Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
كتاب الثريا

الأحلام والرؤى ليست مصدراً شرعياً أو فكريا

بقلم: دكتور صالح الرقب أستاذ في تخصص العقيدة والمذاهب المعاصرة.

إن الرؤيا الصالحة كانت جزءاً من ستة وأربعين جزءاً من النبوة، وقد ورد عن السيدة الطاهرة عائشة رضي الله عنها في بدء الوحي أنه كان ستة أشهر يرى الرسول صلى الله عليه وسلم الرؤيا فتكون كفلق الصبح, وكان الوحي ثلاثاً وعشرين سنة, فتكون رؤيا المنام جزءاً من ستة وأربعين جزءاً من الوحي. ولكن لا يُبنَى على الحلم الذي يراه الواحد منا حكم شرعي، حتى وإن تصور له رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فأمره ونهاه فإنه يلتزم بالقرآن الكريم والسنة النبوية ولا يأخذ بالحلم، وبعض الفرق الضالة يرون أن الأحلام مصدر للتشريع ينسخ الكتاب والسنة.

ومعلوم أنَّ الرؤيا ثلاثة أقسام: رؤيا بشرى من الله تعالى، ورؤيا تحزين من الشيطان، ورؤيا مما يحدّث المرء به نفسه في اليقظة، فيراه في المنام، وقد ثبت هذا التقسيم في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم. فعن أبي هريرة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول:“الرؤيا الصالحة بشارة من الله، والتحزين من الشيطان، ومن الرؤيا يحدّث به الرجل نفسه”.

ورؤيا الأنبياء “وحي” بخلاف غيرهم، فالوحي لا يدخله خَلَل، ولا يتعلق به هوى لأنه؛ محروس قال الله تعالى:( وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) سورة النجم:3-4، بخلاف رؤيا غير الأنبياء، فإنها قد يحضرها الشيطان, وقد وردت في القراَن الكريم أمثلة من الرؤيا الصادقة، وهى رؤيا الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، ومن ذلك الرؤيا التي رآها النّبي صلى الله عليه وسلم وهو في طريقة إلى الحديبية، قال الله تعالى: (لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ) سورة الفتح:27، والرؤيا التيرآها إبراهيم عليه السلام. قال تعالى:( قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ) سورة الصافات:102.

وبعض الشباب المسلم يغتر بعبادته وطاعته لله تعالى وصلاحه، ولديه حماس وغيرة لدينه، لكنه فاقد للعلم الشرعي، فيفتنه الشيطان من هذا الجانب، فينفخ في أوداجِه ويصور شخصه له بأنه منقذ البشرية من ضلالاتها، أو هو الخليفة المسلم المنتظر، أو المهدي المنتظر الذي يملأ الدنيا عدلاً بعد أن ملئت جوراً وظلماً.

وكم من شخص ادَّعى المهدية، لأنه رأى في المنام ما يُزيِّن له ذلك أو يراه غيره في المنام أنه المهدي، ومن ثم يقرأ ما ورد في شأن المهدي من النصوص الشرعية، فيزين له الشيطان أنه هو المهدي. فيركب رأسه الغرور والإعجاب بنفسه وإعجاب الآخرين به، فيقع في براثن الشيطان الرجيم. فيصاب بلوثة فكرية وهوس ديني، فيفتنه الشيطان عن دينه ويغويه للسقوط في الهاوية.

وتبقى الأفكار التكفيرية مصدراً للشباب المراهق ممن لم يتلقَّ العلم الشرعي من مكانه، وكم أغوى الشيطان شباباً مسلماً لديه حماس ديني كبير، لكنهم أضاعوا دينهم ودنياهم، فتأثروا بما يقرؤون من بعض المواقع على الإنترنت، أو بما يسمعونه من دجالين لبسوا ثياب العلم وتكلموا بلسان أهله، أسأل السلامة للجميع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى