حوارات

د. عبد الجمل..ما بين الطب الروحي و الحياة البرلمانية مصحوبا بتاج الوقار

حوار / آية حاتم إسليم

ما بين الطبِّ الجسدي والطبِّ الروحي احتارَ فكرُه ليختارَ طبَّ النفوسِ والأرواح، اقترنَ اسمُه ورسمُه وفعلُه ب” تاج الوقار”، خرَّجَ الآلافَ من حفظةِ كتابِ الله في المخيماتِ القرآنية، وفي المجلسِ التشريعي وضعَ بصماتُه الخاصة كنائبٍ يحملُ همَّ القضية، ولم يشغلْهُ تدريسُ مساقاتِ الماجستير في كلية أصولِ الدينِ في الجامعة الإسلاميةِ، والإشرافُ على العديد من الرسائلِ العلميةِ عن استكمالِ هدفِه، وفي تأليفِ الكتبِ اتخذَ لنفسِه جانباً في تخصُّصِه؛ حيثُ ألّفَ العديدَ من الكتب في القراءاتِ القرآنيةِ، وتقديمِ كتبِ السُنةِ النبوية، ومع ذلك نراهُ أبدعَ في ترسيخِ قاعدةِ المخيماتِ القرآنيةِ، التي لاقت قَبولاً مهيباً من الطلبةِ وذويهم…

‘‘موقع الثريا‘‘ أجرى معه حواراً خاصاً، لنبحرَ في سفينةِ مكنوناتِه الشخصيةِ، فهو الشيخُ المعلِّمُ ..القارئُ المتقِنُ .. الأستاذُ الجامعي المُربي.. المشرفُ الراقي.. صاحبُ الكلمةِ البليغةِ ..صاحبُ السمتِ والوقارِ.. صاحبُ برنامجِ”ورتّل القرآنَ”.

سعِدنا لاستضافتِك معنا عبرَ موقعِ الثُريا الإلكتروني..بدايةً لو تُحدّثنا عن بطاقتِك التعريفية؟
عبد الرحمن يوسف أحمد الجمل، من مواليد” 1961″م من سكانِ النصيراتِ وسطَ قطاعِ غزة، متزوجٌ ، ولَديَّ عشرةٌ من الأبناء،سبعةُ ذكورٍ وثلاثُ إناثٍ.

حدّثنا عن مشوارِك العلمي في جميع المراحلِ؟
تعلّمتُ المراحلَ المدرسيةَ في قطاع غزةَ بمخيمِ النصيراتِ، وأنهيتُ دراسةَ “البكالوريوس” في المملكة العربيةِ السعودية، في جامعةِ أمِّ القرى قسم القراءاتِ القرآنية، وكنتُ من الدفعةِ الأولى التي تخرّجتْ من هذا القسمِ على مستوى المملكةِ عامَ” 1987″م.
ثم باشرتُ بدراسةِ الدراساتِ العليا “الماجستير” في الجامعة الأردنيةِ في الأردن، وكانت عنوان رسالتي” منهج الطبَري في القراءاتِ القرآنيةِ في تفسيرِ جامعِ البيان”عامَ 1992م.
وكان رحلةُ الدكتوراه في دلوة السوداِنِ الشقيقِ في جامعةِ القرآنِ الكريمِ والعلومِ الإسلاميةِ،وكانت الأطروحة بعنوان:” تحقيقُ كتابِ النجدِ لنَجم الدين الواسطي ” وأنهيتُ منها عام “1994”م.

عبد الرحمن الجمللو تُحدّثنا عن أبرزِ أربعِ شخصياتٍ من وقتنا الحالي تعدُّهم قدوةً لك بحياتِك.. عن من تُحدّثنا؟
1.    الإمامُ الشيخ الشهيد أحمد ياسين …مؤسسُ حركة حماس.
2.    العالمُ الدكتور الكفيفُ المشرف على رسالة الماجستير فضل حسن عباس.
3.    البروفيسور والمستشارُ الشرعي لرئيس جمهوريةِ السودان أحمد علي الإمام.
4.    البروفيسور العالمُ في علم القراءاتِحلمي عبد الرؤوف محمد عبد القوي.

معالي النائب..حدّثنا عن أبرزِ شيوخِك وأساتذتِك؟
شيخُ المَقارئ الفلسطينيةِ، العالم حمدي سعيد مدوخ، والشيخ محمد محمد بحور، والشيخ أحمد نوفل مشرفي على رسالة الماجستير، والشيخ المتقن هاني العلي، وشيخي ومشرفي ومعلمي حلمي عبد الرؤوف محمد عبد القوي، والدكتور أحمد فريد.

لو عرَجنا إلى محطاتِك الوظيفيةِ؛ ما هي الوظائفُ التي عملتَ بها ؟

  • 1987 1989 معيد بكلية أصول الدين (فلسطين).
  • 2001 عميد كلية أصول الدين (فلسطين).
  • 1994 2003 نائب رئيس دار القرآن الكريم والسُنة، ورئيس قسم القراءات (فلسطين).
  • 1994 2003  مؤسس ورئيس مجلس إدارة مركز العلم والثقافة (فلسطين).
  • 1994 2005 أستاذ مساعد بكلية أصول الدين (فلسطين).

ما هي أهمُّ الوظائفِ الحالية ؟
رئيسُ دارِ القرآنِ الكريم والسُنة ، عضوٌفي المجلسِ التشريعي الفلسطيني عن قائمةِ التغييرِ والإصلاح .
مقدّم برنامج “ورتل القرآن ” عبر فضائيةِ الأقصى؛ يُبثُّ مرةً واحدة كل أسبوعٍ، الذي يعتني بقراءةِ القرآنِ الكريمِ كاملاً خلال الحلقاتِ .

د.عبد الرحمن الجمللماذا عِلمُ القراءاتِ؟وهل كانت رغبتَك الشخصيةَ في دراسةِ هذا التخصص؟
أنا أميلُ للموادِ العلميةِ؛ فتخصّصتُ بالقسمِ العلمي في الثانويةِ العامة،وكنتُ متميزاً دراسياً، وكنت أطمحُ لدراسةِ الطبِّ، وبالفعلِ قدّمتُ أوراقي لمنحةٍ لدراسةِ الطبِّ في إحدى الدولِ العربية…انتظرتُ أياماً وشهوراً؛ ولكنْ لم يقدِّرْها اللهُ عزّ وجلّ لي، وفي ذات الوقتِ الذي كنتُ أنتظرُفيه الحصولَ على منحةِ الطب…كان قدَرُ اللهِ بأن يكونَ اسمي في منحةٍ دراسيةٍ في المملكة العربيةِ السعودية، في كلية أصولِ الدينِ، قِسمِ القراءاتِ القرآنية؛ فاستخرتُ اللهَ وردَّدتُ ” رُبَّ خيرٍ لم تنلْهُ… كان شراً لو أتاكَ ” ووفقني اللهُ في هذه الدراسةِ، وكنتُ سعيداً جداً بهذه الكليةِ وبالأساتذةِ الكرام، وكان من حُسنِ حظي أنّ قسمَ القراءاتِ سيُفتح للمرةِ الأولى، وسأكونُ من الدفعةِ الأولى التي تتخرّجُ بهذا القسمِ.

وبتوفيقٍ من الله عزّ وجلّ،ثُم تشجيعِ والديَ لي، وفّقني اللهُ بها، واتخذتُ قراراً  بحفظِ القرآنِ البكالوريوس كاملاً، وكانت عندي مَلكةُ الحفظِ  قويةً جداً أثناء الجامعةِ، إذ كنتُ أحياناً أحفظُ يوماً حزباً، ويوماً آخَرَ جزءً كاملاً، بفضلِ اللهِ عزّ وجلّ.

وبعد إنتهائي من مرحلةِ البكالوريوس، وتعلُّمِ القراءاتِ مع الرواةِ مع رموزِها وأسانيدِها، ومعرفةِ الرسمِ والضبطِ وتوجيهِ القراءاتِ؛ وأصبحتُ أحملُ سنداً في القراءاتِ القرآنيةِ العشرِ وصولاً إلى  النبي محمد ” صلى الله عليه وسلم” ، ورجعتُ إلى غزةَ هاشم، وأصبحتُ أتنقلُ مِثلَ الطيرِ في جنوبها وشَمالِها ووسطها، وأبلّغُ وأنشرُ العلمَ الذي تعلمتُه، وأعطي الأسانيدَ للإخوة والأخواتِ، بحيث أيّ أخ/ت تتلقى السندَ، ويتمُ إجازتها؛ يكونُ شرطٌ أنْ تُقرىءَ خمساً من الأخوةِ أو الأخواتِ؛ لتنتشرَ القراءةُ الصحيحةُ في مجتمعنا.

مَن أبرزُ ممّن تلَقوا سندَ القراءةِ عنك؟
د. إسماعيل هنية، رئيسُ الوزراء الفلسطيني السابق، والأستاذة هيفاء رضوان، مديرُ عام دار القرآنِ الكريم والسنة- قسم الطالبات، والأخ القارئ عزات السويركي، والعديد من المتميزين والمتألقين بالقراءة.

تكريم الجمل 1ما هي أبرزُ مؤلفاتِك؟
كتابُ التيسيرِ في علمِ التجويد.
كتاب المُغني في علم التجويدِ للدورة العليا.
كتاب المغني في روايةِ الإمام شعبة عن عاصم.
كتابُ المغني في رواية الإمامِ قالون عن  نافع.
كتاب المُغني في رواية الإمام وَرش عن نافع.

بمَ تنصحُ جمهورَنا الكريم؟
عليكم بالاجتهادِ في مسيرة القرآنِ والابتعادِ عن الرياء، وكلمتي للأهالي سارعوا إلى تحفيظِ أبنائكم القرآنَ الكريمَ منذُ الصغرِ؛فإنه يكونُ للإنسانِ بركةً في الكِبرِ، يقوّي الصحةَ، ويزيدُ من قَدْرِه في الدنيا والآخِرة، و لا تَضعْ العمرَ عائقاً لك، فسارعْ إلى حفظِ القرآنِ الكريم، و تعلّمْ تلاوتَه الصحيحةَ مَهما كان عمرُك، فسيُعينُك اللهُ، وسيكتبُ لك الأجرَ في الدنيا والآخِرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى