نعم للتربية الجنسية السليمة ….لا للمعلومات المتجزئة

تقرير : محمد هنية
قد يكوم طرح هذا الموضوع جريء وقد يلامسنا الحياء للحديث عنه، إلا أن توضيحه بطريقة صحيحة اضحت ضرورة ملحة في ظل وجود هذا الانفتاح المعلوماتي الذي بات يشكل خطر على الابناء في انتقاء المعلومات و طرق توصيلها، نتحدث في هذا التقرير بنوع من الصراحة المؤدبة في آليات توصيل المعلومات للأبناء مع المختصين، حيث عادة ما يتخوف الآباء والأمهات من أسئلة الأبناء الجنسية والمحرجة، أو يتهربون من شرح الموضوع لهم،
تقول الأخصائية نجوى عوض:” الأبناء لديهم ميل طبيعي وفطري لاكتشاف الحياة بكل ما فيها، فتأتي أسئلتهم تعبيرا طبيعيا عن يقظة عقولهم، وبالتالي ينبغي على المربي ألا تربكه كثرة الأسئلة أو مضمونها، وألا يزعجه إلحاح الصغار في معرفة المزيد، بل على المربين التجاوب مع هذه الحاجة، في حين أن مجرد طرح هذه التساؤلات يثير حفيظة الآباء و الأمهات وهو ما يجب آلا يحدث”.
و تضيف الأخصائية عوض:” يفضل بدءا من سن العاشرة عند الابن، والثامنة عند البنت، أن يتم شرح التغيرات الهرمونية التي ستطرأ عليهم خلال مرحلة المراهقة، وتقدم هذه التحولات لهما على أنها ترقية ومسؤولية. ويمكن أن يتم شرح بطريقة بسيطة “.
وكما تبين الأخصائية عوض بالنسبة للفتيات :”يجب على الأم أو المربية أن تؤكد على الناحية الإيجابية لبدء الحيض، وأن تشرع في تعليم الفتاة الجوانب الشرعية للحيض، وكيف تتعامل معه، وكيفية النظافة الشخصية أثناءه، ثم كيف تتطهر منه، وما يترتب على ذلك من أحكام شرعية بالنسبة للصلاة والصيام ومسّ المصحف وغير ذلك.. وتتابعها عن كثب، وتجيبها على أسئلتها التي ترد على ذهنها بعد هذا الحوار بدون حرج، وبصورة مفتوحة تماما، ولا تتحرج من أي معلومة، لأن الفتاة إذا شعرت أن الأم أو المربية لا تعطيها المعلومة كاملة، فإنها ستبحث عنها وتصل إليها من مصدر آخر لا نعلمه، قد يحمل معلومات مغلوطة، وتتسبب بالضرر .
أما بالنسبة للفتى توضح الاخصائية عوض آلية التعامل معه فتقول:” على الأب أو المربي أن يعلماه بكافة التغييرات التي سيشهدها جسده، في الفترة المقبلة. ولا بد من إعلامه بظاهرة الاحتلام الليلي وأنها ظاهرة طبيعية للبلوغ ، ولكن يستتبع ذلك آداب شرعية خاصة بالطهارة والغسل، وإن الميل إلى الجنس الآخر شيء وارد، ولكن الإسلام حدد لنا سبل التلاقي الحلال في إطار الزواج. أما بالنسبة لأسئلة الأبناء الجنسية، فلا مانع من الإجابة عليها، ولكن بشروط”.
وتفصل الأخصائية عوض شروط الإجابة بأن تكون مناسبة لسن وحاجة الابن: فيجب التجاوب مع أسئلة الابن في حينها، وعدم تأجيلها لما له من مضرة فقدان الثقة بالسائل، وإضاعة فرصة ذهبية للخوض في الموضوع، حيث يكون الابن متحمسا ومتقبلا لما يقدم له بأكبر قسط من الاستيعاب والرضا، وأن تكون الإجابة متكاملة: بمعنى عدم اقتصار التربية هنا على المعلومات الفسيولوجية والتشريحية، لأن فضول الابن يتعدى ذلك، كذلك أن تكون مستمرة: هناك خطأ يرتكب ألا وهو الاعتقاد بأن التربية الجنسية هي معلومات تعطى مرة واحدة، دفعة واحدة، وينتهي الأمر، وذلك إنما يشير إلى رغبة الوالدين أو المربي في الانتهاء من واجبه “المزعج” بأسرع وقت، لكن يجب إعطاء المعلومات على دفعات بأشكال متعددة، مثلا مرة عن طريق كتاب، أو شريط فيديو، أو درس في المسجد، كي ترسخ في ذهنه تدريجيا ويتم استيعابها وإدراكها بما يواكب نمو عقله”.
ومن شروط الإجابة كما تبين الاخصائية عوض:” أن تكون في ظل مناخ حواري هادئ: المناخ الحواري من أهم شروط التربية الجنسية الصحيحة، فالتمرس على إقامة حوار هادئ مفعم بالمحبة، يتم تناول موضوع الجنس من خلاله، كفيل في مساعدة الأبناء للوصول إلى الفهم الصحيح لأبعاد الموضوع متوافق مع شريعتنا الإسلامية السمحاء، وأحكام ديننا الحنيف