
الثريا_ إسراء أبوزايدة
إجراءات وممارسات لا إنسانية تُمارس بحق الأسرى الفلسطينيين عموماً والصحفيين خصوصاً القابعين في زنازين الاحتلال الاسرائيلي،حيث تتفنن قوات الاحتلال ومحققيها بممارسة أقصى أنواع التعذيب والإذلال ضد الأسرى في دهاليز الاعتقال،لا سيما الصحفيون منهم، فعدسات كاميراتهم تعد الشاهد الحي الذي ينقل للعالم أجمع عنجهية الاحتلال الصهيوني، وأمام تعنت إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية لحقوق الأسرى, كان لزاماً عليهم أن يواجهوا سجّانيهم بسلاحهم الوحيد وهو الإضراب عن الطعام.
تشير زوجة الأسير الصحفي محمد القيق الإعلامية فيحاء شلش خلال اتصال هاتفي أجرته “الثريا” معها إلى أن حالة زوجها لاتزال في تدهور مستمر،لاسيما وأنه مضرب عن الطعام لأكثر من 63 يوماً، ناهيك عن المضاعفات التي طالت جسده، نتيجة تحديه السجان بمواصلة اضرابه عن الطعام.
تغذية قسرية
وتوضح شلش بأن الأسير القيق بدأ بخطوة الاضراب عن الطعام منذ (25.11.2015)، وهو في سجن جلبوع احتجاجا على اعتقاله الإداري التعسفي والحكم عليه بالسجن لمدة ستة اشهر، دون تقديم لائحة اتهام ضده، مؤكدة على رفضه المطلق تناول المدعمات وإجراء الفحوصات الطبية، واعتماده كلياً على تناول جرعات من الماء من حين لآخر.
وتروي زوجة القيق ما حدث معه أثناء تغذيته قسراً:”لم يكن محمد فاقداً للوعي، بل كان في حالة صحية متردية، فقام أطباء السجن بتثبيته ووضع أنبوب المدعمات في الوريد قسراً، وحاول مقاومتهم إلا أن محاولته باءت بالفشل، وبقي حتى يوم الخميس وأزال المدعمات بالقوة، قائلاً لهم بالحرف الواحد: أنا لا أريد أي تدخل طبي، مهما بلغت خطورة وضعي الصحي”.
وقبل عدة أيام دخل الأسير القيق مرحلة شديدة الخطورة، بعد أن دخل إضرابه عن الطعام اليوم الـ 62، وطلب الأسير القيق من محاميه ملازمته طوال الوقت في الفترة المقبلة لتلقينه الشهادة في حال استشهاده، بعد أن فقد حاسة النطق وساءت حالته بشكل كبير وتكرر فقدانه للوعي، وفقا لعائلته التي قالت إنها قد تتلقى نبأ استشهاده في أي لحظة.
تفعيل قضيته
وفيما يتعلق بالتفاعل الإعلامي مع الأسير القيق في الإعلام المحلي، تضيف شلش:” في البداية كان العبء يقع علينا كعائلته، ولكن بعد ذلك بدأت الحملات تتوسع وتأخذ دورها في الاعلام”.وتؤكد شلش بأنه لا توجد وسيلة اتصال تربطهم بزوجها سوى المحامي والذي ينقل لهم الروح المعنوية العالية لدى زوجها.
وفي معرض ردها حول دورها كصحفية في تفعيل قضية زوجها الأسير القيق، تجيب:” بدأت بتفعيل قضيته عبر وسائل الاعلام المختلفة، لا سيما مع بدء اعلان محمد اضرابه المفتوح عن الطعام حتى الحرية أو الشهادة، إضافة إلى التواصل مع نقابة الصحافيين، ومنظمة مراسلون بلا حدود، وقنوات فضائية محلية وعالمية، والتواصل مع المؤسسات الحقوقية والدولية”.
وتبين شلش بأن الصحفي الفلسطيني مستهدف من قبل الاحتلال كونه القادر على نقل الحقيقة بمقاومته لقوات الاحتلال عبر عدسته، وبالتالي تعمل الأخيرة على منعهم من نقل الصورة الحرة، من خلال سلسلة الاعتقالات الموسعة التي تشمل مدن الضفة كافة.
وتدعو الإعلامية شلش إلى المزيد من الفعاليات التضامنية مع زوجها المستمر في إضرابه عن الطعام حتى إلغاء قرار الاعتقال الإداري بحقه، شاكرة كل من ساهم بتفعيل قضية زوجها، مطالبة بممارسة ضغوطاً على سلطات الاحتلال بشكل فعلي من خلال مراسلة المؤسسات الحقوقية والدولية، إضافة إلى التحرك الجدي على الصعيد الرسمي والشعبي.
فتح باب المواجهة
وقد حمَل نواب في المجلس التشريعي الاحتلال المسئولية الكاملة عن حياة القيق، محذرين من انفجار الأوضاع داخل السجون وانتفاضة الحركة الأسيرة.
كما أطلقت وزارة الإعلام نداء استغاثة للاتحاد الدولي للصحافيين ومختلف الهيئات الحقوقية والإنسانية والمدافعة عن حرية الرأي والتعبير للتدخل الفوري، لإنقاذ حياة الأسير الصحفي القيق.
ودعت الوزارة الاتحاد الدولي للصحفيين للتحرك العاجل وعدم انتظار ساعة الصفر، “لأن ما يتعرض له القيق سيكرره الاحتلال بحق الصحفيين المدافعين عن حرية شعبنا، في محاولة لتكميم الأفواه وحجب الحقيقة عن العالم”.
أما حركة حماس، فهددت على لسان الناطق باسمها حسام بدران بأن المساس بحياة القيق سيفتح باب المواجهة الحقيقية أمام الاحتلال وسيشعل النار في وجهه، مضيفا، “من غير المعقول أن نشاهد أسرانا يعدمون على يد الاحتلال دون أن نحرك ساكنًا، فيما سيرى منا المحتل ما لم يتوقعه”.
كما حذر أسرى حماس في سجون الاحتلال برد لا يمكن أن يتوقعه الاحتلال إذا استشهد القيق، فيما قال منسق القوى الوطنية والإسلامية عصام بكر، إن كل الخيارات مفتوحة في حال استشهاده.
يذكر أن الأسير محمد القيق، مراسل قناة مجد الفضائية السعودية في الضفة الغربية، اعتقل عقب مداهمة منزله في بلدة أبو قش، شمالي رام الله، بتاريخ 21 تشرين ثاني (نوفمبر) 2015، وتم تحويله للاعتقال الإداري مدة ستة أشهر.