كيف تجنب طفلك الغيرة السامة؟

الثريا: خاص
يجيبُ عن التساؤل ”حسن أبو العمرين” مسئولُ التوجيهِ والإرشادِ الاجتماعيِّ النفسيِّ في الجامعةِ الإسلامية
طفلي ذو السبعةِ أعوام يغارُ من أبناءِ عمِّه كثيراً؛ لدرجةٍ تصلُ إلى ضربِهم و شتْمِهم، كيف أُخلِّصُه من ذلك؟
الغَيرةُ حالةٌ انفعاليةٌ يشعرُ بها الشخص، ويحاولُ إخفاءَها، ولا تظهرُ إلاّ من خلالِ أفعالٍ سلوكية، وتعدُّ الغَيرةُ أحدَ المشاعرِ الطبيعيةِ الموجودةِ عند الإنسانِ كالحُبِّ، ولذلك يجبُ على الوالدينِ تقبُّل ذلك، فالقليلُ من الغيرةِ حافزٌ على المنافسةِ والتفوق، أمّا الكثيرُ منها؛ فإنه مضِرٌّ لشخصيةِ ونموِّ الطفل.
أمّا طُرُقُ علاجِ الغَيرةِ أثناءَ تربيةِ الأطفالِ:
يجبُ على الأمّهاتِ عند تربيةِ الأطفالِ غرْسَ بعضِ القِيمِ التربويةِ التي تساعدُ على نبْذِ مشاعرِ الغَيرةِ المرضية، ومن هذه القيم: إشعارُ الطفلِ بقيمتِه ومكانتِه في الأسرةِ والمدرسةِ وبين الزملاء، وتعليمُه منذُ الصِّغرِ أنّ الحياةَ أخْذٌ وعطاء، وأنه يجبُ على الإنسانِ أنْ يحترمَ حقوقَ الآخَرين.
كذلك تعويدُه على المنافسةِ الشريفةِ بروحٍ رياضيةٍ مع الآخَرين، وبعثُ الثقةِ في نفسِ الطفلِ، وتخفيفُ حِدَّةِ الشعورِ بالنقص، كذلك إقامةُ العلاقاتِ بين الطفلِ وأقرانِه على أساسِ المساواةِ والعدل، دون تمييزِ أو تفضيلِ أحدٍ على آخَرَ.
ويجبُ حزْمُ الآباءِ فيما يتعلقُ بمشاعرِ الغَيرةِ لدى الطفل، فلا يجوزُ إظهارُ القلقِ والاهتمامِ الزائدِ بتلكَ المشاعر.
كما أنه لا ينبغي إغفالُ الطفلِ الذي لا ينفعلُ، ولا تظهرُ عليه مشاعرُ الغَيرةِ مُطلقاً.
ويمكنُ علاجُ السلوكِ العُدوانيِّ عند الأطفالِ من خلال: الاهتمامُ باختيارِ أفلامِ الفيديو والقصصِ والمجلاتِ التي تخاطبُ عقليةَ الطفلِ، وتغرسُ فيه القِيَمَ السامية.
ومتابعةُ الوالدينِ ومراقبتُهم لبرامجِ التليفزيون التي يشاهدُها الطفل.
تجنُّبُ إثارةِ المشكلاتِ العائليةِ والخلافاتِ الأُسريةِ أمام الطفل. و من المُهِم تجنُّبُ عقْدِ مقارنةٍ بين الطفلِ وإخوتِه أو زملائه؛ لكي لا يتكوَّنَ لدى الطفلِ رغبةٌ في الانتقامِ نتيجةَ الحقدِ والغَيرةِ من أقرانِه.
وتوفيرُ مساحةٍ للطفلِ للتنفيسِ عن المشاعرِ العدوانيةِ المكبوتةِ داخلَه، من خلالِ إشراكِه في أنشطةٍ رياضيةٍ جماعيةٍ، أو مراكزَ ومخيماتِ تحفيظِ القرآنِ والرحلاتِ والفُسَحِ الجماعية.
أسألُ اللهَ لكم ولأبنائكم السعادةَ والخير …