مرضى القلبِ والصيام
إعداد: محمود هنية
يجيبُ عن التساؤلات د. “نصر التتر” رئيسُ قسمِ القلب و الأوعية الدموية في مستشفى الشفاء.
يختلفُ مرضى القلبِ عن باقي المرضى في كونِهم يتعاطونَ عدداً كبيراً من الأدويةِ موزَّعةً على مدارِ اليومِ، وبالتالي يكونُ من الصعبِ عليهم الصيامُ، كذلك الحالُ بالنسبةِ لمرضى الشرايينِ الذين يتعاطونَ أدويةً ما تحتَ اللسانِ عند الإصابةِ بنوباتِ الألم.
كما أنَّ نسبةً كبيرةً من مرضى القلبِ؛ هم من أصحابِ الأعمارِ الكبيرةِ؛ الذين يعانونَ من أمراضٍ مزمِنةٍ مثل السكري وارتفاعِ ضغطِ الدمِ، والكولسترول، و بالتالي يكونُ من الصعبِ صيامُهم.
وبالنسبةِ للمرضى من صغارِ السنِّ المصابينَ بارتجافِ الأُذينِ الأيسرِ، وبعضِ مرضى انسدادِ الشرايينِ الذين تمَّ علاجُهم عن طريقِ القسطرةِ، أو الجراحةِ، فهؤلاءِ قادرونَ على الصومِ، وبشكلٍ عام فإنَّ النصيحةَ التي ننصحُ بها؛ أنه على المريضِ بالقلبِ خاصةً كبارَ السنِّ والنساءَ على وجهِ التحديدِ تجرِبةَ الصومِ، وفى حالِ قدرتِهم يمكنُ لهم استكمالُ الصيامِ، ولكنْ عند الشعورِ بالإرهاقِ أو تسارعِ ضرباتِ القلبِ، وألمِ الصدرِ، و التعرُّقِ الشديدِ؛ فإنه يُنصَحُ في هذه الحالةِ بالإفطارِ تجنُّباً لحدوثِ أيِّ مضاعفات.
ويُفضَّلُ أنْ يتمَّ إجراءُ كشفٍ كاملٍ قبل بدايةِ شهرِ رمضان؛ للتأكُدِ من قدرةِ المريضِ على تحمُّلِ الصومِ وسلامةِ كافةِ أعضاءِِ الجسمِ مع التأكدِ من تناولِ أدويةِ الضغطِ خلالَ السَّحور، وعدمِ تناولِ أدويةِ السكرِ إلاّ بعد الإفطارِ، وخفْضِ المِلحِ في الطعامِ، مع تناولِ الأطعمةِ المشويةِ والمسلوقة.
من هم مرضى القلبِ الذين يُنصحونَ بعدمِ الصيام؟
المرضى المصابونَ بفشلِ القلبِ (قصورُ القلب) غيرِ المستقرِّ، ومرضى الذبحةِ الصدريةِ غيرِ المستقرَّة، أو غيرِ المستجيبةِ للعلاج، كذلك مرضى الجلطةِ القلبيةِ الحديثة، وحالاتُ التضييقِ الشديدِ أو القصورِ الشديدِ في صمَّاماتِ القلب، كذلك الحُمَّى الرئويةُ (الروماتيزمية) النشِطة، وفي حالةِ الاضطراباتِ الخطيرةِ في نُظمِ القلب، كذلك خلال فترةِ الأسابيعِ التي تعقُبُ عملياتِ جراحةِ القلب.
