السلبيّةُ المُقنَّعةُ

بقلم: مهيب أبو القمبز
حينما تتجولُ في صفحات “الفيسبوك” تجدُ كثيراً من الناسِ ينتقدونَ كلَّ شيءٍ؛ بدَعوى أنّ هذا واجبٌ عليهم من أجلِ المساعدةِ في تحسينِ ظروفِ المجتمعِ، وهذا صحيحٌ من الناحيةِ النظريةِ؛ إلاّ أنّ التطبيقَ يشوبُه عِلَلٌ خطيرةٌ.
قرأتُ اليومَ منشورًا لأحدِ الشخصياتِ الشهيرةِ في غزةَ على “الفيسبوك” ينتقدُ النظامَ التعليميَّ الذي جعلَ مِفتاحَ التنسيقِ إلى كليةِ الشريعةِ( 50%). المثيرُ في الموضوعِ نقطتانِ؛ الأولى هي ما يزيدُ على ( 150) تعليقاً على المنشورِ، حتى كتابةِ هذه السطورِ، كلُّها تؤكّدُ وتسبِّحُ وتحوقِلُ على الكارثةِ التي تجعلُ من خرّيجينَ حَصلوا على( 50% ) في الثانويةِ العامةِ علماءَ دِينٍ ومشايخَ المستقبلِ، النقطةُ الثانيةُ والتي أثارتْ دهشتي هي أنه لم يتطرّقْ أحدٌ إلى أنّ الجامعةَ الإسلاميةَ رفعتْ مفتاحَ التنسيقِ إلى( 68%) ممّا يجعلُه قريباً من كلياتِ الآدابِ، في حينِ أنّ جامعةَ الأزهرِ حدّدتْ التنسيقَ ب(60%).
واضحٌ أننا ما زِلنا نساهمُ كثيراً في الانغماسِ في السلبيةِ، دونَ المبادرةِ إلى إيقادِ شمعةٍ!! هل يمكنُ أنْ أسمعَ بعدَ أيامٍ عن عريضةٍ، يوقِّعُ عليها أولئك الثائرونَ، تطالبُ الجامعاتِ برفعِ تنسيقِ كليةِ الشريعةِ؛ من أجلِ تحسينِ مستوى مشايخِ المستقبلِ؟
أنا شخصياً ملَلتُ من الصراخِ الذي أسمعُه كلَّ يومٍ على الفيسبوك (كَوني مُسافراً عن غزةَ) دونَ أنْ أرى أولئكَ الصارخينَ يبادرونَ إلى تحسينِ أو محاولةِ تحسينِ الوضعِ…قليلٌ من الإيجابيةِ… رجاءً.
وحتى نلتقي…