التكافؤ في الزواج

بقلم أ. عبدُ الخالقِ البحيصي
مدير دائرة الإرشاد و الإصلاح الأسري في ديوان القضاء الشرعي
شرَّعَ الإسْلامُ الزَّواجَ لِمقاصِدٍ عَظِيمةٍ يتحققُ من خلالِها المودةَ والرحمةَ التّي تجمعُ بينَ الزوجينِ لِتكوينِ أسرةٍ مسلمةٍ خاليةٍ من المشاكلِ الاجتماعيةِ محافظةٍ على كيانِها تُساهمُ بشكلٍ ايجابيٍ في بناءِ مجتمعٍ فِلسطيني يستطيعُ أنْ يقومَ بدورهِ بكلِّ كفاءةٍ .
لهذا شرَّعَ الإسلامُ شروطاً لاختيارِ الزوجِ الصالحِ على أن يكونَ صاحبُ خلقٍ ودينٍ وكذلك َوَضعَ شروطاً للزوجةِ الصالحةِ لبيانِ ذلكَ أنَّ المرأةَ تُنكحُ لأربعِ صفات: المال ُوالجمالُ والنسبُ والدينُ وأكدَّ الإسلامُ على الدينِ فقالَ رسولُنا الكريم أفضلُ الصلاةِ والتسليمِ :”فاظفرْ بذاتِ الدينِ تربت يداك” .
وهُناكَ عاداتٌ موروثةٌ في مجتمعِنا الفِلسطيني تَتَحدثُ عن معاييرٍ أخرى لاختيارِ الزوجةِ على أنْ تكونَ اصغرُ من الزوجِ سناً والمستوى الثقافي متقاربٌ إلى درجةٍ كبيرةٍ والرغبةِ في اختيارِ البكرِ عن الثيِّبِ حتَّى يَتسنى دوامُ العشرةِ بَينَهُما.
كيفَ لشابٍ في مقتبلِ العمرِ في العشرينَ مِن عمُرهِ مازالَ طالباً جامعياً يختارُ زوجةً سبقَ لها أنْ خاضتْ تجربةَ زواجٍ فاشلةٍ مع زوجٍ سيء ِالخُلقِ لمْ يقدِّر مقاصدَ وأهدافَ الزواجِ النبيلةِ، تَعرَّفَ هذا الشابُ على الزوجةِ المطلَّقةِ عن طريقِ شقيقتهِ وتعاطفَ معها وتسَّربَ الحبُ إلى قلبِه فعزمَ على الارتباطِ بِها رغمَ فارقِ العشرِ سنواتِ بينَهما واختلالِ المِعيارِ الثقافيِّ.
ظنَّاً منه انَّه المُنقذُ وصاحبُ قلبٍ كبيرٍ لن يتأثرَ بِنصائحِ الأهلِ بانَّ هذا الزواجَ غالباً يُكتبُ عليه عدمُ الاستمراريةِ ورفضِ الوالدين هذا الزواجِ وضربت النّصائحُ جميعا ًعرضَ الحائطِ وتمَّ الزواجُ وتستمرُّ الحياةُ بينَ الزوجينِ وبعدَ صراعِ الثقافاتِ يطلبُ الزوجُ الانفصالَ عن زوجتِه بِحُجَجٍ واهيةٍ ممَّا أدى في نهايةِ الأمرِ إلى زيادةِ عددِ المطلقاتِ في مُجتمعِنا ومشاكلِ الأبناءِ والمشاهدةِ و الحضانةِ والنفقةِ و التِّي بدورِها تٌثقِلُ كاهلً الحكومةِ .
مهلا أيُّها الشابُ تروَّى وتأنَّى في اختياركِ لزوجتكِ و التِّي إن قدَّر اللهُ لكَ طولَ العمرِ سَتعيشُ مع زوجِك َعقوداً فالاختيارُ الصحيحُ و الموفقُ بدايةً يُؤدي إلى تكوينِ أسرةٍ مسلمةٍ ومجتمعٍ خالٍ من المشاكلِ .