ثقافة وفنفلسطين تجمعنا

“أكلات” عالم من التميز و الإبداع ينقلك لسحر الذوق و الاتيكيت

الثريا_ إسراء أبوزايدة

“مبدعة هي كل امرأة تنتج عملا”، هذا الاعتبار كان حجر الأساس الذي تسعى أكلات إلى ترسيخه لدى كل سيدة، كونها لديها المقدرة على مواجهة الصعاب كافة، رغم الظروف القاهرة التي تعصف بها، لاسيما المرأة الفلسطينية التي تكاد تكون متميزة عن الكثير من نساء العالم، وتتحفنا كل يوم بانتصار جديد في مجال مختلف، وابداع متميز يذهل الألباب فيتحول عبر أناملها إلى سيمفونية جميلة تأخذنا نحو عالم متميز من الأناقة والرقي في تقديم الخدمات على أطباق من ذهب بتحف فنية تسحرنا وتسرقنا إلى عالم احترافي آخر، الثريا تطرق باب “أكلات”وتتعرف على أسرارها خلال هذا التقرير.

“تعرفت على الحياة من جانب مختلف ومشرق بنفس اللحظة، إضافة إلى الاطلاع على عادات وتقاليد المجتمع كافة عبر شبكة أكلات”، بهذه العبارات بدأت ابتهال حديثها لـ”الثريا”، معبرة عن اعجابها الشديد بهذه المجموعة النسوية المميزة، التي ساعدتها بشكل كبير في الجوانب الاجتماعية والجمالية والبيتية والدينية.

إيجابية التعامل

بينما تشيدلانادين بالإيجابية المطلقة بالشبكة وخاصة من قبل القائمات عليها، مؤكدة أن الاحترام وتبادل الفائدة والروح المفعمة بالنشاط والتفاعل من قبل العضوات هو السبب في نجاح أكلات واتساع شهرته ليس فقط في فلسطين بل على الصعيد العالمي، مشيرة إلى أن فحوى المواضيع تتنوع ما بين زوايا الطبخ والجمال والمعلومات الثقافية ولا تخلو الأجواء من الحس الفكاهي ، وكل ذلك جعل من “أكلات” أسرة واحدة مترابطة تشارك بعضها في الأفراح والأتراح.

كسر الحواجز

فيما أبدت أم نضال تعلقها الشديد بشبكة أكلات، رغم عدم تفضيلها الانضمام إلى المجموعات كونها تقيد الشخص وتخضعه لقوانين وقواعد مملة، ولكن أكلات كسرت كل القواعد جاعلة منها جزء من عائلتها.

وتضيف أم نضال:” رغم اختلاف الزمان والمكان بين المشاركات إلا أن وجهات النظر والميول والتوجهات السليمة التي تصب في مصلحة الجميع جعل من أكلات الأم الحنون التي تعتني بصغارها وتدربهم على تقبل ثقافة الآخر في جو حضاري ملتزم، لافتة إلى أن أكلات ساهمت في تقريب البعيد والعثور على أصدقاء الطفولة، موجهة الشكر إلى القائمات على هذه الشبكة المعطاءة.

نقطة الصفر

بدورها توضح المؤسِسة والمديرة التنفيذية لشبكة أكلات رنا زهير أبو سيدو، خريجة تكنولوجيا المعلومات من الجامعة الإسلامية بغزة، والمقيمة في الإمارات العربية المتحدة، بأن أكلات بدأت من العام (2012)، بنواة صغيرة تضم عشرات السيدات في مجموعة نسائية مغلقة تضم ما يقرب الـ(31) ألف متابعة، غالبيتهن من مدينة غزة، تحت شعار استمتع اكتشف وتلذذ بأطيب الوصفات، مع الأخذ بعين الاعتبار رضا الزبون والاهتمام به وتثمين جهده ووقته، وذلك بجهد وتمويل شخصي كلي دون مساعدة جهة خارجية. وتبين أبو سيدو (29)عاماً، بأن أكلات تسعى لتكوين الصورة المثالية لدور المرأة في التطوير والعمل والإدارة الناجحة بكافة المقاييس.

وعن مراحل نشأة الشبكة، قالت أبو سيدو:” بدأت أولى خطوات أكلات بمرحلة التعلم والتأسيس، مروراً بمرحلة الثبات والاهتمام بالتفاصيل والجودة والاهتمام بالزبون المتابع لشبكتنا”، واصفة اياها بمرحلة تكسير العظم لما أخذت من وقت وجهد في تشكيل فريق العمل وتعليمهم مبادئ وفلسفة أكلات من خلال كورسات وتدريب مباشر لتشرب المعلومات والأفكار التي تبنى عليها شبكة أكلات من جذورها الأولى، عبر تكوين فريق قائم بالعمل الإداري، وفريق مختص بالتصميم، وفريق إدارة مكتب أكلات في مدينة غزة.

كسر الروتين

شبكة أكلاتأربع سنوات من الاجتهاد والعمل حتى حصلت أكلات على ولاء المتابعين القدامى والمزيد من المتابعين الجدد، مما جعلها تنتقل وهي حاملة وسام الشرف وماضية في أوسع سبل الانتشار والتسويق لتصل إلى كل بيت وتصبح متنفس كل سيدة ودمجها في عالمها الخاص.

تعتبر أبو سيدو بأن مجموعة أكلات هي شبكة اجتماعية للطهي يتم عرضها من خلال عدد من القنوات والمشاريع والأفكار الابتكارية، مرجعة السبب في تأسيسها إلى مدى العبء الذي يثقل كاهل ربات البيوت في عملية الطهي، ناهيك عن انتقاصه لعامل المتعة، فجاءت الفكرة لتبادل الوصفات بشكل شيق وممتع وكسر الروتين في عملية التقديم بتحويله إلى عمل فني جذاب، إلى جانب مساعدة العديد من السيدات على تطوير خبراتهن ودمجهن بسوق العمل وتطوير أفكارهن والمساعدة في تسويق الشركات الناشئة لسيدات الأعمال.

تواصل اجتماعي

وتلفت أبو سيدو إلى الخدمات التي تميز أكلات عن غيرها من الشبكات، معتبرة الميزة الرئيسية والتي تكمن في تطوير عامل التواصل الاجتماعي بين العضوات والمتابعات للشبكة ، على عكس كثير من شبكات الطهي التي تهتم فقط في المضمون ولاتهتم بالتواصل بين المرسل والمستقبل، إضافة إلى تقديم خدمة الإعلانات للأعمال الحرفية أو في فنون الطهي بأسعار رمزية تساعد السيدات في البدء بأعمالهن التجارية، ناهيك عن وجود مخطط لتضمين الشباب في إطار الشبكة وخاصة من لديه حب وشغف بعالم الطهي.

برامج أكلات

وفي معرض ردها عن البرامج التي تقدمها أكلات للجمهور، تجيب:” تقدم العديد من الوصفات من العضوات المتفاعلات والاستشارات من خلال برنامج سؤال من صديقة أكلات الذي يعتمد السرية في مصدر صاحبة السؤال، حتى تتم الإجابة بشكل شفاف وعفوي”، إضافة إلى استحداث العديد من البرامج منها مطبخ ABC”” مع أبرار ناصر ومن خلاله تستطيع أي سيدة جديدة على الطهي أن تتعلم مبادءه خطوة بخطوة، وبرنامج “أحلا الحلى” مع ربا كساب لتعليم فنون تزيين الحلويات ، وبرنامج “الشيف الصغير” الذي تم إعداد الجزء الأول منه من خلال مسابقة للأطفال عبر قناة شبكة أكلات على اليوتيوب.

شبكة أكلات لم تكن مجرد اسماً في العالم الأزرق بل تم تصنيفها ضمن أفضل خمسة مشاريع ريادية تقدمت لمؤسسة “بوتينشيال” في مسابقة هدفي للسيدات في ريادة الأعمال في دبي وعلى مستوى آلاف المشاريع المشاركة ، وذلك عبر تحويل الفكرة المجتمعية إلى عمل تجاري يغزو ويغير عالم الطهي ويجعله أكثر تشويقا ومتعة، هذا ما ذكرته أبو سيدو في حديثها لـ”الثريا”.

بوابة الكترونية

وتكشف أبو سيدو عن مجموعة من التطبيقات الالكترونية التي ستكون بوابة “أكلات” للعالم الخارجي في العام الحالي، سعياً منها لإيصال أفكار ومحتويات الشبكة مع القرية العالمية الالكترونية، من خلال تطوير برنامج إعلاني، وتصميم وبناء الحملات التسويقية للشركات والمنتجات، إضافة إلى تصميم الجرافيك وهويات الشركات التجارية.

وتطمح المديرة التنفيذية لـ”أكلات” إلى تكوين أكبر شبكة اجتماعية عالمية في فنون الطهي، سعياً منها لتطوير المرأة العربية والفلسطينية في مجال ريادة الأعمال والعمل التجاري، موجهة رسالة إلى ربات البيوت للانفتاح على الحياة لتحقيق الطموح وتطوير الذات وأن لا تكون مجرد رقم بل قيمة مؤثرة في المجتمع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى