عين على القدس

على أبوابِ بيتِ المقدس.. صراعٌ بين الحقِّ والباطلِ واضحُ المعالمِ.

الثريا_ إسراء أبوزايدة

عادت أذرعُ الاحتلال لسابقِ عهدها من اقتحام المسجدِ الأقصى، والدعوةِ لفعالياتٍ تهويدية، بعد الهدوءِ النسبيّ في شهر رمضان المبارك، فلم يَعُدْ يَخفى على أحدٍ سعيُ سلطاتِ الاحتلال “الإسرائيلي” ومن خلفِها منظماتُ الهيكل،  إقصاءَ المسلمين عن المسجدِ الأقصى، وإقامةُ معبدِ قرابين على أنقاضِه، فبينما يدخلُه المسلمون للصلاةِ والعبادة، يقتحمُه نشطاءُ الهيكلِ والمستوطنون؛ للاستيلاءِ عليه، وفرْضِ وجودِهم الغريب فيه، بشتَّى الوسائلِ القمعيةِ، تحتَ حماية قواتِ الاحتلال، ويغلقون أبوابَه في وجهِ المُصلّينَ والمرابطينَ، في محاولةٍ منهم لتوفيرِ الحراسةِ للمستوطنينَ، وتمكينِهم من اقتحامِه في ذِكرى ما يسمّى “خراب الهيكل”.

“زينة عمرو” إحدى المرابطاتِ، من سكانِ مدينة القدسِ، تقول لـ “الثريا”:” أخرجُ منذُ ساعاتِ الفجرِ؛ للرباطِ على أبوابِ المسجدالأقصى، رغم منعي من الدخولِ!، لكنها رسالتُنا للمحتلِّ: “لن نتهاونَ في الدفاعِ عن أقصانا، مَهما كلَّفنا ذلك”.
وتضيفُ عمرو:” معظمُ أهالي بلدة القدسِ القديمة؛ توَجَّهوا نحوَ أبوابِ المسجدِ الأقصى للدفاعِ عنه، إلاّ أنّ قواتٍ كبيرةً مدجَّجةً، وأعداداً ضخمةً من جنود الاحتلالِ؛ اقتحموا الأقصى مجدَّداً”.

شهاداتٌ حيّة

كما وتقولُ المرابطةُ خديجة خويص لـ(الثريا):” لقد استبسلَ أشاوسُ القدسِ، وشبابُ الداخلِ في الرباطِ على الأبوابِ، والدفاعِ عن شرفِهم وأخواتِهم، فجزاهمُ اللهُ عن الرباطِ والمرابطاتِ خيرًا”.
وتضيف:” ولكنْ ما لم يتمّْ نشرُه؛  لأنه حدثَ بعدَ مغادرةِ الإعلامِ، وبعد مغادرةِ الرجالِ إلى رواحلِهم، حدثَ أنْ تمَّ شتمُ الرسولِ- صلى الله عليه وسلم- مرّتينِ، من قِبل المقتحِمين الخارجينَ من الأقصى”.
وتتابع:” وتمَّ سحبُ فتاةٍ إلى داخلِ بقالةٍ صغيرةٍ؛ اجتمع عليها سبعةٌ من الجنودِ، خلعوا حجابَها، وشدوا شعرَها وضربوها، ووجّهوا لها كلماتٍ نابيةً، كنا اثنتينِ معها، وشابينِ قاما بما يستطيعانِ، ولم نكنْ نملكُ نحن إلا البكاءَ على أمّةٍ نائمة”!

من جانبه، يقولُ أحدُ حراسِ المسجد الأقصى:” إنّ أكثرَ من (160) مستوطناً؛ اقتحموا باحاتِ المسجدِ الأقصى، من بينهم شخصياتٌ رسميةٌ إسرائيلية”، مبيّناً بأنّ أكثرَ من ألفينِ جنديٍّ من القواتِ الخاصةِ الإسرائيليةِ التابعةِ لجيشِ الاحتلالِ؛ اقتحموا المسجدَ الأقصى، وانتشروا في باحاتِه.. كما اعتلُوا الأسطحَ المجاورةَ.

ويضيف:” تمكنَ أعدادٌ قليلةٌ من المصلينَ والمرابطينَ من البقاءِ في المسجدِ الأقصى، والتصدّي لاقتحاماتِ قواتِ الاحتلال”، موضّحاً بأنّ  قواتِ الاحتلالِ ألحقتْ أضراراً كبيرةً  بالمُصلي القِبلي، وحطّمتْ بابَه، وعدداً من النوافذِ، كما ألحقتْ كذلك أضراراً بسجّادِ المُصلّى، بعدَ إلقاءِ القنابلِ الصوتيةِ داخله.

اعتداءٌ على المَسرى :

كما وألحقَ اقتحامُ مئاتِ العناصرِ، من الوحدةِ الخاصةِ في جيشِ الاحتلالِ، للمسجدِ الأقصى، جُملةً من الأضرارِ في مُصلّياتِ المسجدِ ومرافقِه وباحاتِه.
مديرُ المسجدِ الأقصى “عمرو الكسواني”؛ يعقّبُ على أحداثِ المسجدِ الأقصى لـ”الثريا”:” اقتحمَ جنودٌ -من قواتِ الوحدةِ الخاصةِ- باحاتِ المسجدِ الأقصى، منذُ ساعاتِ فجرِ يومِ الأحدِ، وحاصروه واعتلوا أسطحَ مُصلياتِه ومَرافقِه، تمهيداً لتوفيرِ الحراسةِa للمستوطنينِ المقتحِمين”.
ويضيفُ الكسواني:”  تعمّدتْ عناصرُ الاحتلالِ إلحاقَ الأضرارِ بمُصلّياتِ المسجد، كما تعمّدتْ تحطيمَ أبوابِه، خلالَ محاولةِ خلعِها لاقتحامِه، وقمعِ المرابطينَ المعتصمينَ داخلَ المُصلّى القِبلي”.

ويشيرُ “الكسواني” إلى أنّ آثارَ الغازِ المُسيلِ للدموعِ، وغازِ الفُلفلِ؛ ما زال على سجادِ المصلياتِ، وهو ما قد يمنعُ المصلّينَ من الصلاة داخلَه؛ خشيةَ حصولِ حالاتِ اختناقِ، خاصةً وأنّ آثارَ الغازِ بحاجةٍ لساعاتٍ طويلةٍ حتى تختفي، موضّحاً أنّ قواتِ الاحتلالِ تعمّدتْ إلحاقَ أضرارٍ كذلك  بطفّاياتِ الحريق، وإلقاءَ القنابلِ الصوتيةِ تُجاهَ خرطومِ المياهِ الخاصِّ بمنظومةِ إطفاءِ الحرائقِ؛ ما أدّى لتضرُّرِه بالكاملِ.

كما وحطّمتْ قواتُ الاحتلالِ عدداً من نوافذِ المُصلّى القِبلي الزجاجيةِ والجبسيةٍ، وقصّتْ حديدَ النوافذِ؛ لإطلاقِ النارِ والغازِ تُجاهَ المرابطينَ داخلَه.
وفي سياقٍ متصلٍ، يؤكّدُ “الكسواني” أنّ قواتِ الاحتلالِ اعتدتْ بشكلٍ عنيفٍ وكبيرٍ على حراسِ المسجدِ الأقصى، وموظفي الأوقافِ، ومنعتْ عدداً كبيراً منهم من دخولِ باحاتِ المسجدِ، ومواصلةِ أعمالِهم؛ ما أدّى لتعطُلِ دوائرِه ، لافتاً إلى أنّ الاحتلالَ هدفَ من اعتدائهِ المتعمّدِ إلى إبعادِهم عن المسجدِ الأقصى.

ودولياً أدانت المملكةُ المغربيةُ –بشدّة- التصعيدَ الخطيرَ، وغيرَ المقبولِ؛ الذي يمسُّ حُرمةَ المسجدِ الأقصى، بهدفِ التمهيدِ للاستيلاءِ عليه، من خلالِ محاولةِ تقسيمِه “زمانياً ومكانياً”، مطالِبةً بوقفِ كلِّ الإجراءاتِ التصعيديةِ الإسرائيليةِ المتخَذةِ ضدَّ الفلسطينيينَ، والراميةِ لفرضِ أمرٍ واقعٍ جديدٍ على الأرضِ.

وفي ذاتِ السياقِ، دعتْ أحزابٌ ونقاباتٌ أردنيةٌ ” لِجُمعة غضبٍ” في الأردن، يومَ الجمعةِ المُقبلِ، نصرةً للمسجدِ الأقصى، بعُنوانِ “جمعةُ الغضبِ للمسجدِ الأقصى، ونصرةً للمرابطاتِ والحرائرِ”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى