا يقل عن نسبة (99%).
طبيبة المستقبل
وتسعى حنان لدراسة الطب في تحدٍّ آخر للظروف الصعبة التي تمر بها، متأملة أن تنجح في الحصول على منحة تساعدها على تحقيق تطلعاتها وطموحها من أجل خدمة أبناء شعبها وتحدي الاحتلال في ميدان العلم.