الدرر العشر..غمسة في الجنة تنسي أشقى أهل الدنيا شقاءهم

أعدته/ فاطمة عبد الله
كلنا سعدنا بالضيف الكريم، الذي تتوق له القلوب والأرواح، ورحب به كل منا على طريقته الخاصة، بعضنا فكر في الإعداد لاستقباله واستثماره ربما بنفس الطريقة التي اعتدنا عليها (الصوم، الحفاظ على صلاة التراويح ما أمكننا، الإكثار من صدقة السر والعلن، دعوة الأهل والأصدقاء للإفطار لأخذ ثواب إفطار صائم وثواب التراحم وصلة الأرحام).
والبعض الآخر فكر في أن يكون رمضان هذا العام مختلفا بعض الشيء يزيد فيه من عبادته ويطور منها ليعدد نياته ويجعلها عبادة إيجابية تغير من نفسه وممن حوله.
لكن الضيف الكريم يوشك أن يرحل، فقد ذهبت عشر الرحمة والمغفرة ولم يبق إلا عشر العتق، فرمضان مدرسة روحية وتربوية، وهذه المدرسة تتأكد في العشر الأواخر من رمضان هذا ما أكد عليه الدكتور يوسف فرحات مدير عام الوعظ والإرشاد بوزارة الأوقاف، ويضيف إلى أن رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، كان إذا دخلت العشر الأواخر من رمضان يشد المئزر ويوقظ أهله في الليل ، حيث في هذه الليالي ليلة خير من ألف شهر، وهذه الليلة مبهمة ليجتهد المسلمون في تحصيلها وتحصيل ثوابها.
ويتابع د. فرحات:” اختلف في أي من الأيام هذه الليلة المباركة إلا أن الراجح أنها تأتى في الليالي الفردية من العشر الأواخر، وأرجح الأقوال أنها في السابع والعشرين من رمضان إلا أنه على الإنسان المسلم أن يجتهد في جميع أيام العشر ليكسب الأجر والثواب”.
ويشير د. فرحات أن أهم الأعمال المستحبة في هذه الأيام بالإضافة إلى الصيام يفترض أن يكون جهده مضاعفا في هذه الأيام العشر مع الاجتهاد في إحياء الليالي سواء كان كل الليل أو بعضه منوها إلى حديث عائشة رضي الله عنها أن الرسول كان إذا أحيا الليل ينام قسطا من الراحة فكان لا يحيي الليل كله كان ينام الثلث الأول ويحيي الثلث الثاني وينام الثلث الثالث”.
ويردف د. فرحات :” لابد في هذه الليالي من الاجتهاد وأداء صلاة التهجد “قيام الليل ” وهي من أحب الأعمال في هذه الأيام بالإضافة إلى الصدقات والزكاة، حيث يفضل الكثير من الناس التصدق بصدقة الفطر في هذه الأيام لما لهذه الأعمال من عظيم الأجر والثواب في هذه الأيام فإنها فرصة العمر وغنيمة لمن وفقه الله عز وجل فلا ينبغي للمسلم العاقل أن يفوّت هذه الفرصة الثمينة على نفسه وأهله فما هي إلا ليال معدودة ربما يُدرك الإنسان فيها نفحة من نفحات المولى فتكون سعادة له في الدنيا والآخرة.
و يوجه د. فرحات رسالته للقراء :” إن افتتحت شهرك بالإحسان فإياك أن تكون كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا، فتتكاسل وتتشاغل عند الحصاد وعند الاقتراب من نهاية السباق في شهر السباق، فأكثرِ القيام وأطلِ السجود وارفع يديك واجعل دموع قلبك تسبق دموع عينيك والزم الباب وتأدب في قرعه بالابتداء بالمحامد والثناء والتثنية بالصلاة على النبي الأمي الإمام مستفتح دار السلام، وتذكر أن غمسة واحدة في الجنة تنسي أشقى أهل هذه الدنيا كل ما كان فيها من آلام وكروب وأحزان .
وينبه د. فرحات إلى جانب الأفكار السابقة يمكن التكثيف من ممارسة بعض الأنشطة منها:
- الإكثار من صلة الرحم بالزيارة أو الاتصال الهاتفي، وأعظم الصلة للوالدين ثم الأقرب فالأقرب مع اختيار الوقت المناسب، خصوصا مع قدوم العيد والتهنئة والتواصل فيه.
- الدرس اليومي لأفراد الأسرة بموعد مناسب يجلس فيه أفراد الأسرة جميعاً لمدة يسيرة يطالعون فيه جزءا من كتاب أو يعرضون فيه لمناقشة موضوع ما، أو يطلب من الأولاد أن يقرأ كل منهم قصة أحد الصحابة ليحكيها للأسرة في هذا الموعد.
- في ظِلال آية: جلسة أسرية قصيرة لمدة عشر دقائق قبل التراويح، يتلوها أحد الصغار بالمنزل قراءة مجودة، ثم يعقب الوالد أو الوالدة على الآيات، مع ربطها بالحياة، ويمكن تخير الآيات التي يرى الوالدان أنها تقابل أخلاقا يريدون غرسها في نفوس الصغار أو مرتبطة بسلوك يريدون تصحيحه.
- المسابقة الأسرية فيمكن تحديد سورة معينة من قصار السور للحفظ خلال الأيام العشر المتبقية من الشهر يشارك الصغار والكبار فيها ولتوزع الجوائز في حفل عائلي أول أيام العيد.
- صندوق الصدقة يتم وضعه في مكان بارز في المنزل يكون فيه بداية تعويد للأسرة على الإنفاق في أوجه الخير المتنوعة، يضع كل فيه من مصروفه الشخصي أو يجعلها جزءا من استغفاره عن أي مخالفة يرتكبها في هذه الأيام.
- المكتبة السمعية ليتسنى مثلا سماع الأم في المطبخ للأشرطة أو البرامج المفيدة أثناء إعداد الوجبات.
- الملابس المستعملة ونحن على أعتاب العيد حيث تجمع الأسرة الملابس المستعملة الزائدة عن الحاجة وتقوم بغسلها وكيها لتوزيعها على الفقراء والمحتاجين.